العدد 4290 - الخميس 05 يونيو 2014م الموافق 07 شعبان 1435هـ

قدم مريض الداء السكري (1)

فيصل جعفر المحروس comments [at] alwasatnews.com

طبيب استشاري وباحث في أمراض السكري

كانت بتر الطرف السفلي فوق الركبة أول عملية تجرى على قدم مريض الداء السكري غير المحظوظ قبل الحرب العالمية الثانية. بدأ إليوت جوسلين يدرك أن معظم ما رآه من إصابات الأطراف السفلية لدى مرضاه بالداء السكري كان من الممكن الوقاية منها.

فقال واحدة من أهم عباراته التي لا تنسى عندما أشار إلى اعتقاده بأن الموات السكري ليس هبة من السماء بل نتاج الأرض، ونتيجة لذلك وظف جون كيلي العام 1928 والمختص بعلاج الأقدام، أول رجل يعمل في غرفة القدم لدى مشفى شماسة نيو انكلند.

وأصبح كيلي أول معالج أقدام يلتحق بفريق مشفى ملحق بالجامعة. وشارك جوسلين ليلاند ماك كيتريك أيضا وهو جراح عام متميز من مشفى ماساتشوسيتس العام ليساعده بعلاج مرضاه بالداء السكري. وكان ماك كيتريك أول جراح عام يستخدم البتر المسمى القدم الاحتياطية على مرضى الداء السكري وكان ذلك البتر عبر الأمشاط، والتي يمكن اعتبارها أولى عمليات القدم السكرية، والتي ذكرها ماك كيتريك عام 1949. تستأصل في هذه العملية الاباخس ومقدم القدم ولكن تترك سطحا كافيا لحمل الوزن يسمح للمريض بالمشي به.

يقضي المرضى في بعض الأحيان ثمانية أسابيع على الأكثر في السرير بانتظار الالتئام الكافي للقدم كي يمكنهم المشي بها. أنقذت آلاف الأقدام التي كانت يمكن أن تفقد، وتبقى إلى الآن إجراء متين.

كانت الركيزة الأساسية لإنقاذ القدم السكرية حينما انضم فرانك ويلوك لفريق الجراحة في بداية الخمسينيات، لقد أضاف تقنيات الجراحة الوعائية للقدم السكرية. وهذا رفع من أعداد الأطراف التي أمكن إنقاذها، وبقيت الركيزة الأساسية لإنقاذ القدم السكرية عبر سنين الخمسينيات والستينيات والسبعينيات.

انضم فرانك لوج يرفو إلى فريق الجراحة الوعائية في الثمانينيات رئيساً لقسم الجراحة الوعائية، وكان قد أجرى مجازات تحت الركبة بنجاح جيد منذ منتصف السبعينيات. ويبقى هذا الإجراء عملية القدم السكرية إلى الآن. إن إجراء الطعم الشرياني بين الشريان الفخذي وظهر القدم بالتلازم مع تقنية التصوير الموضحة ومع الصادات الفعالة والآمنة ومع تحسن علاج أمراض القلب والكلى عند السكريين ومع تقنية جراحة القدم الاحتياطية ومع التثقيف، كل ذلك أنقص نسب البتر الأولى إلى 5 في المئة في المركز الطبي.

لقد كانت النسبة 33 في المئة في بدايات السبعينيات. تحدث قرحة القدم بنسبة 60 - 70 في المئة بسبب الاعتلال العصبي وبنسبة 30 - 40 في المئة بسبب نقص التروية المرافق للاعتلال العصبي. يمكن الوقاية من الكثير من هذه الإصابات بمعرفة كيفية تشارك (الاعتلال العصبي ونقص التروية والآليات الإحيائية) في تحطيم الأنسجة الرخوة.

اعتلال الأعصاب المحيطية السكري

يسبب اعتلال الأعصاب المحيطية السكري ثلاثة تأثيرات رئيسة على الطرف السفلي: حسية، حركية وذاتية. الوظيفة الرئيسة للأعصاب الحسية في الطرف السفلي هي العمل كنظام إنذار لإدراك الحس الواقي من الأذى. إن الإدراك الفوري للحس الواقي من الأذى مهم جدا للشفاء.

إن الإصابة الناجمة عن تمزق الجلد تصبح أسوأ مع كل خطوة بحال فقد الشعور بالألم، قد تكون أولى علامات اعتلال الأعصاب المحيطية هي الألم أو فرط الحس. وقد يستمر اعتلال الأعصاب المحيطية المؤلم لسنوات عرضاً رئيساً. لا نرى حدوث لقرحات القدم أثناء هذه الفترة بسبب تحدد الحركة وبسبب تبدل سلوك المريض الذي يختار وضعية تريح قدميه وساقيه. وطوال فترة تحدد الحركة يبدل المرضى أحذيتهم وجراباتهم مرات عدة في اليوم. وهذا سيؤمن لهم راحة أكثر بسبب إنقاص الاحتكاك وتغيير النقاط المعرضة للضغط. وعندما يتوقف اعتلال الأعصاب المحيطية المؤلم، قد يبدأ نقص أو فقد الحس مسبباً عدم ورود إدراك الحس من الأطراف السفلية.

إقرأ أيضا لـ "فيصل جعفر المحروس"

العدد 4290 - الخميس 05 يونيو 2014م الموافق 07 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً