العدد 4274 - الثلثاء 20 مايو 2014م الموافق 21 رجب 1435هـ

السير بانتر... كل العالم بمثابة مسرح له

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

"إنه الرجل الذي يقف وراء أكبر عروضنا. إنه يخطط الآن لجعل المسرح البريطاني قوة عالمية". ذلك ما قاله لسوزي ميشر، متعهد المسرح البريطاني الحائز عديداً من الجوائز، والمؤسس لمجموعة السفير للمسرح، (ATG) والتي تشمل سونيا فريدمان للإنتاج، ورئيس مجلس إدارة شركة رامبرت، الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، برتبة فارس، والشخص الأكثر نفوذاً في المسرح البريطاني، السير هوارد بانتر (من مواليد 25 مايو/ أيار 1949)، في لقاء مع صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في عددها الصادر يوم السبت (17 مايو/ أيار 2014).

بصوته الجهوري الذي يمكن أن يصل إلى المسارح التي يملكها ذات المقاعد الرخيصة (في تعبير مجازي يعبّر عن قوة تأثيره وسطوته)، مرتدياً قميصاً بنفسجياً لامعاً مميزاً. لا يمكن أن تتصور بانتر– بالبديهة – إلا أن يكون على المسرح وما يحيط به. لا نتحدث عن مسرح في غرفة مخصصة للاجتماع؛ حيث لا ملصقات لموسيقى الجاز. كنت سأتوقع المزيد عن رجل يفيض ببصيرة يمكن تلمّس الطريق إليها.

لو كان ذلك يعني أن مجموعة السفير للمسرح (ATG)، والتي أنشأها هوارد في العام 1992 مع زوجته لاحقاً والرئيس التنفيذي المشارك، روزماري سكوير، ترمي فقط لإنقاذ السيولة التي تملك عبر تمدّدها الموزع على 40 موقعاً، فإن ذلك سيكون خبراً ساراً للجمهور؛ وخصوصاً إذا تم النظر إلى الضجّة التي قامت ضدّ الدولة بعد انهيار سقف بتصميم فيكتوري لأحد المسارح في حادثة غريبة خلال أداء مسرحية "الكلب أوقات الليل" قبل عيد الميلاد.

على رغم أن المسرح المخالف الذي وقع فيه الانهيار (أبولو) مملوك من قبل منافِسه "نيماكس"، فإن استعادة الضرائب التي تم احتسابها على معظم التذاكر، تعني أن رواد المسرح هم المستفيدون من دون أن يغادروا أماكنهم.

السير هوارد بانتر، الذي سيبلغ الخامسة والستين مطلع الأسبوع المقبل، يعتقد أن الضريبة التي هي مثار جدل، والتي تأتي على رأس رسوم المعاملات، هي وسيلة لـ "إشراكهم بشكل مباشر، أكثر منها دفع جنيه على سعر التذكرة"، بالإضافة إلى أنه يجعل من العملية "أكثر شفافية".

وأكد تصريحاً بأنه سعيد بالتعهّد بأن السقوف آمنة – لأن مجموعة "ATG" قامت فعلاً باستبدال الأعمدة الخشبية بعد حادث "أبولو" بأخرى من الصلب".

وأضاف، بأنه في حال أسأت تفسير كلامه: "أنا لم أكن متعجرفاً، هناك نعم من الله تذهب إلى كل واحد منا".

ولكن أريد أن أعرف ما إذا كانت المسارح تنفق بما فيه الكفاية، على المكونات القديمة من أعمدة وما شابه ذلك.

مجموعة (ATG)، التي تدّعي أنها أكبر مشغّل للمسارح الحيّة في العالم، لديها أموال لتحرقها تبذيراً مع بيع 60 في المئة من حصتها إلى مجموعة أميركية هي "Providence Private Equity Partners"، التي تدير أصولاً تقدّر قيمتها بـ 37 مليار جنيه، في صفقة بلغت 450 مليون جنيه إسترليني في الخريف الماضي.

كما أنفقت ما قيمته 12 مليون جنيه على مدى السنوات الثلاث الماضية. ولكن هنا غض الطرْف عن الطريقة التي يتعامل بها بانتر، الذي تم تكريمه في عيد ميلاده العام الماضي بمنحه لقب فارس؛ إذ سيكون عليه العمل أكثر من مجرد التكريم. "أعتقد أن هناك نقاشاً حصيفاً قد تم"، وتوقف، ربما للمرة الأولى بما يشبه حديث النفس أو النّجوى في المقابلة.

مرة أخرى، تعني خطط التوسّع الطموحة التي لدى السير هوارد الكثير، منها يرتبط بالمسارح الجديدة التي عينه عليها. يتوجّه بكلّيته فيما يشبه النجوى؛ تمسكّاً بنصوص سائدة لدى الشركات، عبر كلمات مثل "المحتوى"، "طرح"، و "نموذج" يمكنك أن تلمس تمايزاً بينها بشكل كبير. إنها الأشياء المذهلة التي تتمحور حول تصدير واحدة من الأشياء التي تتميز بها بريطانيا: تصدير المسرح إلى بقية العالم. وبالتالي شركته (ATG) على مقربة من الاستحواذ على مسرح في سيدني، وبناء أخرييْن في سيئول وهونغ كونغ، ثم هنالك المزيد في المستقبل في نيويورك؛ إذ اشترى فوكس وود (ذلك يعني تركة من الشعر الغنائي) العام الماضي (2013)، بالإضافة إلى آخر في نيوجيرسي، وكل ما يمكنه أن يكون مصداقاً لـ "إدارة محل من محطة واحدة"، (والتي هي في الأساس ما نحن عليه) إذا تم تتبّع خريطة الممارسة على الأرض". أو بعبارة أخرى، امتلاك المسارح وما تنتجه".

"غالباً ما يتم تصدير المنتجات الفردية، مثل القطط أو كسارة بندق ماثيو بورن (منتج كسارة البندق من هدايا الزينة في عيد الميلاد، وتنسب إلى ماثيو بورن المولود في 13 يناير/ كانون الثاني 1960، مصمم الرقصات الإنجليزية، ويشمل عمله الرقص المعاصر والمسرح، وقد حصل على عديد من الجوائز وترشيحات، منها جائزة لورانس أوليفييه، جائزة توني وجائزة مكتب الدراما، وتلقى عديداً من شهادات الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعات المملكة المتحدة، وينسب المُنتَج إليه بما استوحاه من أعماله)؛ ولكن فكرة أخذ نموذج كامل (في الخارج) لم يحدث أبداً. الناس يأتون من جميع أنحاء العالم لرؤية المسرح لدينا، وأنا دائماً أقول، إنه إذا صنّعْنا أفضل السيارات في العالم سنصدّر الكثير منها أيضاً". ليس زعماً منه بالأفضلية في الخبرات. وأضاف "إنك تفعل ذلك استحضاراً لفصل من أعمال شكسبير، بما يعنيه ذلك من حرفة وإتقان وإبداع ودهشة قبل 450 عاماً، وقد حصلنا على النموذج".

نتاجات (ATG)، والتي تتراوح ما بين مارتن فريمان في ريتشارد الثالث (بريطاني الجنسية من مواليد 8 سبتمبر/ أيلول 1971، في ألدرشوت، هامبشاير، وكان أصغر إخوانه الخمسة. والده، جيفري وهو ضابط في البحرية. بدأ عمله في السينما في العام1997 إلى الآن. من الفائزين بجائزة بافتا. من أعماله: رحلة غير متوقعة، والحب الحقيقي (فيلم). فاز في العام 2013 بجائزة أفضل ممثل. في العام نفسه فاز بجائزة إم تي في للأفلام كأفضل ممثل. وأيضاً في العام 2013، فاز بجوائز إم تي في للأفلام كأفضل أداء)، وجين هوروكس في "الشرق هو الشرق"، إلى "الأسد الملك"، و "ماتيلدا" (الإمبراطورة ماتيلدا من مواليد 7 فبراير/ شباط 1102 وتوفيت في 10 سبتمبر/ أيلول 1167. ابنة ووريثة عرش هنري الأول ملك إنجلترا. ماتيلدا وشقيقها الأصغر وليام أدلين هما فقط الطفلان الشرعيان الوحيدان للملك هنري الأول، اللذان عاشا حتى سن البلوغ. بعد وفاة شقيقها في كارثة السفينة البيضاء، أصبحت ماتيلدا الوريثة الشرعية لملك جدها الملك ويليام الفاتح. كانت أول ملكة تحكم مملكة إنجلترا، على رغم أن حكمها لم يستمر سوى بضعة أشهر في العام 1141. لم تتوج أبدًا، وفشلت في الحصول على التأييد لحكمها قانونيًا وسياسيًا. لهذا السبب، تستبعد أحيانًا من قائمة الملوك الإنجليز؛ نازعها ابن عمها ستيفن كونت بلوا على العرش. أدى هذا التنافس على العرش إلى سنوات من الاضطرابات والحرب الأهلية في إنجلترا التي سميت "سنوات الفوضى". استطاعت ماتيلدا خلال تلك الفترة أن تحافظ على "دوقية نورماندي"، من خلال انتصارات زوجها جيفري العسكرية. ومن تلك الدوقية، استطاع ابنها الأكبر هنري أن يعتلى عرشه في العام 1154). وعلى مدى أعمال في برودواي، تزخر "ماتيلدا"، بأعمال يظل الطلب عليها حيوياً وساخناً). معظم السوق الدولية تريد الموسيقى الغربية، سواء الكلاسيكية أو الكلاسيكية المُتصوَّرة، والإنتاج القائم على الرقص، مثل ماثيو بورن أو ستومب. الأشياء التي لا لغة لها أو لا تعج بالكثير من الموسيقى". وهو ما يفسر لماذا تعمل مجموعة (ATG) بجد على مسرحياتها الموسيقية، سواء الكلاسيكية أو الجديدة؟

السير هوارد يكبح أي ضرب من الإيحاء بالورطة بصرف النظر عن التخبّط الأخير، مثل لا أستطيع الغناء! وستيفن وارد! (ستيفن وارد، لاعب كرة قدم إيرلندي، يلعب مع ولفرهامبتون وندررز ومنتخب إيرلندا الذي شارك معه في بطولة يورو 2012 ومتمكن من اللعب في عدة أماكن مثل الظهير الأيسر وخط الوسط ومهاجم. ولد في 20 أغسطس/ آب 1985. أحرز مع وولفر هامبتون بطولة 2009 ومع منتخب بلاده الكأس الوطني 2011، ووروده هنا صورة من صور عدم التجانس، أو ما تراه سوزي ميشر تخبّطاً)!

المحصّلة النهائية لحوار السير هوارد بانتر: "الموسيقى هي الخالدة"! ذلك لن يكون بطبيعة الحال بعيداً عن المسرح!





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً