العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ

المكتبة الوطنية تحتضن 100 ألف عنوان... ولا تعاني من «عزلة مجتمعية»

أعتبر الساحة الثقافية بخير وانتقد الصحافة... سرحان لـ «الوسط»:

سرحان لـ «الوسط»: أصدرت حتى الآن 38 كتاباً
سرحان لـ «الوسط»: أصدرت حتى الآن 38 كتاباً

قال مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي منصور سرحان: «إن المكتبة التي أكملت عامها السابع، تحتضن 100 ألف كتاب، وهي تعبر عن مشروع حيوي لا يعاني أبداً من «عزلة مجتمعية»، مدللاً على ذلك بالإقبال الكبير الذي تحصل عليه من قبل الباحثين وطلبة الجامعات، والذين يستفيدون من خدمات المكتبة عبر أقسامها المتعددة وفضاءاتها اللامحدودة.

من جانب آخر، اعتبر سرحان، الذي يدشن كتابه الـ 38 والموسوم بـ «مواقف وذكريات مع شخصيات بحرينية» مساء اليوم الأحد (8 يونيو/ حزيران 2014) في بيت القرآن، أن الساحة الثقافية في البحرين بخير، مستدركاً ذلك بتجديد نقده للصحافة المحلية، التي اعتبرها «فقيرة ثقافياً»، في إشارة لتوقف هذه الصحف عن إصدار الملاحق الثقافية.

«الوسط»، التقت سرحان بمكتبه بالجفير، فكان هذا اللقاء:

حدثنا بداية عن المكتبة العامة بمركز عيسى الثقافي، الدور والمقتنيات...

- تعتبر المكتبة الوطنية، أكبر المكتبات في البحرين، وفي العام 2006 اتخذ مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي قراراً بنقل جميع الكتب الموجودة في مكتبة المنامة العامة (نواة المكتبة العامة وتأسست سنة 1946)، لتيم نقل 50 ألف كتاب، والآن وبعد مرور 7 أعوام على افتتاح المكتبة العامة (تأسست في ديسمبر/ كانون الأول 2008)، فقد تضاعفت أعداد الكتب وبلغت حتى الآن 100 ألف كتاب.

وتتكون هذه المكتبة من عدة أقسام، تقوم بخدمة الباحثين من داخل البحرين ومن دول الخليج، حيث يترددون باستمرار عليها نظراً لاحتوائها على مصادر لا تتوافر في نظيراتها من المكتبات.

وتتمثل أقسام المكتبة في، قسم المراجع، قسم الكتب العامة المخصصة للإعارة، قسم الكتب المودعة لمؤلفين بحرينيين ويضم أكثر من 3 آلاف رسالة جامعية لشهادتي الماجستير والدكتوراه، بالإضافة لـ 3500 كتاب لمؤلفين بحرينيين، وقسم لأرشيف الصحافة البحرينية وهو الأول من نوعه بحرينياً وخليجياً، ويحسب له حفظه لتاريخ الصحافة البحرينية بدءاً من تأسيسها في العام 1939 وصولاً للعام 2002.

إلى جانب ذلك، تضم المكتبة قسماً خاصاً بالأطفال، والذي نوليه اهتماماً كبيراً، من خلال إدخال الكتاب الورقي والإلكتروني فيه، بالإضافة للمجسمات ذات الأبعاد الثلاثية، رغبة منا في غرس حب الكتاب لدى الأطفال منذ نعومة أظفارهم، وتعزيز ميولهم للقراءة.

إذاً، نحن أمام 7 أعوام من عمر المكتبة العامة، ويبدو جيداً أن نسأل عمّا إذا كانت الأمور قد سارت وفق ما خطط لها؟

- الدعم الكبير الذي تحصلت عليه المكتبة من قبل الدولة، وفر لها نجاحاً كبيراً، وفي الحقيقة، فقد مكننا هذا الدعم من تأمين نجاح هذا المشروع، حيث تم رفده بكادر مؤهل ومدرب ومن أفضل الخبرات، وبجانب ذلك، فقد حصلنا على مبنى مجهز تماماً بكل المعدات والمستلزمات، وحرصنا على تطوير كل ذلك عبر الاشتراك في قواعد بيانات، من بينها قاعدة بيانات (GALE) لتمنح الباحث فضاءً إلكترونياً لا محدود من المعلومات.

