العدد 4270 - الجمعة 16 مايو 2014م الموافق 17 رجب 1435هـ

إجلاء عائلات من بنغازي وحفتر يتوعد بشن مزيد من الهجمات

طلب ما يسمى بالجيش الوطني الليبي من المدنيين اليوم السبت (17 مايو / أيار 2014) مغادرة مناطق في مدينة بنغازي قبل شن هجوم جديد على المتشددين الاسلاميين بعد يوم من سقوط 43 قتيلا على الأقل في أسوأ اشتباكات تشهدها المدينة الواقعة بشرق ليبيا منذ شهور.

وشوهدت عشرات العائلات وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات أمس الجمعة بين مقاتلين إسلاميين وبين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر.

وقال محمد الحجازي المتحدث باسم حفتر إنهم طلبوا من مواطني بنغازي في مناطق الكوارشة والهواري وسيدي فرج باخلاء بيوتهم اعتبارا من اليوم.

ودفعت أعمال العنف أمس الجمعة رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي أن تعلن في بيان نشر على موقعها الإلكتروني اليوم السبت حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها بعد أن استخدمت قوات حفتر طائرة هليكوبتر على الأقل أثناء القتال.

وحذرت رئاسة الأركان في الإعلان من أنه سيتم استهدف أي طائرات عسكرية فوق المدينة وضواحيها من قبل وحدات الجيش الليبي والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها.

ولم تقع اشتباكات اليوم السبت لكن قوات حفتر قالت إنها ستتعقب مرة أخرى أنصار الشريعة وجماعات إسلامية متشددة أخرى تجوب بنغازي دون أن يعترضها أحد.

وقال مسؤول في وزارة الصحة الليبية إن عدد قتلى الاشتباكات التي وقعت أمس في بنغازي ارتفع إلى 43 قتيلا وإن أكثر من مئة شخص أصيبوا في حين قال عاملون طبيون إن العدد قد يرتفع.

وقال مسعفون إن العدد الاجمالي لقتلى اشتباكات أمس قد يرتفع.

وقال مسعف في مستشفى استقبل 40 جثة على الأقل "نستقبل المزيد من الجثث من مناطق خارج بنغازي."

وقال مسؤول أمني طلب عدم نشر اسمه إن المتشددين الإسلاميين خطفوا جنودا في ساعة متأخرة أمس عند حواجز تفتيش يسيطرون عليها وقتلوهم ثم ألقوا جثثهم خارج المدينة.

ومددت السلطات إغلاق مطار بنينا في بنغازي اليوم السبت.

وقال مسؤول أمني مصري إن شركة مصر للطيران قررت وقف رحلاتها إلى بنغازي حتى يتحسن الوضع الأمني هناك.

ومنذ الانتفاضة التي اندلعت عام 2011 وأطاحت بنظام معمر القذافي مازالت ليبيا عاجزة عن فرض سيطرتها على كتائب من المعارضة السابقة رفضت نزع اسلحتها وأقامت مناطق نفوذ خاصة بها.

وتبذل بنغازي -مركز الانتفاضة ضد القذافي- على وجه الخصوص جهدا لاحتواء العنف ومنع هجمات ينحى باللائمة فيها على انصار الشريعة التي يعمل أفرادها غالبا بشكل علني. وأدرجت واشنطن الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية.

وليس من الواضح حجم الدعم الذي يتمتع به حفتر داخل الجيش الذي لايزال تحت التدريب. وقالت حكومة طرابلس في فبراير شباط إنه لا يتمتع بأي سلطة وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضده.

لكن الحكومة ضعيفة كما يعاني البرلمان من الشلل بفعل المشاحنات السياسية مما أعاق تحقيق أي تقدم يذكر على طريق إرساء ديمقراطية كاملة منذ عام 2011. ولم تتم صياغة الدستور الجديد حتى الآن في حين شهدت البلاد تعيين ثلاثة رؤساء للحكومة منذ مارس آذار.

وتساعد الولايات المتحدة ودول أوروبية في بناء جيش نظامي لكن القوات المسلحة الليبية والحكومة لا تستطيعان السيطرة على كتائب المقاتلين الذين حاربوا القذافي.

وتضرر قطاع تصدير النفط الحيوي بشدة ويتكرر استهداف المسلحين له اذ يسعون لنيل حصة أكبر من الثروة النفطية والحصول على مزيد من الحكم الذاتي لمناطقهم أو حتى الحصول على خدمات أفضل.

ومنذ الصيف الماضي أغلق محتجون مسلحون موانيء وحقول نفط بشكل متكرر لينخفض انتاج ليبيا من النفط إلى نحو 200 ألف برميل يومياً بعد أن كان 1.4 مليون برميل يوميا قبل بدء الاحتجاجات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً