العدد 4279 - الأحد 25 مايو 2014م الموافق 26 رجب 1435هـ

فضيحة الفساد في مجلس النواب

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعيداً عن «الفساد السياسي» الذي يشهده المجلس النيابي في البحرين، والذي أصبح محسوماً مسبقاً لدى الرأي العام بمختلف فئاته وأطيافه وتوجهاتها، يدور الحديث حالياً عن فساد مالي، وأخر إداري في ذلك المجلس.

رائحة الفساد ليست جديدة، بل كانت متداولة وقديمة، وتُطرق لها كثيراً وخصوصاً تلك المتعلقة بالتوظيف، والواسطات والمحسوبية والتجاوزات المالية في مخصصات السفر، وغيرها.

«الفساد السياسي»، يدركه الجميع، فمواقف المجلس النيابي الحالي لا تحمل أي نوع من أنواع الاستقلالية، أو تعبر عن حقيقة السلطة التشريعية، فعجز المجلس عن محاسبة «فراش» في وزارة (مع كل الاحترام والتقدير للعاملين في هذه المهنة الشريفة)، فضلاً عن محاسبة وزير، وأسقطوا جام غضبهم على إسقاط عضوية زميل لهم من المجلس في سابقة تاريخية، سيتم الاستدلال بها على حقيقة تبعية هذا الجهاز للسلطة التنفيذية، وكونه أداة من أدوات «الاستخدام» لضرب الخصوم السياسيين.

«الموالون» للسلطة جزموا وبعضهم حلف بأن «إسقاط» عضوية النائب مهنا بتوجيهات عليا، وبعضهم وصفها بإهانة الشعب، بل ذهب رسامو كاريكاتير محسوبون على السلطة للسخرية والاستهزاء من المجلس في إسقاطه عضوية نائب، وليس وزيراً!

«الفساد المالي والإداري» كشف عنه النائب «العتيد» ذو السنوات الـ 12 في مجلس النواب، السلفي جاسم السعيدي في مقابلة صحافية نشرت عبر صحيفة محلية في الثامن عشر من مايو/ أيار 2014.

السعيدي الصريح جداً، لم يستطع أن يصمت كثيراً على رغم صمته الطويل منذ أشهر، وغيابه عن الساحة السياسية، والإعلامية بشكل ملفت للانتباه على رغم كونه «نجمها» في فترة الأزمة السياسية، وسلاحاً بيد السلطة «استخدم» أيضاً للتأجيج، والشحن، والتشهير، وغيرها.

كان صمت السعيدي في تلك الفترة «مقصوداً» سواء كان مخيراً أو مجبوراً، إلا أن الجميع مدرك أن صمته أو «إسكاته» كان خياراً مطلوباً مرحلياً على أقل تقدير.

خرج السعيدي عن صمته، وشن هجوماً ساحقاً قوياً على رئاسة مجلس النواب، وأمانة المجلس النيابي، وأتهمهما بـ «الفساد» حتى ذهب للقول إن ذلك أدى لـ «ضجر الكثير من النواب المخلصين، حتى وصل الحال إلى أنهم لم يعاودوا الترشح بعد الدورة الأولى».

السعيدي قال وأكد أن «المؤسسة التشريعية والرقابية» في البحرين والمعنية بمحاسبة المفسدين، بها «فساد» كشفه ديوان الرقابة المالية»، فهل يعقل ذلك.

ليس مستغرباً أن تكون «المؤسسة التشريعية» في البحرين «فاسدة ومفسدة»، إذا ما عرفنا أنها السلطة الرقابية الوحيدة في العالم التي شرعنت «التستر على المفسدين» عندما أطلقت رئاستها تلك العبارة المشهورة «إذا بُليتم فاستَتِروا»، عندما كان الحديث عن حجم الفساد في البحرين، فكان خيار المجلس، التستر على الفساد خوفاً من هروب المستثمرين!

من أهم الإخفاقات النيابية عدم تمرير «الذمة المالية» التي يستوجب على النواب الإفصاح عن ذممهم المالية، وهو ما تحدث عنه السعيدي بوضوح في أن أسباب تأخر تنفيذ قانون إبراء الذمة المالية، وجود «فساد عريض، والحكومة تعلم بوجوده، وتعرف أنه ستحدث إخفاقات كبيرة جداً لو طبق القانون، لذلك عطل»!

المؤسسة التي كانت من المفترض أن تكون مثالاً للتعددية، والانسجام، والمساواة، والعدالة، والإنصاف، وعدم التمييز، في التوظيف والتعيين، اعتمدت على «الواسطة» و «المحسوبية»، بل ذهبت لأبعد من ذلك عندما بني هيكلها على المحاصصة الحزبية منذ تأسيسه، إذ سيطرت على هياكله الإدارية تكوينات «سلفية» و «إخوانية» ضمن حقيقة لا يمكن إنكارها.

النائب السلفي السعيدي كشفها مؤخراً، وتحدث عنها، وأكد علانية أنه «لم يتقدم بأي طلب لتوظيف شخصية في المجلس، لا من قريب أو بعيد، ولم يتوظف له أحد»، في إشارة واضحة منه لم يحدث داخل المؤسسة النيابية.

ما قاله السعيدي، حقائق، صمت بعدها الجميع، ولم نشهد رداً من المؤسسة النيابية على ما قاله، من حديث، في دلالة واضحة على عجز رئاسة المجلس التي وصفها السعيدي بـ «الفاشلة» على الرد، أو خوفاً من أن يتفاعل الموضوع ويكشف الكثير من الفساد، إذا ما عرفنا أن السلطة التشريعية سترسل وفداً برلمانياً لحضور مؤتمر في باكستان مكون من «عضوين» فقط، في حين أن عدد المرافقين في الوفد ذاته أربعة، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة محلية.

فكيف يتم تعيين 4 مرافقين (أحدهم يتولى منصباً قيادياً في المجلس، وإعلامي، وإداريان) لنائب وشوري فقط في رحلة قصيرة لمؤتمر بروتوكولي اعتيادي؟

رئاسة مجلس النواب، والأمانة العامة عجزتا عن الرد من قبل ومن بعد حديث السعيدي عن الفساد المالي قبل الإداري، ولا أعتقد أنهما قادران على الرد، فالواقع «مر» والرائحة» أزكمت الأنوف.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4279 - الأحد 25 مايو 2014م الموافق 26 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 11:06 ص

      شكراً لك من القلب

      شكراً لك، عودتنا على الصراحة والحرءة في الحديث، حفظك الله

    • زائر 26 | 7:23 ص

      هولاء ليس نواب ولا يمثلون الاغلبية الساحقة هولاء النواب يمثلون بعض الاشخاص

      هولاؤ ينتتظرون الرواتب التي الهبات والهداية والاراضي والسفرات وغيرها من السرقات الغير مباشرة

    • زائر 25 | 5:51 ص

      لعنة الله

      ............... مجلس يقوم على نواب تاريخهم عرف بالفساد في العمل الحكومي ويتوجون نوابا رغما عن الناس وبأوامر من سلطات عليا ليعودوا الفساد ويدمروا امال الناس واحلامهم ويحتكروا التوظيف ويتخصصون في مسح الجوخ على حساب شباب الوطن الذي اصبح فاقدا للامل..

    • زائر 22 | 2:24 ص

      يا هاني ( علم نواطير الكتابة ) ماهية الصحافة

      علمهم كيف تكون الصحافة ( السلطة الرابعة ) وليست السلطة بفتح السين واللام والطاء ، علمهم عندما يكون الصحفي امينا على وطنه يكتب ليري الناس الخلل ، بينما ( نواطير الكتابة ) الذين ينتظرون ألأوامر ليكتبوا وياليتهم يكتبون ما ينفع الناس ويحللون المواضيع ويضعون ايديهم على الخلل خاصة بعد الأزمة ( ارفع الوسط وكتابها ) اما الباقين فشدوا الأحزمة للسب والشتم والنيل من الشرفاء الى ان وصلو لطريق مسدود واصبحوا في حالة يرثى لها ، نعم انت وضعت وتضع يدك دائما على الخلل وما هذا الفساد الا نقطة في بحر فسادهم .

    • زائر 21 | 2:17 ص

      قناص

      فذا كانت السلطة التشريعية بها فساد وعلى علم بالفساد الاداري والمالي وسرقة اموال الشعب، فما بال البقية

    • زائر 20 | 1:47 ص

      أسقطوا التميمي فأسقطهم الشعب

      التميمي هو الذي اسقط النواب من عيون الشعب بما اقترفت نواياهم واياديهم من آهات الشعب الجريح ، فكل فلس حرام عليهم الى يوم الدين فلا شرعية ولا قانونية الاموال التي اقترفوها ، هم بلاؤنا الأول والأخير ،،، التاريخ لن ينسى بأن المنتصر التميمي الذي دخل التاريخ البحريني وسجل هدفا وحيد للشعب..شكرا ياتميمي فأنت مستقبل البحرين الحقيقي.

    • زائر 19 | 1:24 ص

      من زمان فاسدين

      ال>>>> وشكاله مشغلينهم بس للهجوم على الوفاقيين
      في هذه الفتره لا يوجد عنده تمثيل درامي ولا عمل مسرحي
      بلبلة اعلامية فقط لكي يعطون ويوهمون الناس ان هناك محاربة فساد ومحاربة على حقوق الناس الضائعه والمضيعة

    • زائر 18 | 1:22 ص

      نواب فاسدون يكتشفون فساد زملائهم؟ ماذا لو كان في البرلمان مجموعة من الاحرار

      هل هذا هو القصد ان نوابا كشفوا فساد زملاء لهم وعلى قائمتهم رئيس المجلس؟
      أقول ماذا لو كان في البرلمان بعض الرجال من الاحرار لانكشف الكثير الكثير

