العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ

محمد الصباح: آن الأوان لانتقال مجلس التعاون إلى «تحالف كونفدرالي»

نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق لدولة الكويت متحدثاً في المؤتمر - تصوير : عيسى إبراهيم
نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق لدولة الكويت متحدثاً في المؤتمر - تصوير : عيسى إبراهيم

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق لدولة الكويت الشيخ محمد صباح السالم الصباح، أنه آن الأوان لانتقال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى ما وصفه بـ «تحالف كونفدرالي»، مبيناً أن هذا «أمراً يستوجب الانتقال من مرحلة الدبلوماسية إلى أشكال من السياسة الحقيقية، التي تضع بالاعتبار المخاطر والمهددات الوجودية لكيان دول المنطقة وأمنها الداخلي».

وأوضح الصباح، في كلمته في افتتاح المؤتمر الثاني للأمن الوطني والأمن الإقليمي، يوم أمس الأربعاء (23 أبريل/ نيسان 2014) أن مجلس التعاون بدأ قبل 3 عقود بإجمالي سكاني يقدر بـ 13 مليون نسمة، والآن وصل إلى 47 مليون نسمة، نصفهم غير مواطنين أو وافدون من العرب والأجانب»، مؤكداً أن «هذا الخلل السكاني يشكل تحدياً كبيراً في صياغة ونسج استراتيجية أمنية».

ورأى الصباح أن «أية خلافات خليجية حالية، في ظل وجود ملفات خطرة مثل الخلل الكبير بالتركيبة السكانية، يمثل تهديداً وجودياً لدول مجلس التعاون»، مؤكداً أن دول التعاون ليس لديها مجال لترف الخلافات في ظل وجود هذه المهددات.

وقال: «إن دول المنطقة تواجه رغبات قوى إقليمية في أن تكون راعية وحامية لعقيدة معينة، وتعتبر كل أبناء الطائفة هم رعايا، بغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية»، مشدداً على أن «هذه القوى تدفعها رغبات السيطرة».

وأشار إلى أن «إيران التي تنظر لأبناء الطائفة الشيعية في المنطقة بأنهم تابعين لها رغم التصاق أبناء الطائفة بأوطانهم وأراضيهم، يشكل تحدياً وخطراً قائماً أمام مخططي وصانعي السياسات في دول المنطقة».

وأفاد بأن «هناك ثمة درس مهم جداً نستخلصه من الحرب العالمية الأولى المدمرة، وهي أن الاحتماء بالخارج والاستقواء بالأجنبي والبحث عن قوى خارجية، لدعم موقف محلي أمر في غاية الخطورة ونتائجه كارثية ويشكل هذا الأمر أيضاً تحدياً لدول مجلس التعاون».

وأوضح الصباح أن إيران تنظر بهذا المفهوم، فأينما حل المنتمون للمذهب الشيعي فهي راعية وحامية لهم، بغض النظر عن درجة إيمان المواطنين والتصاقهم في أرضهم وأنظمتهم الوطنية والسياسية. كما هو حاصل في الحرب العالمية الأولى عندما استقوى قاتل ولي العهد الإمبراطورية النمساوية المجرية بالكنيسة الأرثوذكسية في موسكو في العام 1914، لتكون الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى الشرسة والبشعة.

وأضاف «الإسقاط الثاني للحرب العالمية الأولى على أمن الخليج، يكمن في ضمان الأمن الخارجي، حينما أعلن الرئيس الأميركي آنذاك ويلسون عن مبادئه الـ 14 لبناء عالم جديد متحضر، مثيراً جدلية (حق تقرير المصير) مع الأوروبيين، والاستعاضة عنها بمفهوم (الانتداب) أو (الوصاية)، والتي نجم عنها لاحقاً اتفاقية (سايكس بيكو) لتقسيم المنطقة العربية وفشل العرب في تدبير أمورهم».

ولفت الشيخ محمد إلى أنه «من سخرية القدر أن هذه الحرب التي دمرت النظام العالمي القديم، وأعادت صياغة نظام جديد وهيكليته، هي أكثر الحروب في تاريخ البشرية، لا حاجة لها وغير ضرورية البتة كما وصفها المحللون».

العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً