العدد 4265 - الأحد 11 مايو 2014م الموافق 12 رجب 1435هـ

الجسر... استمرار الشكاوى واستمرار الفشل

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم تكن هذه أول رحلةٍ عبر الجسر، توفيقاً من الله لزيارة بيته الحرام ومدينة رسوله (ص)، لكني تلمّست هذه المرّة بصورة أوضح، بعض أسباب الشكاوى الدائمة من الجمهور من التأخير وسوء المعاملة. إن العلة الأولى في العنصر البشري.

السيارات تعطّلت لأكثر من ساعتين عند إحدى نقاط العبور، بسبب تراخي بعض الموظفين وعدم التزامهم بمواعيد العمل. مئات السيارات ينحشر فيها آلاف المواطنين ظهراً، بسبب عدم انضباطية بعض الموظفين. والشكوى موجودة لدى الطرفين، وهي قضيةٌ أثارتها الصحافة السعودية مراراً كما تثيرها صحف البحرين. وهذه الشكوى معروفةٌ لدى سلطات البلدين، والهيئة المشرفة على الجسر، لكن لم يتم إيجاد حلّ رغم مرور السنين.

حركة المسافرين في الاتجاهين مستمرة طوال الأسبوع، وتزداد أيام العطل، سواءً للسياحة في البحرين، أو للتبضع وزيارة الحرمين الشريفين. وفي مواسم الحج والعمرة، ينتقل عشرات الآلاف عبر الحافلات سنوياً، ومن المفترض أن تكون قد تراكمت لدى هيئة الجسر خبرات واسعة تسهّل حركة المسافرين. ما يحدث هو خلاف ذلك تماماً، فالحافلات مازالت تتأخر أحياناً لأكثر من عشر ساعات، حيث ينحشر فيها آلاف البشر، في أوضاعٍ صعبة، لا تليق باستقبال ضيوف الرحمن، حجّاجاً ومعتمرين.

التعلّل بكثرة الباصات لم يعد مقبولاً على الإطلاق. والمفترض مع تراكم الخبرات، اتخاذ إجراءات خاصة في المواسم الدينية، تسهيلاً على ضيوف الرحمن، الذين سيذهبون لأداء فروض عبادية، وينتظرهم مشوار طويل، يزيد على الألف ومئتي كيلومتر.

بالإمكان عملياً زيادة عدد موظفي نقاط الجمارك في مثل هذه الأيام، بشرط ألا يكونوا ممن يكرهون أنفسهم وعملهم؛ ويؤدّون واجبهم على أكمل وجه. وبالإمكان اعتماد إجراءات خاصة لحملات الحج والعمرة، كتسجيل قوائم المسافرين مسبقاً، تسهيلاً للمرور. كما يمكن فتح مسارات إضافية خاصة بالحافلات، وهو أمر ليس مستصعباً نظراً لإمكانات البلدين، أما استمرار مثل هذه الطوابير الطويلة من السيارات أمام منافذ العبور لساعاتٍ طويلة، واستمرار التعسير والعنت لعشرات الآلاف، فهو أمرٌ لم يعد مقبولاً ولا معقولاً.

البيروقراطية القاتلة وبطء معالجة المشاكل وعدم الاكتراث بإيجاد حلول، يراكم المشاكل ويزيد معاناة البشر، الذين لا يجدون لهم قناةً لإيصال شكاواهم، بينما بإمكاننا التخفيف من معاناتهم، خصوصاً أن العذاب ناشئ عن قصور إداري، وتقصير موظفين في أداء واجبهم. ولكم أن تتخيّلوا لو كانت مثل هذه المنافذ بأيدي إخواننا البشر في أي بلد أوروبي، هل سيُسمح لمثل هذه المشكلة بالاستمرار عاماً واحداً، فضلاً عن ثمانية وعشرين عاماً.

الحملات نفسها لجأت إلى حلٍّ لتفادي هذا الزحام، وهو حلٌّ فيه هروب من المشكلة، وفيه إقرارٌ بفشل الجهات الرسمية، ويأسٌ من إمكانية تجاوبها مع معاناة الناس. الحل تمثل في «تفويج» المسافرين من البحرين إلى البر السعودي، في سيارات خاصة، ما يضيف تكلفةً إضافيةً زائدةً وغير ضرورية، يتم تحميلها المسافر.

هذا الإجراء يقصد به الخروج من عنق الزجاجة (المنافذ البيروقراطية) وتجنب أمزجة الموظفين المتقلبة، لكنه لا يحل المشكلة. ففي المحطات الأولى على الجانب السعودي، تتكدّس عشرات الحافلات والسيارات الخاصة وتحدث إرباكات مرورية، واحتكاكات مع دوريات المرور. فلأننا فشلنا في إيجاد حلّ سليم لمشكلةٍ مزمنة يزيد عمرها على ربع قرن، أساسها العنصر البشري، فإننا خلقنا مشاكل أخرى. لقد فشلنا في تسهيل مرور 150 حافلة مثلاً، فدفعنا بـ 1500 سيارة خاصة إضافية لمجرد عبور الجسر. والأعداد أضعاف ذلك في موسم الحج.