وبكل أمانة، أقول إن طريق المكتبة لم تعتريه الصعوبات، ووفرت لهذا المشروع الحيوي كل مقومات النجاح، بما في ذلك نقل الكتب من مكتبة المنامة العامة، وشراء كتب جديدة.

وكان لكل ذلك، دوره في قدرة المكتبة بعد عام واحد فقط من تأسيسها، على تنظيم مع الكتاب البحريني العام 2010، وافتتحه سمو ولي العهد، وحصلت معروضاته من الكتب التي ناهزت الـ 3 آلاف كتاب، على إقبال كبير وتمكن من تحقيق النجاح الملفت.

وفي العام نفسه، أصدرنا «الببلوغرافيا» الوطنية للمؤلفات البحرينية»، جمعنا فيها 1750 عنواناً في الفترة من العام 2000 حتى 2009.

نبرة الحديث عن إنجازات المكتبة العامة، تكسوها الثقة الكبيرة، فهل يعني ذلك أنكم لا تجدون صعوبة في اجتذاب البحرينيين للقراءة ولمعانقة الكتاب؟

- لا صعوبات في هذا الشأن، فالباحثون وطلبة الجامعات في تردد وإقبال مستمرين على المكتبة، التي وفرت لهم جملة خيارات وأضحت تكتسب خصوصية تميزها عن غيرها من المكتبات.

ألم يكن للتطور التكنولوجي ووسائل الاتصال، تأثيره السلبي من هذا الجانب؟

- أبداً، فالمكتبة العامة تساير الجديد، وهو تطور آلية عملها باستمرار، ونتيجةً لذلك، أتاحت النوعين من الكتب، الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، وشخصياً أعتقد أن العلاقة بينهما يحكمها التكامل لا الصراع.

في هذا الصدد، من الجيد الإشارة للدراسة التي أجريت في الولايات المتحدة، والتي تدور حول أفضلية الكتابين الورقي والإلكتروني بالنسبة للقارئ الأميركي، والنتيجة كانت أن الغالبية العظمى اختارت الكتاب الورقي، وهذا دليل يؤكد بقاء هذا الكتاب وقدرته على الصمود، وعلى رغم ذلك، فإننا في المكتبة العامة نضع في عين الاعتبار الاتجاه المتزايد للشباب ولطلبة الجامعة ناحية الكتاب بصيغته الإلكترونية، ولدينا تصورات عدة في هذا الشأن.

وما هو تفسيرك للإقبال البحريني الكبير على معارض الكتاب؟ هل هو إقبال «شكلي»؟

- هذا دليل آخر على أن الكتاب الورقي لن يتلاشى، وهو مؤشر يفيد بأن الساحة الثقافية في البحرين بخير، وبرهان ذلك الاكتظاظات الكبيرة التي تشهدها المعارض التي تقام، ومن المؤكد أنها تعبر عن إقبال حقيقي لا شكلي، تقر بذلك نسب الشراء المرتفعة وارتياح الناشرين إزاء ذلك.

ولو أخذنا تجربة «الوسط» في هذا المجال، والمعرض الذي نظمته مؤخراً لبيع الكتب المستعملة، فإننا سنقرأ من النتيجة المعلنة دليلاً آخر على ما نقول، ففي 3 أيام تمكن هذا المعرض من بيع 16 ألف كتاب، وهو عدد كبير جداً.

الساحة الثقافية في البحرين بخير، هل لنا أن نتعرف على ذلك من خلال الأرقام، من الإنتاج السنوي للكتب مثلاً؟

- معدل ما يصدر في البحرين من كتب سنوياً، يتراوح ما بين 70 و80 كتاباً، وهو معدل في ازدياد ويمكن وصفه بالجيد مقارنةً بعدد السكان، بل إن البحرين تحتل مرتبة متقدمة عربياً في هذا السياق، فالدول العربية جميعها أصدرت 5000 آلاف كتاب في 2013، وهو عدد يبقى محدوداً إذا ما علمنا أن الولايات المتحدة لوحدها تصدر 300 ألف كتاب سنوياً، علماً بأن عدد سكان الدول العربية يتجاوز عدد سكان أميركا.

ولا يقتصر الأمر، عند قولنا إن الساحة الثقافية في البحرين بخير، على عدد الكتب التي تصدر سنوياَ، فلدينا علاوةً على ذلك مؤسسات نشطة تقيم ندوات بصورة مستمرة، من بينها مركز الشيخ محمد بن إبراهيم آل خليفة، وجمعية تاريخ وآثار البحرين، إضافةً للملتقيات الثقافية كملتقى كانو الثقافي وملتقى جدحفص وغيرها.

وعلى رغم ذلك، إلا أننا نأسف لتعاطي الصحافة المحلية مع الشأن الثقافي، تحديداً فيما يتعلق بتوقف إصدار الملاحق الثقافية، على رغم الحاجة الماسة لها، وعلى رغم قدره هذه الصحف على القيام بذلك، وهو أمر يدفعنا لاعتبار صحافتنا المحلية فقيرة ثقافياً.

لسرحان أربعة عقود من العطاء والصداقة مع الكتاب، فهل من جديد في هذا الخصوص؟

- جديدي هو كتاب «موقف وذكريات مع شخصيات بحرينية»، والذي سيدشن مساء اليوم الأحد (8 يونيو/ حزيران 2014)، عند الساعة السابعة والنصف في بيت القرآن، ويضم هذا الكتاب 40 موقفاً لي مع 40 شخصية بحرينية من مختلفة الأطياف والطبقات، بما في ذلك القيادة السياسية وعدد من المسئولين ورجال أعمال وشخصيات عامة.

ويمكن القول إن جميع هذه المواقف، والتي عملت على تدوينها منذ عقد السبعينات من القرن الماضي، تصطبغ بصبغة ثقافية، وعلى رغم الكم الجيد من المعلومات التي تضمنها الكتاب، إلا أن بعضها لم يجد طريقه للنشر بسبب اشتراط أصحابها عدم النشر على رغم قيمتها الاجتماعية الكبيرة، وهذا حول المعلومات لأسرار لا يمكن البوح بها.

ولو أردنا الحديث عن بعض المواقف التي تضمنها الكتاب، فيمكن الإشارة للموقف الذي جمعني بجلالة الملك في العام 2006، وهو الموقف الذي أعتبره وساماً وأعتز به كثيراً.

حينها عرض على جلالته أن يعين مديراً للمكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي، والذي افتتح في ديسمبر 2008، وطرح اسم شخصية ألمانية الجنسية، إلا أن جلالة الملك أبدى اعتراضه على ذلك، وتساءل وهو يشير ناحيتي: كيف نختار شخصية من الخارج وصاحب الخبرة موجود بيننا، وأضاف: منصور هو من يستحق هذا المنصب، فمؤهلاته أكثر وخبرته أطول، ولديه العديد من المؤلفات.

كتاب جديد... ألم يصل منصور سرحان لمرحلة التشبع، لكي لا نقول «الملل»؟

- أبداً، فلي حتى الآن 38 كتاباً، والنهم لم ينقطع ولايزال مستمراً، ومن المهم لفت الانتباه هنا إلى أن عملي يتركز في التوثيق أكثر من التأليف، وأستهدف من وراء ذلك توثيق الحركة الفكرية والثقافية في البحرين، وآلية عملي تكمن في البحث عن النواقص التي لم يتناولها المؤلفون، وتتحدث عن ذلك كتبي التي تناولت وثقت مجالات شتى، من بينها بدايات السينما في البحرين وتاريخ الصحافة البحرينية وغيرها.

العدد 4292 - السبت 07 يونيو 2014م الموافق 09 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:09 ص

      كلام دقيق للاستاذ سرحان

      المكتبة الوطنية صرح كبير يستحق القائمين عليه كل الثناء و من يرتاده سيعرف قيمته و كشخص اذهب الى هناك بشكل شبه اسبوعي استطيع القول ان عدد مرتادي المركز (جيد) و هذا لما يحتويه من اقسام اعدت بشكل ممتاز من ناحية التجهيزات و المحتوى.

    • زائر 1 | 11:22 م

      كتب

      كتب بلا قراء

اقرأ ايضاً