العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ

إرادة نيابية مستقلة!

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وافق مجلس النواب في جلسته الثلثاء (3 يونيو/ حزيران 2014) على تقرير لجنة المرافق العامة والبيئة بشأن مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون البلديات، ويقضي المشروع بإلغاء مجلس بلدي العاصمة وإنشاء الأمانة العامة للعاصمة، كما يتم بمقتضاه تشكيل مجلس أمانة العاصمة يتكون من عدد لا يقل عن عشرة أعضاء يتم تعيينهم بأمر ملكي بمن فيهم الرئيس ونائب الرئيس من بين الأعضاء المنتخبين من قبل مؤسسات المجتمع المدني للمدة ذاتها المقررة للمجالس البلدية.

القرار في ظاهره نابع من «إرداة نيابية مستقلة»، ولكن هناك من يرى بأنه أدير وحرك عن طريق «ريموت كنترول» بيد السلطة، هذا القرار الذي صدر من مجلس النواب «الأمين على مصالح الشعب وحقوقه» جاء من أجل المصلحة العليا للوطن ومنسجماً مع الديمقراطية المختلفة التي نعيشها وحدنا هنا في البحرين خلافاً لديمقراطيات العالم.

هيئة المستشارين القانونيين في مجلس النواب رأت عدم دستورية الاقتراح بقانون بتعديل قانون البلديات الصادر بالمرسوم بقانون رقم (35) لسنة 2001 والذي يهدف إلى إلغاء المجلس البلدي لمنطقة العاصمة واستبداله بأمانة عامّة معيّنة بأمر ملكي من بين الأعضاء المنتخبين من قبل مؤسسات المجتمع المدني.

ونقول لهذه الهيئة «إشفهمكم!» فكأنكم غرباء لا تعرفون البحرين وأهلها، ولا تفهمون معنى الديمقراطية التي نعيشها، وغير قادرين على استيعابها، لأنها ديمقراطية لا مثيل لها.

سعادة المستشارين، أما سمعتم من قبل، أن الديمقراطية التي نعيشها في البحرين مختلفة جداً عن ديمقراطية الآخرين؟ أما سمعتم أن البحرين تقارع أعرق الديمقراطيات الغربية؟ أما سمعتم أن سلطتنا التشريعية هي السلطة الوحيدة في العالم التي ترفض توسيع صلاحياتها، وتعمل على تقليص دورها وتقزيم وجودها، وتحجيم مكانتها، وتفضل أن تكون «لعبة» سياسية، وليست «لاعباً» سياسياً وسلطة حقيقية.

اعذروني سعادة مستشاري مجلس النواب، فأنتم قاصرون عن فهم ديمقراطيتنا، وبرلمانا، وحريتنا، وطريقة إدارة شئون بلادنا، وأنتم قاصرون في استيعاب حتى دستورنا، وشعبنا وحياتنا، فأنتم ربما دخلاء علينا، ونصوصكم وقوانينكم وحتى فهمكم وتفسيركم لا يهمّنها.

أما سمعتم أن دستورنا «غير ملزم» لأحد بشيء، وأن مواد قوانيننا خلقت «مطاطة» لتمرير كل ما تريد السلطة بيد نواب اختيروا بعناية، ولا يفقهون ولا يعرفون شيئاً سوى الحديث عن «شيم العرب» و «إذا بليتم فاستتروا».

تتعبون أنفسكم سعادة المستشارين، وأنتم تفصلون وتشرحون عدم دستورية إلغاء مجلس بلدي العاصمة ومخالفته للمواد الدستورية، بل أقحمتم أنفسكم في دائرة «العمالة» و «الخيانة» والانتماء إلى الحركة «الصفوية» العالمية بحديثكم عن أن مقترح النيابي الذي استحسنته السلطة وأيّدته بمنع أهالي العاصمة من حقهم الدستوري في الانتخاب والترشح للمجلس البلدي، لا ينسجم مع «فلسلفة» ميثاق العمل الوطني والدستور في تقرير مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين.

سعادة مستشاري النواب، ألا تعلمون أن كلمة «فلسفة» كلمة ذات أصول فارسية، وامتداداتها طائفية، والنطق بها جريمة يعاقب عليها قانون الإرهاب، وأن النواب لا يفهمونها، وسيطلبون من السلطة تفسيرها وشرحها لهم!

المجلس سيد نفسه، وقراراته تنبع عن إرادته، هذا هو الدستور الذي يعمل به، وهو القانون الذي يحكم فيه، ولا توجد مواد، وقوانين تشرحونها، وتبينون مكامن الخلل فيها، فَجُلُّ النواب لا يفقهون ما فيها، ولا يعرفون أساسياتها، ولا نصوصها، ولا يوجد لدينا ما هو دستوري أو غيره.

سعادة المستشارين، مصلحة الوطن أهم من كل المخالفات والقوانين والمصطلحات «الفلسفية» التي ذكرتموها، الوطن أهم من دستوره، والوطن أهم من شعبه، والسلطة أهم من الجميع، وما تريده تمرره، فلا تتحدثوا عن «مشرِّع» أو «حقوق وحريات عامة» ولا عن «سلطات» و «حاكميات» فنوابنا لا يفهمون ولا يعرفونها، ويؤمنون فقط بما تريده السلطة.

نسجل استغرابنا من موقف سعادة مستشارين النواب الرافض لإلغاء مجلس بلدي العاصمة، فقط لأن الإلغاء لا يحقق مبدأ المساواة بين الشعب في محافظاته الخمس! فمن قال لكم هناك مساواة، فدائرة في المحافظة الجنوبية يعادل صوت واحد فيها 20 صوتاً في دائرة بالمحافظة الشمالية. أي أن مواطن الجنوبية يقدر وزنه بوزن 20 مواطناً في الشمالية، فأين المشكلة لو حُقَّ الانتخاب لأهالي الجنوبية والمحرق، وفُرض التعيين في العاصمة، ومن ثم الشمالية، وبعد ذلك الوسطى؟

ألا تعلمون أن لا مكانة للديمقراطية قبل الاستقرار وفرض الأمن، وأنه لا أمن مع وجود «الخونة» في مراكز يمكن أن يكون بيدها شيء بسيط من القرار.

سعادة المستشارين، إنها مصلحة الوطن العليا التي لا تدرس في قوانين ومواد، ودساتير، لا يفقهها إلا «الموالون» لسلطة فقط، فهم وحدهم من يفهم ويعي معنى «المصلحة» والبقية عليهم السمع والطاعة.

ما لم تفهموه من إصرار السلطة والنواب على التعيين من مؤسسات المجتمع المدني، هو أيضاً للحيلولة دون وصول أي أحد غير «موالٍ» حتى بالتعيين، إذ لا توجد مؤسسات مجتمع مدني حالياً «معارضة» فَجُلُّها إما «منحل» أو مرفوض تقييده، أو قياداتها ملاحقة.

باختصار سعادة مستشاري مجلس النواب، لا تتعبوا أنفسكم في تفصيل وشرح القوانين، فديمقراطيتنا المختلفة عن الآخرين، لا تؤمن بها، ولا تعرفها، وأوجدتها للتزيين والبهرجة، ووضعها في أغلفة مخملية، تُقدَّم هدايا في المناسبات.

سعادة مستشاري مجلس النواب، أنتم مطالبون بالاعتذار لقصور فهمكم واستيعابكم لديمقراطيِّنا وحقيقة مجلس نوابنا، فهو «لعبة» وليس «لاعب».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 4:19 م

      نواب العصر الحجري

      حقاً فاشلين وحرام عليهم القرن الواحد والعشرون

    • زائر 33 | 3:55 م

      سئوال

      وهل تتوقع اين يكون الأعضاء المعينين من منطقةالعاصمة ؟؟؟

    • زائر 32 | 10:09 ص

      هذا أقل من واقعهم

      كونه لعبة أمر أقل من الواقع الذي يقال لهم... تسلم

    • زائر 31 | 10:09 ص

      الله يحفظ يا ولد الفردان

      حفظك الله قلم من ذهب

    • زائر 29 | 7:30 ص

      صراحة

      هؤلاء النواب دمرو البلد لاطاعتهم الحكومة .

    • زائر 28 | 7:20 ص

      عجبي

      والله عجبي من مجلس نواب منتخب من قبل الشعب يكون ضد الشعب

    • زائر 27 | 6:48 ص

      نواب الغفلة

      مجلس يبصم لا يحل ولا يربط وموب رياييل

    • زائر 26 | 6:47 ص

      صدقت

      هذا مجلس ... صدقت هذا لعبة

    • زائر 25 | 6:20 ص

      تذكرون ياجماعة

      قبل لا توافق الحكومة على تشكيل المجلس النيابي الذي قدم الشعب من أجله الكثير من التضحيات في الأرواح والعذابات في سجون الحقد الطائفي وسنوات الغربة لخيرة شباب البحرين ,كانت تقول السلطة البرلمان واجد عليكم والبحرين محتاجة سنوات لتكون مؤهلة!!ياترى من هو الغير مؤهل ؟؟ ومن هو الذي لا يستطيع أن يتعايش مع المحاسبة والحقوق والواجبات سؤالٌ لا يحتاج إلى جواب فقط للتاريخ.

    • زائر 24 | 5:45 ص

      مهزلة

      هذه المهازل التي نعيشها بمجلس الخياب هي هروب للإمام من سلطة تعرف أن في نهاية المطاف لابد وأن تدعن لمطالب الشعب الشرعية فالمجلس لاشرعي ومن المؤكد ان تكون قراراته غيرشرعية ومن يقول بشرعيته هي السلطة التي تحركه فقط

    • زائر 23 | 5:42 ص

      الوطن و الشعب مختصر في

      اشخاص فلا دولة و لا قانون

    • زائر 22 | 5:37 ص

      ---

      اسمعوا مني هذه : على ملك البلاد ان يحل المجلس النيابي فورا. بعد خراب البصرة

    • زائر 21 | 5:21 ص

      خير الكلام

      خير الكلام ما قل ودل

    • زائر 19 | 4:02 ص

      نواب الغفله

      انا اقترح الغاء المجلس النيابي المهزله بالكامل و اعادته بعد 100 او 200 سنه افضل .

    • زائر 18 | 3:40 ص

      هناك المزيد

      يقول المثل (غيب ياقط اللعب يا فار ) ، منذ انفرادهم بالمجلس بعد انسحاب المعارضة سنو قوانين عجيبة و غريبة وكلها لصالح الحكومة !! وباقي أسبوعين عن انتهاء مجلسهم ًوسيصدرون المزيد وطبعا لصالح الحكومة ، وأولها قرار يعطي وزير الداخلية الحق لسحب الجنسية !!

    • زائر 17 | 3:21 ص

      دائماص مبدع

      شكراً لك على هذا المقال الرائع، تعودنا دائماص بالشيء المختلف

    • زائر 16 | 3:21 ص

      هذه حقيقتهم

      صدق هذه حقيقتهم لعبة وريموت كنترول ليس أكثر من ذلك لا يوجد لصالح الشعب كل شيء لصالح السلطة

    • زائر 15 | 3:00 ص

      صدقت

      انه مجلس لعبة

    • زائر 14 | 2:39 ص

      والنواب

      ليش مو نواب العاصمة بالتعيين مثل البلدي. فرصة عندكم هالاسبوع لاقراره واذا تضيفون ليه سترة وقرى شارع البديع يكون تمام

    • زائر 12 | 2:13 ص

      لابد من محاسبة هؤلاء

      لابد من محاسبة هؤلاء الذين يزعم نواب عن الشعب و تقديمهم للمحاكمة

    • زائر 11 | 2:04 ص

      -

      في الحقيقة و الواقع أن ان هولاء الموجودين في هالمجلس يجب أن يحاكموا على خيانتهم الامانة و المنصب الذي هم فيه بحسب وجهة نظري .

    • زائر 30 زائر 11 | 9:03 ص

      سيأتي ذلك اليوم

      سيأتي اليوم الذي سوف يحاسبون فيه.......... ذلك اليوم لا ريب فيه!

    • زائر 10 | 1:51 ص

      للتشفي فقط وفقط لاغير

      الحكومة والنواب والموالون كلهم يعرفون أن كلامك صحيح 100 في 100 ولكن لأن هذه القرارات موجه لطائفة واحدة بعينها وكل ذلك للتشفي ...............

    • زائر 9 | 1:50 ص

      كان بالأمكان

      كان بالإمكان ان يترك المنتخبون البلديون لحين انتهاء فترة عملهم مع أه خطأ ان لا يكون مجلس بلدي منتخب للعاصمة و بقية المحافظات لها مجلس منتخب.

    • زائر 8 | 1:47 ص

      --

      هذا المجلس لعبة.
      لا تظلموا كلمة لعبة لان اللعبة فيها تنافس فلا تظلموها.
      ببالي وصف سأترك كتابته احتراما للقراء و للأخلاق العامة.

    • زائر 7 | 1:45 ص

      نواب اخر زمن

      صدق لين قالو الفلوس والكرسي اغير النفوس

    • زائر 6 | 1:43 ص

      اسمح لي

      استاذ هاني
      صباح الخير و اسمح لي أن اقول لك أن هذا الذي يطلق عليه و انت أيضا تسمية مجلس النواب كما هو التسمية الرسمية فأسمح أن أقول لك أنه دائرة من الدوائر الحكومية الرسمية لأن أبر كتلة موجودة فيه انسحبت و دخل مكانها اما بالتزكية بتدخل الحكومة او موالوين بالاضافة الى أن هذا المجلس الحكومي مفصل تفصيلا حكوميا بشكل انتخابي بحيث كفة الحكومة موجودة بأعلى نسبة في كل الاحوال.
      بالمختصر مجلس جكومي و ليس مجلس نواب

    • زائر 5 | 12:53 ص

      لعبه

      نعم لعبه او لاعب بليستيشن يتحكم فيه وزير

    • زائر 4 | 12:39 ص

      اختلف معك

      كلمة لعبة كبيرة على هذا المجلس و انما تليق به كلمة اترفع عن كتابتها

    • زائر 3 | 12:38 ص

      انها خصوصية البحرين التي تكرس هذا الوضع السئ والمقيت

      كلمة والثانية قالوا خصوصية البحرين. وماذا يراد من هذه الكلمة حين تردد؟ يراد منها ابقاء الوضع الفاسد على ما هو عليه كما يراد من ترديد كلمة الارهاب ضرب اي تحرك شعبي للمطالبة بالحقوق كلها لعبات مفهومة

    • زائر 2 | 12:07 ص

      اسئلة حائرة

      انا طالبة في الجامعة ادرس الحقوق وارى من خلال دراستي ان الديمقراطية التي ادرسها تختلف عن الديمقراطيى التي اراها على الارض او من خلال القرارات التي يصدرها النواب , وسؤالي الى الاساتذة الكرام في الجامعة كيف تدرسوننا شيء والواقع شيء آخر وكذلك المستشارين القانونيين في مجلس النواب كيف تسمحون لتاريخكم الاكاديمي ان تتلاعبوا بالقوانين لحساب مزاج السلطة وهواها

    • زائر 1 | 11:00 م

      وماذا تتوقع من هؤلاء البصامين

      هو فعلا مجلس لعبة ، بل ملعب يضم اربعين كرة تتقادفها السلطة كيفما تشاء ترسلها يمينا وشمالا وفي كل الاتجاهات الفرعية والأصلية ، هؤلاء لا ضمير عندهم ولا واعز ديني ووطني لديهم كل همهم إرضاء السلطة بأي شيئ حتى لو كان على حساب كرامتهم ، لقد وصل السيل الزبى منهم ، يبصمون على كل شيئ تقدمه الحكومة دون وعي وإدراك وكأنهم مخدرون ، ليسو مساكلين بل شعب البحرين المسكين الذي ابتلاه الله بهذه النوعية من النواب الذي سيوافقون يوما على حل المجلس دون أن يقصدوا ، لقد هزلت حتى بان من هزالها كلاها / الله المنتقم

اقرأ ايضاً