العدد 4301 - الإثنين 16 يونيو 2014م الموافق 18 شعبان 1435هـ

الاستقطاب الطائفي يهدد المنطقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأحداث الجسيمة على مستوى المنطقة تتفاعل مع الشأن المحلي على أساس الاستقطاب والاصطفاف الطائفي. ولكن الدرس الذي ينبغي الاستفادة منه عند مراجعة ما يحدث في البلدان الأخرى هو أن انسياق السياسيين والمسئولين نحو اللعب بورقة الاستقطاب تنتج عنه سيادة الأجندات المتطرفة التي لا تعطي أي بلد سوى الدمار والقتل والفوضى وانهيار الاقتصاد وانعدام الأمن للجميع.

إن قتل الأمل لدى الناس بإمكانية خلق بيئة جامعة وشاملة يدفع نحو إلغاء فكرة الوطن، وترتفع بدلاً من ذلك رايات الطائفية والعنصرية، والتي تنتهي بالظلم والقتل على الهوية.

ومن المؤسف أن من تداعيات ما يحدث في العراق أن الاصطفاف في المواقف أصبح عنواناً لكثير ممن يصدر بيانات وتصريحات وخطباً ويتحمس طائفياً بشكل يستدعي الانتباه، رغم أننا نرى بأن ما يحدث في بلدان أخرى إنما نشأ بسبب انتهاج سياسات تفرق بين الناس على أساس انتماءاتهم المذهبية والعرقية والقبلية.

إن سياسات الاستقطاب تحول الأوطان إلى ساحات للتصفية، لأن كل فئة تعتبر وجود الأخرى خطراً وجودياً عليها، وهذا يدفع نحو محاولة قضاء فئة على أخرى، أو هيمنة فئة وتهميش أخرى، وهو ما يعني استدامة الأزمات من خلال إعادة تدوير خطابات الكراهية.

الملاحظات التي يمكن تسجيلها في كل بلد يمر بأزمة خطيرة هي أن البدايات كانت شكاوى ومطالب مشروعة، وهذه يتم تجاهلها، أو قمعها، أو تسويفها من خلال أنظمة وإجراءات مصممة بصورة لا تقبل بوجود رأي آخر ولا تقبل بمبدأ المشاركة العادلة ولا تعتمد مفهوم المواطنة المتساوية. ثم بعد ذلك تتعقد الأمور، وتسال الدماء، وتحدث التراشقات، وينتشر السخط لدى من يرى أنه مهمش ولا اعتبار له ولوجوده، ومن ثم تحدث متغيرات في البيئة السياسية المحلية أو الإقليمية، وفجأة تتحرك الأوضاع بصورة غير متوقعة.

إن ما تحتاجه منطقتنا قيادات ونخباً ومسئولين يتطلعون إلى بلد يعتمد على مجتمع متماسك ومتراضٍ فيما بينه حول إطار سياسي قائم على المواطنة المتساوية، ويفسح المجال للمشاركة العادلة في السلطة السياسية وثروات البلاد، وبالتالي تنطلق جميع الطاقات نحو البناء من خلال تآلف القلوب واستثمار العقول النيرة، بدلاً من الاستقطاب الطائفي وإشعال الأحقاد وتدمير البلدان.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4301 - الإثنين 16 يونيو 2014م الموافق 18 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 9:58 ص

      قواعد الإطار السياسي؟؟؟؟؟؟

      ربما لا يختلف معك أحد يا دكتور في أهمية وضرورة وجود الإطار الساسي،ولكن ماهي قواعد هذا الأطار؟وعلى ماذا يقوم؟هل يقوم على المواطنة المتكافئة والديموقراطية والعدالة الاجتماعية الحقيقية؟ أم على ما هو قائم عليه الآن من تمييز وتهميش واضطهاد و(عبيد وأسياد)؟ إذاً إن ما تدعو إليه هو عينه المختلف عليه.

    • زائر 17 | 7:32 ص

      لم يكن هناك استقطاب قبل الخميني

      لم يكن هناك استقطاب طائفي قبل الخميني

    • زائر 16 | 6:32 ص

      رد على زائر 13

      يعنى انت راضى بهادى الحكومة اضاهر انه بطنك شبعان تعرف هادى الحكومة الحاليه هى الى دمرت البلد وشبت الفتن الظائفيه والله انت ماتقرا الجرايد تبع الحكومة يوميا سب فى الطائفة الكريمة الشيعيه اقول الله يهديك ونور قلبك وشوف حقيقة الظلم من هادى الحكومة والله ياخد الحق

    • زائر 15 | 6:25 ص

      الناس

      الناس صارت سدج يتقاتلون ليل نهار على اشياء تافهة هاده مذهبه سنى وهاذه مذهبه شيعى والمستفيد الاكبر هم رؤساء الدول وضخون الاموال لهادا القتال الهمجى اوتعوا ياناس وشوفوا منهوا عدوكم واتحدوا وتركو عنكم الفتن الى ودتكم فى داهيه المشتكى لله وقاتل الله الجهل القبلى

    • زائر 14 | 4:32 ص

      الحكام هم المسئول الأول والأخير

      أساس الطائفيه في أوطاننا هو من يغذيها ويتبناها ويدسها بين الناس, والمسئول الأول والأخير هم الدول الكبرى الغربيه والعربيه على سواء وسوريا ولبنان مثال على ذلك والعراق الجريح الآن وكل هذه الفتن الطائفيه أوجدتها الدول المجرمه مع حكامها .. ومخطأ من يقول بأن الشعوب هي الطائفيه وهي من يغذيها والبحرين مثال على ذلك..

    • زائر 13 | 4:19 ص

      ..

      ما كنتم اطالبون بالبرلمان في التسعينات ثم تحولتواالى الدستور ثم تحولتوا الى حكومه منتخبه ثم تحولتوا ا لى باقون حتى اسقاط النظام هذه الطائفيه التي جلبتوها لنا ونتم لا تشكلون الا ظ،ظ ظھ في الدول العربيه.

    • زائر 12 | 3:48 ص

      لا يتسطيع احد من هولاء توزيع الثروة على شعبه

      أمريكا هي من تدير المنطقة وتسيطر على شيء بخلقها أعداء وهميين وبخلقها الفتنة الطائفية بين الشعوب لتبقى أمريكا وتحمي من معه من الصهاينة

    • زائر 11 | 3:18 ص

      هو لعب بالنار وزج الجهلة في محارق لا تنتهي

      ليس لحياة الناس قيمة لديهم وليس لدمائهم أي اهتمام لذلك يخرجونهم من محرقة ويزجون بهم في محارق اخرى . اغلى ما لدى الانسان حياته التي منحها الله اياه يفقدها من غير هدف واضح . يدلسون ويلبسون عليهم فيزجون بهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل

    • زائر 9 | 1:27 ص

      نحن امة الجهل والتخلّف فقضية سوريا ليست ببعيدة لكي تنسى

      يا اتباع داعش :لا تقرأون قلنا هذه طبيعة العرب اميين ومتخلّفين لكن ان تكون ذاكرتكم ضعيفة الى هذه الدرجة بحيث نسيتم وتناسيتم ما حدث في سوريا فتلك وعمر الله قاصمة الظهر.
      بالأمس حشدتم على سوريا وقلتم جهادا في سبيل الله ثم ضحك عليكم وقيل انتم ارهابيون ثم جيء بكم اليوم كمجاهدين تحت الطلب على مذبحة الارهاب لكي يتم التخلص منكم على محرقة الجهاد المزعوم

    • زائر 8 | 1:13 ص

      من يحرق الاوطان

      الحكام هم من يحرق الاوطان ب تمييزهم بين المواطنين و لعقود متتابعة

    • زائر 5 | 12:55 ص

      تحليل منطقي

      تحليل منطقي وواقعي

    • زائر 4 | 12:21 ص

      الإستقطاب الطائفي حاصل لأنه في الغرب يوجد ساسة أذكياء و في الشرق الأوسط أناس أغبياء

      عندما يجلس امثال ساسة الغرب أمثال تشرتشل و كيسنجر و جيفري فيلتمان آناء الليل و يهندسون ويخططون بناءا على دراسة دقيقة لتاريخ و ثقافة هذه المنطقة .. فلا يجدون إلا شعوب غارقة في التخلف و الجهل و التعصب .. فيلعبون على تناقضات هذه المنطقة لأنهم يعلمون أن هذه الشعوب إن لم تلجم فإنها ستدمر الحضارة الغربية. هذه الشعوب لا تثور و إن ثارت فإنها سرعان ما تخلد إلى الكسل و التشتت في أمور هامشية تماما كالطفل الصغير عندما يبكي و يبكي و لكنه سرعان ما ينسى و يتأقلم.

    • زائر 3 | 11:16 م

      رايات باطل ترفع و بعدها رايات حق الوضع سينفجر في المنطقة .... ام محمود

      في رواية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يؤبه لهم قلوبهم كزبر الحديد هم أصحاب الدولة لا يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى، ونسبهم القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء، حتى يختلفوا فيما بينهم، ثم يؤتي الله الحق من يشاء.... الاوصاف المذكورة تنطبق على الدواعش و جماعة القاعدة الذين سيرفعون اعلام سوداء معلمه و مختومه و هي رايات القتل و الدمار و انتهاك الأعراض

    • زائر 2 | 11:02 م

      تحن مع المصالحة لكن بعد

      من يرفض المصالحة احمق والاحمق مته من يتتازل عن حقوقه واول حقوقي محاسبة القتلة والمعدبين والمتسببين في الفصل نن الاعمال ومثيري الفتنة الطائفية وسراق الاراضي والاموال العامة والمجنسين والقائمة تطول والقائمة تطول

اقرأ ايضاً