    • زائر 17 | 1:20 ص

      انا واحد كرهت هالبلد و بهاجر

      نعم كرهنا هالبلد، كل شي خراب، فلست الشركات الوطنية من إرساء المناقصات على شركات محددة ، انسحبت الشركات الأجنبية و سرحت موظفينها ، تمكين و ما إدارك ما تمكين...مليارات طارت .. ابحثوووو، مجلس نواب فاسد و مفسد ، حكومة تنتظر حل خارجى،معارضة تحسب عدد مسيراتها، حياتنا نار .. صرنا أولاد متعة و مجوس وكفرة،كرهنا حياتنا في هالبلد ، لا يوجد أفق .. ماذا بقى لنبقى في هذا البلد..مع السلامة

    • زائر 24 زائر 17 | 3:51 ص

      لا تحزن يا زاير 17

      لا تحزن أخي الكريم يكفيك فخرا انك تراعي الله سبحانه وتعالى في معاملاتك مع جميع أبناء وطنك والسعي للرزق الحلال لك ولأطفالك. والفوز بجنة الخلود خيرا لك من مل كنوز الأرض.

    • زائر 16 | 1:11 ص

      --

      شكرا جزيلا لصاحب المقال
      مع إستغرابي الشديد من الصحف الصفراء التي تمجد في هذه المؤسسة التشريعية و رئيسها مع كل هذه الفضائح.

    • زائر 15 | 1:04 ص

      هذا ليس برلمان

      من يرى هذا المجلس ومن فيه ، هل يصدق بأن هؤلاء هم خيرة ابناء البحرين التي تزخر بالمفكرين والعلماء والنشطاء السياسين التي وصلت سمعتهم لأخر الدنيا ؟؟؟ وهذا يثبت بجلاء بأن هناك شيء يراد له الأصلاح فورا وهو النزول لمطالب الناس ليكونوا شركاء في القرار ويكون البرلمان بحق يعبر عن الثروة الحقيقة الموجودة من العقول وليس هذا البرلمان الفاشل من رئاسته الى اخر عضو فيه .

    • زائر 14 | 1:03 ص

      مدير اللجان

      مدير اللجان وما ادراك من هو مدير اللجان...من موظف بسيط الى مدير كبير..ليس هو فقط بل جتى النطيحة والمتردية من ادارته اصبحت لها وزنا في غياب المسؤولية والرقابة وخصوصا بعد الازمة

    • زائر 13 | 1:00 ص

      سفرات علاجية على حساب المجلس

      يقوم المجلس بتعيين مرافقين للنواب ليس لهم ادنى خبرة سوى الواسطة والمحسوبية وخصوصا ان اكثر المسافرين يذهبون للعلاج وهم مرافقين للنواب

    • زائر 12 | 12:56 ص

      ما عنده سالفة هالنائب

      الصراحة كان المفروض يستتر و لا يطبع فضايح

    • زائر 11 | 12:44 ص

      سيد الكلمة الحرة

      أحسنت أستاذ هاني و مشكور و ما قصرت و الله و الله انك بيضتها بهالمقال الفذ و الحُر الله يوفقك و يحميك و يديمك دوم صوت من الأصوات الجريئة المعبرة عن ما يجول في خاطر الشعب

    • زائر 10 | 12:29 ص

      من اين لك هذا ؟

      هاكهو واحد من النواب قبل شهرين الي ماعنده وظيفة غير نائب مشتري مزرعة في جد الحاج كبيررررررررررررررررة جدا وبملايين وفيها سكن حدائقي من ولد عمه من وينه له البيزات ؟ واذا تبغون بقول اسمه بس اخاف الوسط ماترضى ،، مشكور ولد الفردان

    • زائر 9 | 12:28 ص

      خليل

      في دولة كربستان على أطراف القطب المتجمد الجنوبي يوجد "مجلس خيابي مكون من 39 خائب + 1 نائب أسقطوا عضويته لأنه نائب فعلاً"

    • زائر 8 | 11:29 م

      افلونز الفساد $$$

      الفساد مرض قديم مثل الجدري

    • زائر 6 | 11:29 م

      فساد

      الفساد مستشري في كل مفاصل الدوله وعلى جميع الاصعده والسبب فساد الحكومه
      كان الله في العون

    • زائر 4 | 11:10 م

      ومجلس علاقات عامة أيضاً

      ندري ويدري الجميع حجم الفساد وخلل والتفكك في المجتمع سببه هذا المجلس

    • زائر 3 | 10:53 م

      مثل بحريني

      حكومة البحرين يصدق عليها المثل الشعبي ( من فوق هالله الله ومن تحت يعلم الله) والله العالم الى وين النهاية في بلد العجائب

    • زائر 2 | 10:48 م

      ياساتر

      كلشي اعوج في ها البلد؟

    • زائر 23 زائر 2 | 3:40 ص

      ?

      هؤلاء لا يراعون الله سبحانه وتعالى في معاملاتهم. أينهم من أخلاق منقذ البشرية الذي تتشدقون بإتباعه في خطبهم ؟!

    • زائر 1 | 10:30 م

      شكرا استاذ

      شكرا يا ستاذ هذا هو الوقع ولاهروب منه لانه كلهم مفسدين

اقرأ ايضاً