العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ

تيني بيري: ينبغي أن يرد التعلم الديني على الأفعال المأساوية التي يتم تنفيذها باسم الدين

المنامة - مؤتمر حوار الحضارات والثقافات 

تحديث: 12 مايو 2017

أكدت أستاذ الديانات العالمية الأمين السابق للعلاقات الخارجية بالمجلس العالمي للكنائس تيني بيري- سيمونيان على أنه ينبغي أن يرد التعلم الديني على الأفعال المأساوية التي يتم تنفيذها باسم الدين وأن يسلط الضوء على التجربة الإيجابية للعيش سويًّا تاريخيًّا، وأن يقترح نماذج للعلاقة بين الناس من أصول دينية مختلفة ضمن المجتمعات. مؤكدة أن هذه الممارسة تفترض مراجعة أساليب التدريس في التعليم الديني، منبهًا إلى ضرورة مناقشة الهوية الدينية والدين كنظام.

وفي مستهل الجلسة الرابعة من مؤتمر حوار الحضارات والثقافات التي انعقدت صباح اليوم الثلثاء (6 مايو/ أيار 2014)، أعربت أستاذة الديانات العالمية الأمين السابق للعلاقات الخارجية بالمجلس العالمي للكنائس تيني بيري- سيمونيان، عن تقديرها العميق لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على مبادرة جلالته بالدعوة إلى حوار الحضارات والثقافات.

ولفتت في ورقتها التي قدمها في المؤتمر بعنوان "التعليم الديني ودوره في تعزيز التعايش بين جميع الناس" إلى أن الدين والتعليم عاملان مهمان في بناء السلام وتعزيز العلاقات الطبية بين الناس، مستعرضة النظريات الحديثة التي تساعد على فهم السياقات المحلية والوطنية والعالمية التي ينبغي أن يتم فيها مناقشة أساليب التعليم والتعلم والتخطيط لها لتعزيز التعايش بين الناس.

ورفضت تيني بيري استخدام مصطلح "التعايش"؛ عازية ذلك إلى أن هذا المصطلح كان يقصد به تاريخيًّا "عش ودع غيرك يعيش"، مؤكدة أن هذا المؤتمر يتجاوز تلك الصيغة المبتذلة بحسب وصفه إلى الاهتمام الأخلاقي للاختلاف وتشجيع العيش سويًّا على أساس الاحترام المتبادل لبناء ثقافة السلام القائمة على التنوع.

وأشارت إلى أن مفاهيم الديمقراطية والتعددية الدينية والعولمة صاغت منذ منتصف القرن العشرين القضايا المتعلقة بالعلاقات العامة والأخلاقيات وتحليل الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لافتة إلى أن هذه التغييرات الأساسية في طبيعة النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية في العالم والتجانس على المستوى العالمي والتعددية على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية تحدث ضمن إطار الديمقراطية حيث تكون سيادة القانون والمساواة والمشاركة والمواطنة هي الأساس.

وأكدت أن دور التعليم الديني هو إعداد الناس خاصة الجيل الشاب لتعلم عقيدتهم وفهم التحديات التي تواجه دينهم كنظام اجتماعي والاستجابة على نحو مناسب. لافتة إلى أن الاستجابات تتباين ضمن سياقات اجتماعية سياسية محددة، مستدركة أن مسؤولية القادة الدينيين والمعاهد الدينية هي إعداد الناس للمواطنة العالمية.

وفيما يخص إدارة الخلافات الدينية اليوم، عالجت تيني بيري هذه المسألة باستخدام المفاهيم المقترحة من أستاذ الفلسفة والقانون بجامعة نيويورك كوام أنتوني آبياه من حيث كون الدين هوية اجتماعية، وباعتباره متكاملًا نفسيًّا، ومن حيث كون بعض الخلافات الدينية المنطقية.

وتساءلت بيري: "من أنا؟ من نحن؟ من أنت؟"، مؤكدة أن هذه الأسئلة تساعد الأفراد في تحديد أنفسهم فيما يتعلق بانتماءاتهم الخاصة وفي علاقاتهم مع الغير. كما أنها تساعدهم في فهم الطبيعة متعددة الأبعاد للعضوية والسلوك. لافتة إلى أن مسألة العرق والنوع الاجتماعي والدين التي تحدد هوية الشخص مسألة لا يد للإنسان فيها تلازمه منذ لحظة ولادته. مشيرة إلى أن اكتساب جميع الهويات الأخرى يتم نتيجة للأدوار والوظائف التي يمارسها الناس والمؤسسات التي تحدد أنظمتهم الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية والاجتماعية متعددة الأبعاد.

ودعت إلى توعية الطلاب بأنه عندما تصبح الهوية معيارًا لتحديد الشخص، مؤكدة أن دور التعليم الديني يكمن في تقدير كرامة جميع الناس بصرف النظر عن هويتهم، متسائلة: "كيف يمكن للتعليم الديني إدارة مسائل الهوية بالتناغم مع رؤية التنوع والتعددية"؟

وفي معرض إجابتها، قال: "يمكن أن تصبح الهوية الدينية قوة جبارة في حالات الأزمات مثل أن سعي عمال الإغاثة وراء التضامن الديني لجمع الموارد المالية والمادية لتقديم المساعدة الإنسانية"، مضيفة: "لتجنب جعل الهوية الدينية مسألة سياسية في مثل هذه المواقف يجب أن يؤكد المعلمون الدينيون بأنه يجب أن تتم معاملة كل الناس الفقراء والمحتاجين بعطف واحترام بصرف النظر عن توجهاتهم الدينية".

وأشارت إلى أن العولمة تمثل تغييرًا لدور الأديان العالمية، مؤكدة أن الأديان لم تعد هي الحكم الأخلاقي الرئيسي لأن مجتمع الشبكات الجديد يصنع صراعًا بين الأديان والتفتت الداخلي بين الأديان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً