كتب سكوت ريبيرن، يوم الأحد (25 مايو/ أيار 2014)، في صحيفة "نيويورك تايمز"، تقريراً بعنوان: "أين هي الشهية في الإقبال على أعمال الفنانين القدماء؟"، جاء فيه، كثير من الناس في عالم الفن، وعدد غير قليل من بعدهم لا يزالون يترنّحون جرّاء الأسعار الهائلة التي تم دفعها في مزادات هذا الشهر (مايو/ أيار 2014)، للأعمال الفنية ما بعد الحرب، وكذلك الأعمال الفنية المعاصرة في نيويورك وحدها، في مزاد كل من: "كريستيز"، دار سوثبي و "فيليبس"؛ إذ حققت تراكماً في المبيعات وصل إلى مليار و600 مليون دولار، وهو أعلى مجموع مبيعات، من حيث القيمة الصافية بالدولار الأميركي لأي سلسلة من المزادات الفنية في التاريخ.
ومع ثمانية أرقام يتم دفعها أثماناً لتلك الأعمال بشكل روتيني، بازدياد الاهتمام بالأسماء الكبيرة مثل فرانسيس بيكون (فرانسيس بيكون ولد في 22 يناير/ كانون الثاني 1561، وتوفي في 9 أبريل/ نيسان 1626. فيلسوف ورجل دولة وكاتب إنجليزي، معروف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على الملاحظة والتجريب. من الرواد الذين انتبهوا إلى غياب جدوى المنطق الأرسطي الذي يعتمد على القياس)، وأندي وارهول (من أشهر فناني الولايات المتحدة للنصف الثاني من القرن العشرين. ولد في 6 أغسطس/ آب 1928، وتوفي في 22 فبراير/ شباط 1987. رسام يقوم بالطباعة بالشاشة الحريرية، كما كان صانع أفلام مرتبطاً بحركة فن البوب في الولايات المتحدة (1930 - 1987). أسّس مجلة "إنترفيو" في العام 1973. يوجد في مدينة بيتسبرغ في بنسلفانيا متحف باسمه، يحتوي على عديد من أعماله، وافتتح في العام 1994)، وغيرهارد ريختر (فنان تشكيلي ألماني. وُلد في 9 فبراير 1932. استطاع في آنٍ واحد إنتاج أعمال تصويرية تجريدية وواقعية فوتوغرافية، بالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية وقطع الزجاج، وبذلك اقتدى ببيكاسو وجان آرب "جان آرب أو هانز آرب، رسّام ونحّات وشاعر فرنسي ألماني شهير، ولد العام 1886، وتوفي العام 1966. ولد آرب لأم فرنسية وأب ألماني، وقد كان يسمي نفسه جان آرب عندما يتحدث بالفرنسية بينما كان يستخدم اسم هانز آرب عند الحديث بالألمانية. عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى لجأ آرب إلى زيوريخ، وفيها شارك في تأسيس مدرسة الفن والأدب التي عرفت بالدادية، وفي العام 1924 ذهب إلى فرنسا حيث برز اسمه كأحد فناني المدرسة السوريالية. من أعمال آرب المنحوتة غانيميد، والتي أنجزها العام 1959، في تقويض المفهوم الذي يُلزِم الفنان بالتقيد بنمط فني واحد ومترابط. كما أن مبيعاته مُصنَّفة كأفضل مبيعات لفنان على قيد الحياة. وفي العام 2011، كانت مبيعات ريختر هي الأغلى مقارنة بأي فنان آخر على قيد الحياة. وقد بيعت أعماله بأكثر من 200 مليون دولار أميركي، مُتصدِّرة بذلك إجمالي مبيعات المزاد الخاصة بكل من كلود مونيه "مونيه رسّام فرنسي، ولد في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 1840 في باريس وتوفي في 5 ديسمبر/ كانون الأول 1926 في غيفرني. رائد المدرسة الانطباعية في الرسم"، وألبرتو جياكوميتي "جياكوميتي، نحات ومصوّر ورسّام وطبّاع سويسري،ولد في 10 أكتوبر 1901، وتوفي في 11 يناير 1966م، بالإضافة إلى مارك روثكو مجتمعين معًا)، وملايين تدفع للفنانين الشباب المتحمسين يبرز سؤال: أين تترك تلك الظاهرة، القطاعات التقليدية في السوق؟
حين تأخذ قدماء الفنانين، على سبيل المثال، وحتى العام 1980، كانت قيمة اللوحات الكنسية لرامبرانت، وروبنز فيلاسكيز، تولّد دخلاً رئيسياً لكل من "سوثبي" وكريستي". منذ تلك الفترة، سقطوا من الموضة السائدة بالنسبة إلى اهتمامات وحسابات جامعي الأعمال الأثرياء، الذين يرغبون في شراء الأعمال بشكل فوري ومتزايد، ويتعرّفون عليها من قبل الفنانين أنفسهم الذين يعتبرون "العلامة التجارية" بدلاً من التعرف عليها من قبل خبراء اللوحات. لقد باتت الأعمال الفنية والمقتنيات في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وحتى التحف الصينية، هي الفئات الأكثر ربحية بالنسبة إلى صالات البيع المعنية.
في العام الماضي (2013)، جنت المزادات في جميع أنحاء العالم من لوحات الفنانين القدماء، مليار يورو، ما يعادل ملياراً و 400 مليون دولار، في أقل من أسبوع واحد من مبيعات الأعمال الفنية المعاصرة بنيويورك - وفقاً للمؤسسة الأوروبية للفنون التشكيلية ومقرها هولندا.
وعلى عكس السوق المتعاظمة للفن المعاصر، تعاقدت فعلاً مزادات بيع أعمال الفنانين القدماء، في العام 2011، محققة مبيعات بلغت ملياراً و400 مليون يورو.
وقال مستشار الفنون والرئيس السابق للوحات القرن التاسع عشر في صالة "كريستي، في مقر الصالة بالعاصمة البريطانية (لندن)، ويندي غولدسميث، إن "أعمال قدماء الفنانين ليست مثيرة، مضيفاً أن "المشكلة تكمن في الإمداد. هناك القليل جداً من الأعمال الفنية تلك في السوق ومن الصعب اكتشاف ذلك. لا يوجد تجَّار من الشباب يأتون بالتعاقب من خلال أهميتهم وتراتبهم. لا يوجد هناك الاتجاه المالي المتصاعد الذي تحصل عليه تماشياً مع أعمال الفن المعاصر من حيث حضورها واستمراريتها".
وبالوقوف على ما أنتج من الفنون خلال السنوات الخمسين الماضية، أو حتى الخمس سنوات الماضية، نرى ارتفاع الأسعار بشكل كبير أكثر من أي وقت مضى، وحتى اللوحات التاريخية والرسومات من النوعية الاستثنائية؛ إذ كلما بدت على السطح في السوق، كلما بدت أحياناً غير مكلفة على نحو صارخ إذا ما قورنت بتلك الأعمال.
وضعت "سوثبي" تقديرات منخفضة لمحصّلة المزادات عن كل عمل من أعمال القرن الخامس عشر، هي ما بين 1.5 مليون جنيه إسترليني، أو ما يعادل 2.5 مليون دولار، بحسب المقتنيات والمتعلّقات والأعمال على أقمشة من الكتّان، تلك التي سيتم بيعها في يوليو/ تموز لقدماء الفنانين في لندن. بالنظر إلى أن الرسومات تنسب إلى الشاب ليوناردو دا فينشي. وبتقييمات واقعية يمكن ملاحظة أنها لن تسجلّ رقماً أكثر من الرقم الذي سجّلته دار فيليب في 15 مايو، والذي قُدِّر بـ 1.8 مليون دولار، في العام 2011.
دار سوثبي للمزادات قالت، إن رسوم عصر النهضة الإيطالية، وهي ضمن مجموعة من تسعة أعمال، تقدّر قيمتها مجتمعة بـ 8.6 ملايين إلى 12.7 مليون جنية إسترليني، يجري بيعها نيابة عن مؤسسة باربرا بياسيكا جونسون، والتي تدعم الأفراد الذين يعانون من التوحّد.
وتم إنشاء المؤسسة غير الربحية من قبل، باربرا بياسيكا جونسون، بولندية المولد، والتي أصبحت واحدة من أبرز جامعي الفن التاريخي في العالم بعد زواجها من جيه سيوارد جونسون، في العام 1971، وتم بيع مجموعة السيدة جونسون بعد وفاتها في شهر أبريل 2013.
بالإضافة إلى مجموعة سوثبي، ستقوم مؤسسة جونسون ببيع لوحة القديس براكسيديس، والتي تعود إلى فيرمير (يوهانِس فيرمير والمعروف باسم فيرمير، هو رسَّام هولندي. يعتبر من أكبر فناني القرن الـ17 الميلادي في أوروبا، وعلى رغم قلة الأعمال التي تركها ومن أهمها لوحات مشاهد داخلية، بعض اللوحات الشخصية، ولوحتين لمشاهد مَدينية، نسبة إلى المدينة، فإنها تشهد كلها على النظرة الداخلية الباطنية التي تميز بها الفنان. كان لفيرمير اهتمام كبير بالطبيعة الجامدة للأشياء، ووَظَف لأجل ذلك موهبته في التعامل مع التأثيرات الضوئية، وطريقته المتقنة في إبراز التفاصيل والبنية المادية للأشياء والموجودات)؛ فضلاً عن مجموعة مختلفة من الأثاث في دار كريستيز سيتم بيعها في شهر يوليو، وفقاً لتاجر الأعمال الفنية القديمة باتريك ماتهيسين، والذي باع عدداً من الأعمال على امتداد سنوات.