شارك وزير الدولة للشئون الخارجية غانم فضل البوعينين في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي عقد في العاصمة بيجين وذلك صباح اليوم الخميس (5 يونيو/ حزيران 2014)، الذي افتتحه رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ بكلمة أكد فيها على أهمية العلاقات التاريخية بين الصين والدول العربية، وتعزيز مسيرة التواصل بين الشعب الصيني والشعوب العربية مما سجل ركائز هامة في تاريخ الاندماج والاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات على مدى الآلاف السنين التي توارثت روح السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتكامل والمنفعة المتبادلة التي حملها طريق الحرير جيلا بعد جيل مؤكدا أن مبادرة الرئيسلإعادة إحياء طريق الحرير يجسد نموذج التعايش المتناغم بين الدول التي تختلف من بعضها البعض من حيث النظم الاجتماعية والديانات والمعتقدات الثقافية والالتزام بالتعاون والكسب المشترك .
هذا أكد وزير الدولة للشئون الخارجية اعتزاز مملكة البحرين بنجاح العلاقات المشتركة القائمة بينها وبين جمهورية الصين الشعبية الصديقة ، منوها بتطوير هذه العلاقات وازدهارها في مختلف المجالات، خاصة بعد الزيارة الكريمة لحضرة الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه للجمهورية الصينية في سبتمبر 2013، وأضاف سعادته أن الزيارة الكريمة لجلالة عاهل البلاد المفدى والمباحثات الناجحة مع القيادة الصينية التي تمت بين جلالته وفخامة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" أثمرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات، مثل إطلاق معهد "كونفوشيوس" في جامعة البحرين كنموذج من نماذج التعاون الثقافي، واحتفال الدولتان منذ أسابيع قلائل بمرور 25 عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بينهما، وتطور المشروعات الاستثمارية الصينية في البحرين.
وذكر وزير الدولة للشئون الخارجية أن البحرين بصفة خاصة كانت إحدى المحطات المهمة في طريق التجارة الصينية في العهد القديم. مشيرا إلى دعم مملكة البحرين لمبادرة فخامة الرئيس الصيني بشأن طريق الحرير بشقيه البري والبحري الذي سيساهم تفعيلها في الرقي بالعلاقات العربية الصينية نحو آفاق أرحب من التعاون.
وأكد الوزير على أهمية منتدى التعاون العربي الصيني ودورة المهم في تطوير وتدعيم وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية، مما جعل هذه العلاقات نموذجا يحتذي في معدل التطور في المجالات الاقتصادية والثقافية وتدريب الكوادر البشرية، والعلاقات السياسية بين الدول التي تقوم على مبدأ المنافع المشتركة والمصالح المتبادلة، واحترام سيادة كل دولة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهي المبادئ السامية التي ارتضتها البشرية وآمنت بها شعوبنا عبر مسيرة التاريخ لأنها الأساس المتين لعلاقات الدول ذات السيادة، مشيرا إلى إننا نتسابق في إطار هذا المنتدى من اجل التقدم والرفاهية، والمنافع المشتركة، والمصالح المتبادلة، خاصة وأن كلا الحضارتين العربية والصينية تؤمنان بالتحاور والتعايش الحضاري بين الأمم والشعوب مهما اختلفت جذورها وتنوعت عقائدها،
وأشار الوزير إلى التحديات التي تهدد أمن واستقرار الدول والتي من أبرزها ظاهرة الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره وأيا كان مصدره ودوافعه مؤكدا إدانة واستنكار مملكة البحرين للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في إقليم شينجيانغ الصيني والذي يتنافى مع القيم الدينية والأخلاق الإنسانية ، مؤكدا سعادته أهمية إيجاد حل سياسي للازمة السورية يفضي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية ودعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لوقف إطلاق النار في سوريا وتأمين دخول المساعدات الإنسانية في الداخل والدول المجاورة مؤكدا دعم مملكة البحرين لدعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر أصدقاء جمهورية مصر العربية.
كما شارك في المنتدى رئيس وزراء دولة الكويت الشقيقة الشيخ جابر المبارك الصباح ووزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي . وقد صدر عن المنتدى ثلاث وثائق لتطوير وتعزيز العلاقات الصينية العربية وهي: إعلان بيجين والخطة التنموية العشرية للفترة من 2014-2024 والبرنامج التنفيذي بين عامي 2014-2016.
وقد رحب المنتدى العربي الصيني بمؤتمر الحضارات في خدمة الإنسانية الذي عقد في مملكة البحرين خلال الفترة من 5-6 مايو 2014 الذي دعا إلى بناء تحالف حضاري تتلاقى فيه الإنسانية بمنظومة القيم المشتركة لمواجهة خطاب الكراهية وآفات التعصب والتطرف والإرهاب.
