العدد 4276 - الخميس 22 مايو 2014م الموافق 23 رجب 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء


خـط الأنابيب عبر البلاد العربية (التابلاين) (1)

يكاد العالم ينسى، في غمرة أحداثه الآنية ما تم انجازه من مشاريع اقتصادية طموحة، منها التي امتازت بها المملكة العربية السعودية في منتصف القرن العشرين، كان مشروع خط التابلاين الذي كان يعرف اختصارا Tap line من (Trans-Arabian Pipeline Company) الذي كان يعتبر تحديا في عالم صناعة النفط، و كان اكبر مشروع لوجستي خدم الشرق الأوسط في تلك الحقبة التاريخية، إذ امتد من ساحل الخليج العربي إلى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، يبلغ طوله 1664 كيلو مترا وقد استغرق انجاز هذا المشروع الحيوي أقل من ثلاث سنوات ليكون معبراً لنقل النفط الخام السعودي إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
فغداة الحرب العالمية الثانية قدرت الدراسات أن أوروبا الغربية ستستورد في العام 1951م نحو 80 في المئة من حاجتها إلى الزيت من منطقة الشرق الأوسط، إذ أمكن نقله بسرعة وبتكلفة معقولة، فبدأ الإعداد لهذا المشروع الاقتصادي لمد خط أنابيب بتكلفة 230 مليون دولار لإيصال هذه السلعة الاستراتيجية إلى الأسواق الأوروبية عبر الأراضي الأردنية والسورية واللبنانية.
تشير مجلة «القافلة» في عددها في (يونيو /حزيران 2013م) التي تصدرها شركة «ارامكوا» إلى أنه في السنة الأولى لتشغيل التابلاين (1951م) قفز الإنتاج السنوي إلى 278 مليون برميل نقل نحو 39 في المئة منها بواسطة هذه الأنابيب إلى ميناء الزهراني صيدا بجنوب لبنان العام 1967م، عبر هضبة الجولان السورية التي يمر بها الخط.
وتؤكد مجلة «قافلة الزيت» التي تصدرها شركة «ارامكوا» في عددها في (مايو /أيار 2013م) أن بناء الناقلات البحرية العملاقة البحرية لاحقاً، و اندلاع الحرب الأهلية في لبنان العام 1975م، افتقد هذا الخط أهميته، فوضع خارج الخدمة.
انبثقت فكرة ربط الخليج العربي بالبحر الأبيض المتوسط بإنشاء هذه المشروع الأقتصادي المهم في مطلع العام 1948م بأمر من جلالة الملك عبد العزيز (رحمه الله) و بتوصية من شركة «الزيت العربية الأميركية» (ارامكوا)، والهدف منه هو اختصار المسافة ما بين الخليج والجزيرة العربية إلى أوروبا لنقل النفط إلى الأسواق العالمية في أوروبا وأميركا، و هي مسافة قدرها المهندسون بأكثر من 6000 كم ويبلغ طوله 1664 كم ومصمم لنقل 500 ألف برميل يوميا من البترول الخام، أما تكاليف المشروع فقد وصلت إلى نحو 150 مليون دولار بتضافر جهود 16,000 عامل من مهندس وعامل و فني من مختلف الجنسيات.
وقد استخدم في تنفيذ التابلاين 35 ألف طن من الأنابيب، و3000 قطعة من الآليات ومعدات البناء، وتم الانتهاء من إنشائه في العام 1950م، وبعد شهرين من ذلك بدأ ضخ النفط إلى ميناء صيدا بلبنان.
يذكر أن سعر برميل البترول آنذاك ببورصة نيويورك 3 دولارات أميركية فقط.
وأشرفت على تنفيذ هذا المشروع العملاق أكبر الشركات النفط العالمية مثل «أسو» (Esso)، و»تكساكو» (Texaco)، و»شفرون» (Chevron) و شركة «موبيل» (Mobil) يسانده بعض المقاولين السعوديين الذين وفروا الايدى السعودية العاملة.
إن تولد فكرة ربط الخليج العربي بالبحر الأبيض المتوسط عبر هذه المشروع الاقتصادي العملاق في مطلع العام 1948، ونقل النفط الخام السعودي إلى أسواق أوروبا وأميركا لم يأت اعتباطا ولم يكن يصب في مصلحة الأمة العربية أكثر مما هي فكرة رأسمالية أميركية في خدمة الغرب وأميركا للإسراع في وصول النفط بسرعة ممكنة وأقل تكلفة لإعادة إعمار ما دمره صراع الحرب العالمية الثانية.
علوي محسن الخباز


سأنجح رغم التحديات!

في كل مرة اجزم بفشلي،
وأقف مكتوفاً على ناصية الحلم أترقبه من بعيد
لكني رغم ذلك أمتلك اﻹرادة
بأن الصعاب تهون، وأن المستحيل يتحقق
وأعود إلى التشبث بالأمل
أعود لترتيب أحلامي من جديد
أواعد طموحاتي باللقاء
حقّاً ... ﻻيزال هنالك أمل، ﻻزال هنالك متسع من الوقت
ما دمت قادرة... ما دمت أحب الحياة
ما دام لدي هدف سامٍ ... ما دام لي رب يعينني
سأنجح!

فاطمة عبدالآله صليل


الحزين هو المُقيّد بالماضي التعيس

من الواضح مما جاء في مقال الأخ ياسر حارب، بتاريخ (10 مايو/ أيار 2014)، تحت عنوان «هل خلقنا لنحزن؟»، أن جوابه على سؤاله ورد في الفقرة الأخيرة، حيث أوعز سبب حزننا إلى الوعاظ الذين يحرقون قلوب الناس بالتقريع والتأنيب.
برأيي المتواضع هذا هو الجواب الصحيح، فتذكير الناس بماض فيه أحزان يولد أحزاناً جديدة تتراكم، ويتم تخزينها في الجزء «اللاوعي» من العقل، ولكنها تكثر من دق باب جزء «الوعي»، وتتسلل إليه متسببةً في الاكتئاب وطمس الأفراح.
وهنا تذكرت كلاماً منسوباً إلى الشاعر المسلم الهندي المشهورمحمد إقبال، حيث قال ما معناه: «نحن المسلمون إذا جللنا وعظمنا الماضي، وقلنا إنه كان العصر الذهبي للإسلام ولن يتكرر، فإننا وللأسف الشديد نقتل المستقبل. من الواجب علينا، إلى جانب تعظيم الماضي، أن نبشر بمستقبل زاهر أعظم من الماضي إذا كرّسنا أنفسنا للعلم والعمل».
نعم، هذا صحيح من شغل نفسه وكرسها لتمجيد الماضي وإراقة الدموع عليه، فإنه في المستقبل سيستمر منكبّاً على الأحزان.
وبالرجوع إلى السؤال «هل خلقنا لنحزن؟»، فإن الإجابات تختلف، فهناك شخص يقول نعم خلقنا لنحزن؛ لأننا عند ولادتنا نبكي، وعندما نموت يُبكى ويحزن علينا، وكذلك لأننا ما كنّا مخيرين في الكثير من المحددات مثل اختيار الجنس، اختيار الوالدين، اختيار الدين، اختيار موقع الولادة، اختيار اللون، اختيار الفقر أو الغنى... إلخ.
وهناك شخص آخر يقول إن محددات الولادة هذه يتحكم فيها الله سبحانه تعالى لحكمة لا يعلمها الناس، وعلى المولود قبول هذه المحددات وخوض الحياة كي يعيش بصحة وسعادة. المشكلة تتمثل في أن هناك وعاظاً يقيدون حركاتك وفكرك، فأنت مقيد الحرية في التفكير بقيود ماضوية، يربطها الوعاظ بالحاضر، إلى جانب التركيز على ما يسمونه التراث الاجتماعي، الذي يستفيد منه الوعاظ مادياً ومعنوياً.
من هذا يمكن الاستخلاص أن المقيد حزين، والحر الطليق سعيد، لسبب بسيط هو أن الحر منتج فكرياً وعملياً، والمقيد ممنوع من الفكر والعمل المنتج.
عبدالعزيز علي حسين

العدد 4276 - الخميس 22 مايو 2014م الموافق 23 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً