العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ

«رسوم كتب الأطفال»... لغة لفهم النصوص المكتوبة تنمِّي خيال الطفل وتعزِّز حبَّه للقراءة

الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 (2 - 4)

مازلنا في الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، وتحديداً في مهرجان الشارقة للطفل القرائي، حيث سنكمل رحلتنا في هذا المعلم المميز لتلك المدينة الجميلة... فبعد معرض «ألف اختراع واختراع»، من المهم أن تأخذك عيناك إلى معرض رسوم كتب الطفل، الذي أقيم للعام الثالث على التوالي بمشاركة أكثر من 96 فناناً محترفاً من مختلف أنحاء العالم، بعد أن أصبح هذا المعرض المصاحب في مقدمة المعارض الفنية المتخصصة في رسوم كتب الأطفال الاحترافية على مستوى العالم.

وقد فاز هذا العام الفنان وليد طاهر من مصر بجائزة المركز الأول، وحصلت ماريانا فيلانويفا من المكسيك على جائزة المركز الثاني، فيما فازت فرانسيسكا فنياغا من إيطاليا بجائزة المركز الثالث. كما حصل على الجوائز التشجيعية الثلاث كل من: أندريا بيكلار من سلوفينيا، وليري سالابيريا من إسبانيا، ويولاندا موسكيرا من إسبانيا.

في هذا المعرض تبرز لك أهمية الرسوم على اعتبار أنها لغة مهمة تساعد الطفل على فهم النصوص المكتوبة، بل تسهم في تنمية خيال الأطفال ورفع مستوى التفكير والاستنتاج والتخمين لديهم. كما أن تلك الرسوم غالباً ما تنقلهم إلى عوالم جديدة سمعوا عنها ولم يعايشوها.

جمل تلك الرسوم هو مدعم أساسي لغرس حب القراءة في نفوس الأطفال لذلك ترى المؤلفين يسعون جاهدين على أن اختيار الفنانين المتميزين والمتذوقين لنصوصهم ليترجموا المكتوب في رسوم توضيحية شيقة.

بعد المعرض، وكمحب للقراءة لابد أن تأخذ جولة في أرجاء المعرض الأخرى، حيث سترى بعينيك مدى اهتمام القائمين على المهرجان وحرصهم على دمج التسلية والترفيه مع المعرفة وحب الاطلاع، إذ أقيمت إضافة إلى معرض بيت الكتب عدد من الورش التي تحمل في طياتها ترفيهاً ومعرفة، منها مقهى المبدع الصغير، ملتقى الأدب، ركن الطهي، المبتكرون الصغار، بستان المعرفة، وغيرها من الأركان المصاحبة لمعرض بيع الكتب.

وسنختم رحلتنا للمهرجان - لنتابع معكم في الأعداد المقبلة من «مناهل الوسط» جولتنا في الشارقة، بأبرز مشاهداتنا في هذا المعلم المميز لعاصمة الثقافة الإسلامية:

- حضور ملفت لمختلف الجنسيات في المهرجان.

- طلاب المدارس الخاصة يحرص مدرسوهم على أن يقتني تلاميذهم كتباً تعليمية مفيدة، بينما معلمو المدارس الحكومية يتركون الطالب يختار من المعرض ما يشاء، لذا تجد غالبية أولئك الأطفال يختار الألعاب، بدلاً من الكتاب، كما أنه يستغرق وقتاً طويلاً في الوقوف عند بائع الألعاب ليتعرف على ماهية اللعبة، بينما يأخذ دقائق معدودة وبسيطة ليتصفح كتاباً ما.

- زوار المعرض وجدوا عزوف غالبية الأطفال عن شراء الكتب، ربما لسعرها المرتفع، في مقابل الألعاب التي كان سعرها منخفضاً، لذلك فقد قدموا مقترحات بحيث تتناسب أسعار بيع الكتب مع المصروف الذي يعطيه أولياء الأمور لأبنائهم.

- أما الكاميرات الإعلامية تجد الأطفال من مرتادي المعرض حريصين على أن يبدوا مثقفين، فيما لو خاطبتهم خلف الكواليس لكانوا أكثر صراحة، فيقولون لك، نحن لم نأت لشراء الكتب إنما جئنا للتسلية والمرح.

- أكياس غالبية الأطفال تجدها ممتلئة، فيخيل لك لوهلة أنه شخص محب للقراءة، فيما تشعر بخيبة أمل عندما تسأله السماح لك برؤية الكتب التي اشتراها، لتكتشف أنه يحمل ألعاباً وليس كتباً.

أخيراً رغم بعض المشاهدات السلبية لزوار المعرض، إلا أن مهرجان الطفل القرائي مجهود كبير يشهد اهتمام الشارقة بالثقافة وسعيها الدؤوب لتعزيز هذا المفهوم في مختلف فئات المجتمع الإماراتي، على اختلاف أعمارهم وميولهم.

العدد 4282 - الأربعاء 28 مايو 2014م الموافق 29 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً