العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ

ثمة أمل يفضح البحريني

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

يتشبثون بالأمل، طريقهم الوحيد لتحمل كل ما يعتريهم من مصائب ومشكلات، وحسرات وآلام ودموع، منذ أن طلّت أرواحهم على الحياة.

يجيدون كيف يحيلون الألم ابتسامةً من خلال ما ينتجونه من أفلام ومقالات ونكات وطُرَفٍ يسخرون بها من واقعهم المليء بما يكدّر عليهم الحياة، فتصبح أيامهم أكثر إشراقاً حتى في أصعب حالات اليأس، وفي منتهى ظروف الانكسار على مدى عقودٍ طويلة.

و»أينما يذهب البحريني فإنه يترك بصمةً لا يمكن تجاهلها». وهذا ما قاله لي أحد الأصدقاء من الشعراء كثيري السفر للمشاركة في مهرجانات دول العالم للشعر!

كان يجزم أنه لو أتيح للبحريني ما يُتاح لغيره من إمكانات في دول الخليج، لكان مستواه الأول في الدول العربية من حيث الإبداع في شتى المجالات، ولصار اسم البحريني متداولاً في سوق العمل العربي والعالمي باعتباره طاقةً لا يمكن تجاهلها. فأينما يضع البحريني رجليه فإنه يستطيع تحويل ما حوله إلى لوحةٍ مذهلة، خصوصاً حين يتعلق الأمر بتخصّصه الذي يحب. ولكن البحريني متشبث، رغم كل ما يعانيه، ببقائه في أرضه ووطنه، الذي لن يتخلى عنه مهما حاولوا إجباره على ذلك، ومهما كان الوضع طارداً له.

لم يكن هذا الصديق يجامل أو يكذب، فقد شهدنا في الآونة الأخيرة ظهور الكثير من الطاقات التي تميّزت وأبدعت وأنتجت، خصوصاً بعد الأزمة السياسية والطائفية التي تعاني منها البلاد منذ زمن، وانفجرت في فبراير 2011، فقد أحال بعض البحرينيين فصلهم عن أعمالهم وتمييز غيرهم عليهم في الترقيات والمعاملة الحسنة، دافعاً جعلهم يفتتحون شركاتهم ومحلاتهم ومكاتبهم الخاصة في مجالات بعضها لم يخطر ببال أحد، فانتعشت التجارة الداخلية، وزاد حجم العمل الخاص في البحرين، ودخل آخرون سوق الخليج والوطن العربي بشكل أكّد أن للبحريني قدرةً هائلةً على العمل حين تعترضه التحديات، وترغمه ظروفه على شحذ مواهبه وهممه، فكيف ستكون حاله لو أنه عاش راحةً وظروفاً صحيةً للإنتاج والعمل والإبداع؟

في كل تلك الظروف، ورغم كل هذه الأخبار الحزينة التي تبثها وسائل الإعلام، مازال البحريني قادراً على صقل مواهبه بالدراسة والتدريب والتعلم والجري وراء كل ما من شأنه أن يطوّر من أدائه وحياته، فها هي أخبار الورش التدريبية والدورات العلمية والعملية تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، وها هي القاعات تمتلئ بالمشاركين، وها هو عدد الحاصلين على شهادات عليا يزداد، وفي كلّ يوم يصل إلى البحريني –بفضل بحثه- ما هو جديدٌ في العالم في الجانب العلمي وجانب تطوير الذات، ليصبح رائداً في دخول مجاله، وليكون نموذجاً يدرس في هذه الصفوف الدراسية.

وأعود لأقول: لولا الأمل الذي يحيا البحريني معه كتوأم سيامي، لما استطاع أن يصل إلى ما وصل إليه على رغم كل الظروف المحبطة، فكيف لو وجد من يؤمن بقدراته وطاقاته وعقله؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:48 ص

      سلمتي وسلم قلمك

      سيبقى شامخ يالبحريني رغم المحاولات الفاشلة لاحباطك

    • زائر 3 | 12:21 ص

      طاقات هائلة

      للبحرينيون طاقات هائلة تتجلى معانيها في محرم والمناسبات الخاصة والعامة من خلال تنظيم العزاء والفعاليات ولا تنسي الجمعيات الاهلية العديدة التي اظهر فيها البحرينيون طاقاتهم التطوعية ولكن النظام يحاوب دائما تكسير هذه الطاقات

    • زائر 2 | 12:01 ص

      مقال رائعا بالفعل

      شكرا لك يابنت دهنيم

    • زائر 1 | 11:48 م

      في الصميم

      فعلا الانسان البحريني متميز بصبره واتقانه لعمله وتطويره الدائم لذاته، ودماثة أخلاقه وإصراره على خلق فرص للعيش الكريم بكل الوسائل المتاحة والعسيرة وهو ما يحير كل من يعرفه ، فكيف يحاول البعض استبداله بشعب آخر ، عجبي !!!

اقرأ ايضاً