إن ما يجري على الجسر، إعلانٌ بوجود فشل مزمن في إدارة مرفق اقتصادي حيوي... ألم يحن الوقت لوضع الحلول؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4265 - الأحد 11 مايو 2014م الموافق 12 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 2:26 م

      الحل عندي وانا بو هندي

      انسوي مقاطعة لعبور الجسر
      و انروح عن طريق الجو

    • زائر 12 | 6:46 ص

      بعبارة اكثر صراحة

      لا يهتمون بالمواطن

    • زائر 11 | 5:23 ص

      موظفين من لون واحد

      هاي مشكلة وضع موظفين من لون واحد
      من المسؤلين الى الموظفين كلهم من فئة واحده
      اتمنى ادماج فئات اخرى كي لا يتساعد مع المفسدين
      هذا هو الحل

    • زائر 8 | 2:20 ص

      يا سيد لن تحلّ هذه المشكلة

      هناك امثلة ايجابية في بعض الدول الاوروبية يمكن الاخذ بأحسنها طالما ان هناك انظمة متقدمة علينا بسنين لا يمنع ان نغش عليهم ونعمل كوبي بيست فهذا معمول به في كل الدول ان بني الانسان يأخذ افضل ما توصل اليه الآخرون ويبني عليه والا فما المعنى تقليدهم في الامور السلبية فقط ؟

    • زائر 10 زائر 8 | 5:00 ص

      الحل موجود

      هناك عشرات الحلول لمشكلة الجسر ولكن من الذي ينفذ..أيسرها تخليص الشاحنات والباصات في محطة قبل دخول الجسر من الجانبين ويكون الجسر مجرد معبر من غير توقف...وهناك عشرات الاقتراحات والحلول لهده المشكلة المستعصية

    • زائر 7 | 2:01 ص

      لا اوافقك الراي ان المشكلة في توفر العنصر البشري المدرب

      لب بل والسبب الجذري هو الاوامر العليا التي تقصد اذلال البشر العاديين والتضييق عليهم وتذكيرهم انهم رعية وليس مواطنين متي نريد منحهم عطايانا اعطيناهم ومتي قررنا التضييق عليهم فعلنا

    • زائر 6 | 12:46 ص

      التأخير على الجس

      ان المشكلة تكمن في العقول التي تعمل على الجسر وهي عقول متحجرة و. وغياب الرقابة وعدم القدرة على اتخاذ القرار هذا اضافة الى عدم القدرة على التطوير

    • زائر 5 | 11:44 م

      المشكله

      نقولها وللمرة المليون المشكله في العقول الحجريه التي لايمنك استبدالها ابد فابعض الموظفين لازال يعتقد انه في العصور الوسطى

    • زائر 4 | 11:42 م

      نموذج من (الإتحاد) في العمل بهذه الطريقة ...

      الشكوى موجودة لدى الطرفين، وهي قضيةٌ أثارتها الصحافة السعودية مراراً كما تثيرها صحف البحرين. وهذه الشكوى معروفةٌ لدى سلطات البلدين، والهيئة المشرفة على الجسر، لكن لم يتم إيجاد حلّ رغم مرور السنين ...

    • زائر 3 | 11:11 م

      نعم ياسيد

      ومحنة الشاحنات التيلرات محنتهم محنة ياسيد بال3 أيام متعطلة منها بحمولتها ومنها إلي رايحة لجلب حمولة والمتضرر التاجر وناقل البضاعة عديلي عنده تيلرين ويصيح من لفلاس بسبب التعطيل
      يقول في أشغال لكن التعطيل في الجسر إمدمرني والآخرين والحكومة ورئيسها يتفرجون.

    • زائر 2 | 11:08 م

      عليك الحسبة ياسيد

      1500سيارة خاصة من 4 دينار رسوم الجسر ذهابا وايابا هذي 6000 دينار ناهيك عن التامين دينار لكل سيارة لمدة يوم هذا بالنسبة للذي اوصله اهله او اصدقاءه اما الذي اضطر ان يركن سيارته في الجانب السعودي لمدة 3 او 4 ايام فهذا تامينه 9 دينار . هذا من ناحية
      اما الناحية الاخرى فهي التطفيش لئلا تحدثك نفسك مرة اخرى بالذهاب للاماكن المقدسة وهذا الشيء لن يحصل برغم المضايقات الا ان يكون منعا رسميا وهذا له حديث اخر

    • زائر 1 | 10:39 م

      الفساد في الجمارك

      مسألة غير مذكورة الا للتجار من قبل المخلصين و ضباط الجمارك الطالبين للمال تحت الطاولة في الجانب الس

اقرأ ايضاً