العدد 4295 - الثلثاء 10 يونيو 2014م الموافق 12 شعبان 1435هـ

مقاتلو الدولة الاسلامية يطبقون على أكبر مصفاة للنفط في العراق

أطبق متشددون من السنة ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على أكبر مصفاة للنفط في العراق اليوم الاربعاء (11 يونيو / حزيران 2014) بعد الاستيلاء في اليوم السابق على مدينة الموصل الشمالية استعراضا للقوة في مواجهة الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.

وقالت مصادر أمنية إن المتشددين دخلوا مدينة بيجي مساء أمس الثلاثاء بعربات مسلحة وأشعلوا النار في مبنى المحكمة ومركز للشرطة بعد أن أطلقوا سراح المسجونين.

وعرض المقاتلون السماح لحراس المصفاة البالغ عددهم 250 فردا بالخروج الآمن بشرط مغادرة المصفاة التي تقع على مشارف المدينة.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال زيارة لليونان إن بغداد ستتعاون مع القوات الكردية لمحاولة طرد المقاتلين ودعا كل القادة العراقيين إلى توحيد صفوفهم لمواجهة ما وصفه بخطر جسيم يهدد البلاد.

وقال جاسم القيسي المقيم في بيجي إن المتشددين طلبوا من زعماء العشائر في المدينة اقناع رجال الشرطة وجنود الجيش بعدم المقاومة.

وقال "قبل غروب الشمس اتصل المسلحون ببعض أبرز زعماء العشائر في بيجي عن طريق الهاتف قائلين لهم : نحن جئنا كي نموت أو نسيطر على بيجي لذلك ننصحكم أن تطلبوا من أبنائكم في الجيش والشرطة أن يلقوا سلاحهم وينسحبوا قبل صلاة العشاء."

وتبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة 300 ألف برميل يوميا وهي تزود معظم محافظات العراق بالمنتجات النفطية وتعد مصدرا رئيسيا للكهرباء في بغداد.

وبدأ الزحف على بيجي بعد ساعات من اجتياح المقاتلين مدينة الموصل دعما لحملتهم لاقامة دولة خلافة اسلامية على جانبي الحدود العراقية السورية.

وقد أصبح تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام طرفا أساسيا في العراق وسوريا حيث استولى على سلسلة من المدن في العام الاخير وكثيرا ما خاض معارض مع جماعات سنية أخرى.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الاربعاء إن عدد العراقيين الذين فروا من الموصل وما حولها بلغ 500 ألف. ويبلغ عدد سكان المدينة نحو مليوني نسمة.

ويعد سقوط الموصل صفعة لمساعي بغداد لقمع المتشددين السنة الذين حققوا مكاسب واكتسبوا قوة في العراق خلال العام الأخير واستولوا على مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي في الصحراء الممتدة غربي بغداد في مطلع العام.

وتعهدت الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من العراق قبل عامين ونصف العام بمساعدة قادة العراق على دحر "العدوان" في الوقت الذي طلبت فيه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي من البرلمان إعلان حالة الطواريء.

وقالت إن واشنطن ستدعم "ردا قويا ومنسقا" وإن تنظيم الدولة الاسلامية لا يمثل تهديدا لاستقرار العراق فحسب بل للمنطقة بأسرها.

وستساهم سيطرة التنظيم على محافظة الانبار بالاضافة إلى الموصل في الشمال في تعزيز قبضته على امتداد الحدود مع سوريا حيث يقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال بعض الفارين إن مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية يتركون بصمتهم في كل مكان بالمدن التي يستولون عليها فيرفعون أعلامهم السوداء وراياتهم على مراكز الشرطة وثكنات الجيش والمباني الحكومية.

ووصف تلميذ عمره 13 عاما المقاتلين الذين دخلوا المدينة قائلا "كلهم ملثمون. لكنهم لا يؤذون أيا منا."

وقال رجل عمره 40 عاما فر من الموصل "نحن خائفون لاننا لا نعرف من هم. يسمون أنفسهم الثوار. وطلبوا منا ألا نفزع وقالوا انهم جاءوا لتحريرنا من الظلم."

ويقول منتقدون إن إخفاق المالكي الذي ينتمي للمذهب الشيعي ويتولى السلطة منذ ثماني سنوات في معالجة شكاوى الأقلية السنية أدى إلى ازدياد التشدد الاسلامي ودفع جماعات سنية وعشائر للاصطفاف خلف تنظيم الدولة الاسلامية.

ويشعر كثير من السنة بأنهم حرموا من حقوقهم واتجه البعض للتشدد وكان ذلك في البداية موجها إلى القوات الامريكية التي أطاحت بصدام حسين عام 2003 ثم أصبح موجها ضد القوات العراقية التي يقودها الشيعة.

وفرت أغلب العائلات إلى الشمال في اقليم كردستان حيث يتمتع الأكراد بحكم ذاتي ولديهم قوة عسكرية كبيرة ومنظمة هي البشمركة.

وتحدث بعض المسؤولين في بغداد عن طلب مساعدة من قوات البشمركة لاسترداد الموصل.

وقال مسؤولان في وزارة البشمركة اليوم الاربعاء إنه لا يوجد تنسيق عسكري بين بغداد واربيل لكن يوجد على الارض تنسيق على المستوى المحلي بين الجيش العراقي والقوات الكردية.

وتسيطر البشمركة على منطقة ربيعة على الحدود مع سوريا بعد أن سمح الجيش العراقي لها بالانتشار في المنطقة وكذلك على قاعدة الكسك على مسافة 45 كيلومترا غربي الموصل وعلى بعض مقار الالوية الأخرى.

وسئل هالجورد حكمت المسؤول الاعلامي بوزارة البشمركة عما إذا كانت قوات كردية ستدخل الموصل فقال إن ذلك يتوقف على رئيس الاقليم وإن على المالكي قائد القوات المسلحة العراقية تقديم طلب رسمي.

وانشق زعيم تنظيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي على أيمن الظواهري الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة كما خاض تنظيم الدولة الاسلامية معارك مع مقاتلين آخرين ينتمون للقاعدة في سوريا.

وعرض تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام صورا لمقاتليه ومعها آيات من القران على حساب دولة نينوى على موقع تويتر.

ودعا التنظيم السنة في نشرة أصدرها للانضمام إليه في مقاتلة الجيش "الصفوي" للمالكي في إشارة للاسرة الفارسية الحاكمة التي تروج للمذهب الشيعي.

وفي محافظة صلاح الدين اجتاح مقاتلو التنظيم ثلاث قرى في قضاء الشرقاط وأشعلوا النار في مراكز الشرطة ومباني الإدارة المحلية قبل أن يرفعوا علم الدولة الاسلامية.

ولقي ما يقرب من 800 شخص حتفهم في أعمال عنف في مختلف أنحاء العراق في مايو ايار الماضي مسجلا أعلى عدد شهري للقتلى هذا العام. وكان العام الماضي هو السنة الأكثر دموية منذ عامي 2006-2007.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً