العدد 2460 - الإثنين 01 يونيو 2009م الموافق 07 جمادى الآخرة 1430هـ

ثلاثون عاما على ثاتشر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل ثلاثين عاما (في الرابع من مايو/ أيار 1979) فازت زعيمة حزب المحافظين آنذاك مارغريت ثاتشر برئاسة الوزراء في بريطانيا... وفي الشهر الماضي انشغل البريطانيون في حوارات مستفيضة حول المرأة التي غيرت حياتهم ومازال اسمها يتردد على رغم تقدمها في العمر وبعد سنوات طويلة من تركها السياسة. وشخصيا أتذكر فوزها، لأنني كنت قد بدأت دراستي في بريطانيا في مارس/ آذار 1979، وأتذكر يوم فوزها، وعاصرت فترة رئاستها للحكومة البريطانية حتى 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 1990 (فازت ثلاث مرات متتالية) قبل أن يطيح بها حزبها خشية على نفسه من الاندثار تحت قدميها.

أطلق عليها اسم «المرأة الحديدية»، لأنها كانت تؤمن بالقوة، واستخدمت القوات الخاصة بشكل لافت لتحرير رهائن السفارة الإيرانية في لندن بعد عام من توليها الحكم، واستخدمتهم بكثافة لاحقا في حرب الفوكلاند، وتحالفت مع الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان في كل سياساته التي وصفها البعض بـ «الاستعمارية الجديدة»، إذ إنها أفسحت المجال للأميركان باستخدام تسهيلات بريطانية في استخدام القوة العسكرية، وأيدتهم في كل شيء... الخ.

وفي داخل بريطانيا، كسرت رأس النقابات التي كانت قبل ذلك تطيح بالحكومات، ولكن بعد أكثر من عام من المواجهة انهزمت النقابات وتقلص دورها بعد ذلك، وكانت أول من طرح برامج الخصخصة للمؤسسات الكبرى التي تسيطر عليها الدولة، وتحولت بريطانيا في عهدها - لأول مرة في التاريخ - من دولة تصدر أكثر مما تستورد، إلى دولة تستورد أكثر مما تصدر، وأعلنت إيمانها بالملكية الفردية، وأن «الفرد المعتمد على نفسه» هو الأساس، وأن مصطلح «المجتمع» لا تجده ولا تعرفه في قاموسها، وتحدت الجيش الجمهوري الايرلندي المؤقت من دون تنازل في شيء، وسحبت الدعم الذي كانت توفره الحكومة لكثير من مشروعات «دولة الرفاهية» وبذلك قللت الضرائب، وقامت بتغيير النظام الاقتصادي نحو «اقتصاد السوق»، وتحدت كل من يعارضها في خارج حزبها أو في داخله، وكان اسمها يكفي لكي يرتعد بعض الوزراء والمسئولين لديها.

يختلف البريطانيون حاليا بين من يراها الشخص الذي أنقذ بريطانيا من الانهيار الاقتصادي المحتم آنذاك، وأنها أعادت لهم بعضا من «المجد الفيكتوري»، وبين من يراها الشخص الذي شجع على الجشع وتكبير الفجوة بين الأغنياء وغير الأغنياء، وخلق ثقافة استهلاكية تغلب المادة على المبادئ والقيم، وغلبت منطق القوة الصلبة الذي لم يحل القضايا المستعصية، مثل قضية شمال ايرلندا.

تلك كانت بعض الأفكار التي عادت إلى الذهن بعد 30 عاما من وصولها إلى الحكم، وبعد أن ذكرني أحد الأصدقاء أنها من أكثر الشخصيات المحبوبة لدى الكويتيين لأنهم يعتقدون بأنها هي التي شجعت الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب على استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت بعد أن احتله صدام حسين في أغسطس / آب 1990.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2460 - الإثنين 01 يونيو 2009م الموافق 07 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً