تنطلق في الثامنة من مساء اليوم، على خشبة مسرح الصالة الثقافية، أولى عروض مهرجان ومسرح الريف الثامن الذي ينظم برعاية من وزارة الثقافة في الفترة 21-28 مايو/ آيار 2014.
ويقدم مسرح الريف أول عروض مهرجانه تحت عنوان "في عرض البحر" وهو من اخراج هاشم العلوي.
حول الأفكار التي يناقشها العرض، قال العلوي "يروي العمل قصة ثلاثة اشخاص غرقت سفينتهم ووجدوا أنفسهم في عرض البحر. تنفذ مؤونتهم وحين لا يجدون أي طعام يقررون أكل احدهم"
ويضيف "تدور اللعبة بعد ان يقرر الثلاثة أكل احدهم، ويبدأون في اختيار الشخص المناسب مقترحين أكثر من شكل لعملية الاختيار، من القرعة إلى الإنتخابات، كل هذه الأشكال تمتلئ بالحيل التي تمارسها الشخصيتان الأقوى، لتنتهي العملية بقرار أكلهم للشخص الأصغر والأضعف، وهو الذي وإن كان يملك حيلاً إلا أنه أكثر صدقاً من الباقين".
ويعلق "العمل به رمزية عالية إذ يناقش مبدأ القوي الضعيف حيث يأكل القوي الضعيف، بالشكل الرمزي طبعا، وخلال اللعبة المسرحية التي تدور لنكتشف بعض التكتلات التي تنشأ بطريقة خاطئة وبصورة طبقية ما يجعل بعض الفئات قوية وهي قد لا تمتلك اي شيء وفئات أخرى ضعيفة وان كانت تمتلك اشياء كثيرة".
العمل، كما يشير العلوي يستعرض النظم التي حكمت العالم بعد الحرب العالمية الثانية حتى اليوم إذ "يتناول العمل هذه النظم بشكل سريع ويحللها ويستعرض الجدوى منها وكيف لها ان تفسد، مثل الاشتراكية والديكتاتورية وحتى الديمقراطية بما لها وما عليها، وهي كما أعتقد كلها نظم تفسد من خلال النزعات الذاتية، ربما تكون كأنظمة لا عيب فيها، وتصلح لأن تكون صيغة تفاهم ونظام يحكم المجتمع لكن النزعة الذاتية من بعض الاطراف تفسد كل شيء".
العمل مأخوذ من نص للكاتب البولوني سوافومير مروجيك، ويشارك في تمثيله مهدي سلمان وعلي يحيى وهاشم العلوي ومصطفي القرمزي وسعيد محمد.
وبالإضافة إلى كونه مخرج للعمل، يشارك العلوي في تمثيل أحد أدواره، عن ذلك يقول "لا يخفى ان هناك صعوبات تتعلق بهذا الأمر، لكن هذا النوع من الاعمال هو عبارة عن لعبة مسرحية وبالتالي عملية اخراجه تأخذ حيز المراقبة. جميع العناصر من ممثلين ومخرج يدخلون في اللعبة. وفي الواقع استمتعت بالتجربة كمخرج واصابتني نوع من الغيرة الجميلة التي جعلتني اصعد خشبة المسرح لمشاركة الممثلين في هذه اللعبة".
وإلى جانب هذا العمل، تتضمن عروض مسرح الريف العروض التالية "لحظات منسية" لمسرح أوال، "هي البحرين" لمركز شباب الديه، "نصف ساعة حلم" لفريق الصداقة للمكفوفين المسرحي، "رسالة إلى" لمسرح جامعة الكويت، "الدنيا دوارة" لمركز شباب الشاخورة، و "صخور من ورق" لمسرح الريف
وكما يشير رئيس اللجنة الفنية للمهرجان جاسم العالي فإن مهرجان الريف لهذا العام ينطلق بحلة جديدة إذ "اشركنا الأندية والمراكز في المهرجان، وهي التي كانت تشارك في مهرجان الأندية. الآن مع هذه الخطوة الجديدة نحاول ارجاع الطاقات التي كانت موجودة في المسارح الاهلية ونكتشف المزيد من المواهب الفنية ونحن بهذا نطمح لأن يكون مهرجان الريف ممول بديل لمهرجان الاندية".
وأفاد "ستفتح هذه الخطوة الباب بيننا وبين المراكز الشبابية، لنكتشف الطاقات الشبابية الموجودة بها، ولنعمل معاً على تطوير هذه الطاقات عبر ورش عمل وبرامج تدريبية متكاملة نعدها لها".
وأضاف العالي بأن المهرجان يستضيف للمرة الأول "عمل خارجي من الشقيقة الكويت وهو عمل "رسالة إلى" الذي تقدمه فرقة مسرح جامعة الكويت وهو من اخراج الفنان نصار النصار".
العالي أشار إلى أن استضافة أعمال بمستوى العمل المذكور يشكل "اثراءً للمهرجان وللحركة المسرحية في البحرين. هذا العمل حائز على عدة جوائز وعلى الكثير من الاشادات".
ومن جديد مهرجان الريف أيضا، كما يضيف العالي "اشراك مسرح العاقين التابع لجمعية الصداقة للمكفوفين، إذ نحاول ان نشرك هذه الفئة من المجتمع وندمجهم في المجتمع وأن نزيل أي حاجز موضوع في طريقهم. وفي الواقع كانت الرغبة موجودة من جانبهم، ما فعلناه هو اننا احضرنا لهم نصاً ومخرجاً".
كذلك استحدث المهرجان في دورته الحالية فكرة تقديم درع تشجيعي يقدم لأفضل عرض من بين العروض التي تقدمها المراكز الشبابية والأندية المشاركة، بما في ذلك العرض المقدم من قبل جمعية الصداقة للمكفوفين.