يتهافت الشباب لارتداء اكسسوارات وملابس تحمل شعار «الشنب»، ولكنهم في حقيقة الأمر لا يدركون بأنهم يشاركون في حملة توعوية لسرطان البروستات، ذلك المرض الذي لازلنا نخجل من الحديث عنه مقارنة بسرطان الثدي الذي يصيب النساء، رغم أن النوعين - سرطان الثدي والبروستات - يستحقان التوعية الصحية للتشخيص المبكر والعلاج.
وسرطان البروستات من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، ففي البحرين يحتل المرض المرتبة الثانية من حيث الشيوع بعد سرطان الرئة. وهو يصيب واحداً من بين كل ستة رجال في فترة من فترات حياتهم عالمياً حسب تقرير المعهد القومي للسرطان.
ويعود سرطان البروستات لغدة البروستاتة، وهي إحدى مكونات الجهاز التناسلي الذكوري، وتقع أمام المستقيم وتحت المثانة البولية، ويلتقي مجرى البول والمني في البروستات، لذلك فإن أي التهاب أو تضخم أو ورم بالبروستات سيؤثر على الكفاءة الجنسية للرجل وعلى سريان البول.
وكالعديد من أنواع السرطانات، يتفشَّى سرطان البروستات في الجسم من دون إحداث أعراض وآلام في مراحله المبكرة، وما إن تبدأ أعراضه بالظهور يصاب المصاب بتبول مستمر ليلاً، احتباس البول، وتقطع للبول أثناء عملية التبول، سرعة القذف، مع ظهور دم أو ألم أو حرقة أثناء التبول. وقد تصاحب المريض آلام في الظهر وفي الجزء العلوي من الفخذ.
ومن الجيد أن التشخيص والعلاج المبكر لسرطان البروستات يرفع نسبة التغلب على المرض والشفاء منه بنسبة 90%. فمن المهم معرفة العوامل التي تزيد من نسب الإصابة ومن أبرزها العمر، فكلما تقدم العمر ازدادت فرصة الإصابة بالمرض خاصة فوق سن الخامسة والستين. كما أن التاريخ العائلي للمرض هو من ضمن عوامل الخطر، كذلك فإن إصابة الأب أو الأخ للمرض علامة تستدعي الفحص المبكر.
ويدخل العرق ضمن عوامل الخطر، فسرطان البروستات منتشر في الغرب أكثر من دول الشرق، خاصة لدى أصحاب البشرة السوداء. كما أن الرجال الذين لا يفرز لديهم هرمون التوستسترون - العامل الذي يلعب الدور الأهم في تكاثر خلايا البروستات - لا يصابون بهذا النوع من السرطان.
وتشير الدراسات إلى أن النظام الغذائي يؤثر في احتمالية الإصابة، فالرجال المعتمدون على الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضراوات يقل لديهم خطر الإصابة بالمرض مقارنة بمن يعتمدون على نظام غذائي غني بالدهن الحيواني واللحوم.