العدد 4314 - الأحد 29 يونيو 2014م الموافق 01 رمضان 1435هـ

نحن لا نفهمكم!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الصعب علينا أن نفهم تركيبة هذه المنطقة المتخلّفة، التي تتغيّر وتتبدل أوضاعها السياسية الرجراجة كالزئبق.

التحالفات فيها متقلبة. فمن كان حليفاً لك بالأمس أخذ يتنمر عليك ويخرج على طاعتك، ومن كان يعتبرك شيطاناً وتعتبره محوراً للشر، أصبح يلتقي معك في مواجهة كثيرٍ من الأخطار.

هناك 22 دولة عربية، لا تعرف ولا تعترف بالديمقراطية، ومن حاول تجربتها خرج بصيغة مشوّهة تغلب عليها الرائحة القبلية أو العرقية أو الطوائفية أو العسكرية. حتى حلفاؤك القدامى في المنطقة، باتوا غير راضين عنك، من «إسرائيل» إلى تركيا إلى بقية الحلفاء والأصدقاء. وإذا كان سكّان الجزيرة العربية يقولون في أحد أمثالهم: «رضا الناس غايةٌ لا تدرك»، فكيف ترضي هذه الجحافل المتضاربة المتقاتلة من الدول؟

حين انحنينا لعاصفة «الربيع العربي»، وحاولنا تغيير استراتيجيتنا، وارتضينا دعم أكبر تنظيم إسلامي في المنطقة، (الاخوان المسلمين)، كنا نأمل أن يُحكِم التنظيم قبضته على الشرق الأوسط الجديد لمدة ثلاثين عاماً، وبعدها يكون لكل حادث حديث. كنا نراهن على هذا التنظيم ومستعدين للتحالف معه، وقد أبدى مرونة عظيمة جداً، حتى إنه فاجأنا بإرسال محمد مرسي رسالةً سرية إلى الرئيس بيريز يصفه فيه بصديقه العظيم! نحن لم نصدق ذلك لولا أن الاسرائيليين سرّبوا الرسالة للإعلام!

المشكلة أن هذه المنطقة الغبية التي تعيش فيها هذه الحكومات والشعوب المتخلفة، لا تترك لك فرصةً للتنبؤ حتى بما سيحدث في اليوم التالي. وسرعان ما انقلبت الأوضاع على الإخوان في مصر وعاد الجيش مرةً أخرى للقبض على أزِمّة الأمور.

حتى في ليبيا، الذين ساعدناهم وأطحنا لهم بالدكتاتور الأهوج، سرعان ما هجموا على سفارتنا وأحرقوها وقتلوا دبلوماسيينا. كيف يمكن أن تتعامل مع وحوشٍ كهذه؟

ومع ذلك يلومنا أصدقاؤنا في المنطقة، ويريدون منا أن نشنّ حروباً بالنيابة عنهم، وذلك في الوقت الضائع، وكأنهم لا يعلمون أننا في حالة انسحاب من المنطقة. كما أنهم لا يسمعون نصائحنا بما يحقّق مصلحتهم، وكثيراً ما نُفاجأ بحملاتٍ إعلاميةٍ غريبة لا يمكن فهمها، تدل على أنهم لا يفرّقون بين الصديق والعدو، وأحياناً يتهمون سفراءنا بأنهم يعملون للإطاحة بحكوماتهم. كيف نتعامل معهم؟

صحيحٌ أننا نعاني من حالة إرباك، ونعيش في حالة انعدام وزن مؤقتاً، ونحتاج إلى بعض الوقت لنقوم بمحاولة إعادة التموضع، ولكن هذا لا يبرّر أن يحرّكوا صغار صحافييهم الذين لا يفهمون في السياسة الدولية، للهجوم علينا.

ثم إننا لا نفهم كيف يدعمون «داعش»، وهي التي هدّدت بغزو بلدانهم بعدما تستقر دولتها في العراق والشام، ألا يفكّرون باليوم التالي؟ ثم كيف كانوا يعلنون «داعش» تنظيماً إرهابياً في سورية ويهددون من يؤيده بالسجن، بينما يعتبرونه حركة ثورية في العراق؟ وماذا لو تحوّل بضع مئات من مقاتليهم الذين يقطعون الرؤوس جنوباً حيث الحدود الهشة؟ ماذا سيفعلون؟

حتى الأتراك لم نعد نفهمهم. يبدو أننا كنا مخدوعين بهم! كانت سياستهم جيدة عشر سنوات، وكانوا يتصرفون كعقلاء، ماذا دهاهم؟ لقد ساعدوا داعش وأمثالها من حركات إرهابية ضد سورية، وأمدوهم بالمال والسلاح، وقد حذرناهم بأنهم سيرتدون عليهم ولكنهم لم يسمعوا. الآن يكررون نفس الخطأ مع الأكراد، ألا يفكر أردوغان بأن الخطوة التالي بعد إعلانهم انفصالهم عن العراق هو تحرك حزب العمال للالتحاق بكردستان؟

قولوا عنّا ما تريدون، لكننا لا نفهمكم، ولا نستوعب كل هذا الغباء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4314 - الأحد 29 يونيو 2014م الموافق 01 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 10:44 ص

      علي اللة السلام

      بعد التدخل الامريكي السافر في شؤن الدول العربية بامر من الصهيونية العالمية راح ضحيتها العديد من الدول واصبحت لقمة سائغة في فم كل متربص وهدة ليبيا اصبحت تحت سيطرة الاسلام السياسي المتطرف بعد سقوط النظام الوطني بقيادة العقيد معمر القدافي رحمة اللة والعراق علي وشك التقسيم بعد سقوط النظام الوطني بقيادة الشهيد الخالد صدام حسين كل هدة التطورات بامر من الصهيونية العالمية التي تريد القضاء علي القومية العربية وشي اسمة عروبة لان الوحدة العربية الحقيقية خطر عليها

    • زائر 15 | 7:44 ص

      داعش

      داعش سوف تأكل اليد التي دعمتها ومدت لها هكذا عرفناها ، وسياستها تقول من يختلف معي مصيره القتل والتقطيع

    • زائر 13 | 5:11 ص

      كونوا ما شأتم

      الحمدلله خطر روسيا انتهى, كل ما نريده استمرار تدفق الغاز والنفط بأقل الأسعار.
      قاتلوا بعضكم بعض دمروا مدنكم و بلدانكم.
      في النهاية سوف تتنافسون في بيع ما تبقى لكم بأبخس الاسعار و تحتاجون لنا في كل شئ وهذا سينعش اقتصادنا.

    • زائر 12 | 4:51 ص

      الكرسي ياسيد

      الكرسي ثابت والمتحرك هى المصالح والنفاق استلم مرسى راحوا واستقبلوا واستضافوا شيوخ الفتنه ولما انكشفت الامور داروا واستداروا

    • زائر 11 | 4:13 ص

      نعم والله صدقت نعم والله صدقت

      هذا ما يحصل حالياً

    • زائر 10 | 3:27 ص

      دول متمصلحة في بيع السلاح ودول متمصلحة في بيع الارهاب

      هناك شعوب هي اسوأ من البهائم في تفكيرها تستغلها انظمة تريد تسويق السلاح واجندات سياسية كما ان هناك دول تريد الهروب من الاستحقاقات الشعبية بافتعال ازمات وحروب طاحنة تحرق الاخضر واليابس لكنها لا تعطي شيء من الاستحقاق الشعبي لشعبها

    • زائر 7 | 2:05 ص

      كلمة حق

      حق الفتن الطائفيه يسون كل شي وما يبالون غراااأامهم وعشقهم وتسري بدمهم الطائفيه وللحين مايعرفون ويجهلون خطرها

    • زائر 6 | 12:45 ص

      لسان حال أمريكا

      كل الأوضاع لصالح أمريكا .. لكن العتب على الأغبياء العرب الذين يفضلون مكاسب ضيقه وأنيه على حساب جهه متخلفه ليس لديها عقيدة ثابته قد تودي بوجود تلك الحكومات .. الدواعش كلاب مسعوره ..

    • زائر 14 زائر 6 | 5:21 ص

      أعشت سيدنا

      ما تلاحظ سيدنا إننا ندائماً نتهم العرب بالغباء ، في حين إننا أكثر من يتم خداعنا من هؤلاء الأغبياء وبشكل متكرر.

    • زائر 2 | 10:15 م

      ام حسن

      سيد انها لعبه السياسه التى لا يفهمها الا من هو تحت الطاوله وصباحكم خير

    • زائر 1 | 9:43 م

      ولد القلاف

      ها سيد !!!! اكيد صرت امبريالي صفوي شيعي ..... الباقي نستهم. اشوف قمت تتكلم بلسان اميريكا ضد الاعراب اللي ماتنطفي ليهم نار ، حماةالديار ، سراق الاراضي و البحار ... على العموم، جاي الدور على كل من وقف مع هؤلاء القتلة. ونقول لهم هنيئا لكم ماصنعتم

اقرأ ايضاً