العدد 4263 - الجمعة 09 مايو 2014م الموافق 10 رجب 1435هـ

«مجاهد سابق» يحارب التطرف بإخراج فيلم «داعش»

الفيلم يروي قصة شاب سعودي... وحصل على مشاهدات عالية في «اليوتيوب»

عبيدالله لحظة الحكم عليه بالقتل نحراً من قبل «داعش»
عبيدالله لحظة الحكم عليه بالقتل نحراً من قبل «داعش»

وقف عبيدالله معصب العينين أمام جماعة من المثلمين، من أجل محاكمته بشرع الله وسنة نبيه، كما قال أحدهم له: «عبيد الله... تم القبض عليك مع مجموعة مسلحة تقاتل ضد الإخوة المجاهدين في سبيل الله، وتسعى للتفريق بينهم والتشويش عليهم، من أرسلك؟ أصدقنا القول أجب، لعل الله يغفر لك ويتجاوز عنك»، وأمام كاميرا الفيديو التي كانت توثق محاكمته، جثا عبيد الله على ركبتيه، وسلاح الكلاشنكوف مصوب على رأسه، معترفاً «والله العظيم اللي أرسلني الشيخ أبو الزبير من الرياض، أرسلني عشان أجاهد مع المسلمين وانصر الله ورسوله، ولا حاربت الله ورسوله، وعندي رقم الشيخ إذا حبيت تكلمه».

الملثم غير آبه بكلمات عبيدالله المتقطعة واعترافه «عبيد الله أنت أمام الله، إنجُ بنفسك أمام الله، عبيدالله أنت مرسول من المباحث عشان تعطيهم أرقام المجاهدين وعناوينهم؟»، فرد عليه عبيد الله «أقسم بالله أني جيت للجهاد في سبيل الله»، وعلى وقع أصوات التكبير قيل له: «إذن نحكم عليك بشرع الله وسنة نبيه».

بهذا المشهد يبدأ فيلم «داعش»، الذي أخرجه مجاهد سعودي سابق هو عبدالرحمن عايل، والذي حصل مشاهدات عالية في «اليوتيوب»، ويروي الفيلم قصة شاب سعودي اسمه عبيد الله، ذهب إلى سورية بقصد الجهاد بعد أن أرشده لذلك شيخ اسمه أبو الزبير، وبعدها وقع في أيدي الدولة الإسلامية في العراق والشام بتهمة القتال ضد «المجاهدين»، فحكموا عليه بالقتل تعزيراً، حيث تم نحر رأسه، وقال من قام بنحره والسكين في يده مخاطباً الحاضرين: «أنا عارف أن بعض الإخوان تأخذه رأفة بهذا الخائن لأنه من نفس ديرتنه، ولكن والله العظيم هذا الشيء نتقرب فيه إلى الله ويقربنا من الله»، ليعلو التكبير مجدداً.

الفيلم الذي لا تتجاوز مدته 15 دقيقة، يحذر من خطورة الالتحاق بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» بدعوى الجهاد، كما يسلِّط الضوء على فاجعة الأهل بأولادهم الذين يقتلون خارج دولهم، حيث يظهر والد عبيد الله مخنوقاً بعبراته لحظة تلقيه نبأ مقتل ابنه في سورية.

قصة الفيلم تستخدم قالباً خيالياً، يظهر عبيد الله بعد موته حاضراً بين أهله لحظة فاجعتهم فيه، ويخاطبهم دون أن يسمعوا صوته، كما يظهر جانباً من الممارسات التي يقوم بها البعض بدعوة الناس إلى الجهاد في سورية وجمع المساعدات من أجل ذلك، حيث يدخل عبيد الله على الشيخ أبو الزبير فيجد عنده متبرعاً بالمال للمجاهدين في سورية، وبعد خروجه يقول له: «شيخ أبو الزبير يقولون لي إني كافر وإني مرسل من المباحث، عطيتهم اسمك ما عرفوك، يا شيخ أنا انقتلت على يد مسلمين يا شيخ، كبروا على رقبتي، وكبروا ونحروني، هل أنا في النار أم في الجنة يا شيخ؟».

ودون أن يرد عليه، أجرى الشيخ أبو الزبير مكالمة عبر هاتفه النقال: «ألو يا محمد، معك الشيخ أبو الزبير، بالله أبغيك تشوف لي حسابك في السراميك والعازل الحراري (...)»، قال هذه الكلمات وهو يعد المال الذي تم التبرع به للتو، وسط اندهاش عبيدالله واستغرابه.

يُشار إلى أن مخرج الفيلم عبدالرحمن عايل كان أحد المشاركين فيما أُطلق عليه الجهاد في العراق إبان الاحتلال الأميركي، قبل أن يعود إلى السعودية ويتحول إلى صناعة الأفلام، ويحقق عدة جوائز في مهرجانات خليجية.

وقد ذكر العايل أنه تعرض إلى عدد من التهديدات بالقتل من قبل عناصر التنظيم المذكور على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ نشره فيلمه القصير على «اليوتيوب».

العدد 4263 - الجمعة 09 مايو 2014م الموافق 10 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً