العدد 4276 - الخميس 22 مايو 2014م الموافق 23 رجب 1435هـ

ما قبل الجلطة الدماغية... مؤشرات حيوية «ويكو»

محمد حسين أمان

طبيب ومدرس إكلينكي، باحث في طب الطوارئ

أحد مفاهيم وتعريفات الجلطة الدماغية أنها تلك الحالة المرضية الطارئة التي تصيب نسيج الدماغ أو جذع الدماغ بسبب نقص أو انقطاع التروية الدموية، وما ينتج عن ذلك من فقدان وتلف نسيجي في الدماغ يفقد الجسم وظيفة عصبية مهمة. هناك نوعان من مسببات الجلطات الدماغية بشكل عام، فإما أن يكون نقص التروية الدموية بسبب تضيق أو انسداد تام للوعاء الدموي المغذي، أو بسبب حدوث نزيف دموي يقطع التروية والإمداد الغذائي عن النسيج العصبي.

إن كلا النوعين من المسببات ما هو إلا إحدى النهايات المتوقعة لأمراض العصر من اعتلالات الأوعية الدموية وداء السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والدهون، التي هي في المقام الأول بدايات ما لا يحمد عقباه من أمراض تفقد الإنسان وظائف حيوية، بل ربما تفقده حياته.

لقد وجدت منظمات مهنية متخصصة فى اعتلالات الدماغ والجهاز العصبي أن نحو 58 في المئة من تلك الجلطات من الممكن تلافيها وزيادة على ذلك ثمانون في المئة من مسببات الجلطات الدماغية راجعة إلى نقص أو انقطاع التروية الدموية، وهذا يظهر مجدداً أهمية الوقاية، إن أمكن، والعلاج الفعال لأمراض العصر كافة التي تؤثر على الجهاز الدوري والقلب.

إن الدور الطبي والمسئولية المهنية تتجاوز حدود المنشآت الصحية من مستشفيات وغيرها، لتصل إلى المريض في مجتمعه بل وفي بيته، كذلك ومن أحد الأهداف الاستراتيجية في تقديم الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية توعية عامة المجتمع بالمؤشرات الاكلينيكية من أعراض وعلامات لأمراض ذات عواقب كارثية على الأداء الوظيفي، وعلى جودة الحياة، وعلى الحياة نفسها، تلك الأعراض التي ما إن ظهرت لدى أي شخص، وضعت الحلقة الأولى في سلسلة الاستجابة والعلاجن تفادياً لفقدان حياة أو تجنب حدوث مضاعفات يكون عامل الوقت والاستجابة الطبية الآنية الفيصل في حفظ المريض وبقائه على قيد الحياة بأقل ضرر ممكن.

من ذلك نشير هنا إلى أداة استشعار بسيطة للجلطات الدماغية تمكن أي فرد يعرفها من تفعيل خدمات الطوارىء الطبية (الإسعاف) طلباً لعناية آنية ينقذ بها نفسه أو أي مريض آخر.

تلك الأداة عبارة عن نافذة من أربع خانات، الثلاث الأول منها تستطلع علامة اكلينيكية محددة والرابعة تنتهي إلى ضرورة عامل الوقت عن طريق تفعيل خدمات الطوارىء الطبية أي طلب الإسعاف، هذه الأداة البسيطة أطلق عليها هنا أداة «ويكو» تفصيلها ما يلي: ابحث عن علامات ثلاث، أولها الوجه، هل هناك اختلاف أو تباين في النصف الطولي الأيمن أو الأيسر من الوجه، ويمكن معرفة ذلك بالطلب من المريض أن يضحك، الثانية حركة اليد أو اليدين، حيث يمكنك الطلب من المريض أن يرفع كلتي يديه ويبقيهما مرفوعتين، الوضع الطبيعي هو استطاعته ذلك من دون أن تسقط إحداهما أو كلتاهما، أما العلامة الثالثة فهي الكلام هل يستطيع المريض تكرار كلمة أو جملة بسيطة بطلاقة ونطق واضح ومفهوم، إن كانت الإجابة على أسئلة العلامات الاكلينيكية الثلاث السابقة أو أي منها بنعم، يستوجب ذلك الانتقال إلى الخانة الرابعة رعاية عامل الوقت بطلب عاجل للإسعاف على الرقم 999 لطلب المساعدة الطبية لمريض قد يعاني من بوادر جلطة دماغية، ودعنا هنا نضعها في منظومة ثلاثية مختصرة تسهل على الذاكرة عملية استرجاعها وعدم نسيانها: وجه، يد، كلام، وقت.

إقرأ أيضا لـ "محمد حسين أمان"

العدد 4276 - الخميس 22 مايو 2014م الموافق 23 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:11 ص

      استمر

      مقال ممتاز ..

    • زائر 1 | 10:51 م

      جزاك الله خيرا

      توعية المريض وتعريفه بالمرض ومخاطره جزء مهم في العلاج.. مع الاسف بعض الاطباء لا يمارسون التوعية الكافية جزاك الله خيرا

اقرأ ايضاً