قد يشعر المرء بالحيرة الشديدة أمام كميات وأنواع الأطعمة المعروضة على رفوف المتاجر الكبيرة. هذه الوفرة تشجعنا على أن نعتقد أنه من المفروغ منه أننا سنكون دائماً قادرون على شراء الطعام الذي نريده وبأسعار معقولة.
لكن أولئك الذين قد يتساءلون كيف وأين يتم إنتاج كل هذه الأطعمة المختلفة التي يشترونها، غالباً ما سيبدأون في الكشف عن وضع مثير للقلق نوعاً ما.
فسيجدون أن الأفراد الذين يعملون على جميع المستويات في سلسلة النظام الغذائي - محلات السوبرماركت، تصنيع اللحوم، التعبئة، التغليف، حصاد الفاكهة، عمال المزارع، نادلات مطاعم الوجبات السريعة، إلى آخره - هم من بين أسوأ كل العاملين من حيث الأجور المدفوعة لهم.
سيكتشفون أيضاً أن العديد من الأسر من ذوي المهارات التي تعمل في المزارع الصغيرة التي تنتج معظم المواد الغذائية في العالم، تعيش في وضع غير مستقر، ومعرضة لمخاطر متعددة ناجمة عن تقلبات الأسواق والآفات والأمراض والمشاكل المناخية المتطرفة، سواء الصقيع أو العواصف الثلجية والفيضانات والأعاصير أو الجفاف. كذلك فسيكتشفون أن الجوع في معظم البلدان النامية يتركز بشدة في المناطق الريفية، حيث يعيش نحو 70 في المئة من 842 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن في العالم، أولئك الذين يعتمدون إلى حد كبير على الزراعة والصيد والحراجة.
كما سيدركون أن الكثير من الفقر في المناطق الحضرية يأتي من الأهالي الفارّين من الفقر والحرمان في المناطق الريفية، وأن العديد من الصراعات التي تهدد الاستقرار العالمي لها أصولها في مناطق الفقر المدقع.
يبدو من الخطأ المخيف أن يكون الأهالي الذين ينتجون الكثير من طعامنا، هم ذاتهم أولئك الذين يعانون أشد المعاناة من الفقر الشديد ونقص الغذاء.
تكمن أحد أسباب هذا الوضع غير العادل فيما يسميه الاقتصاديون العلاقات غير المتكافئة في السلسلة الغذائية. فعلى سبيل المثال، تدخل محلات السوبرماركت في حومة التنافس على العملاء من خلال خفض أسعارها، والحد مما يدفعونه للمورّدين الذين بدورهم يخفضون أجور عمالهم.
وبدورها، ترغب معظم الحكومات في الحفاظ على أسعار «معقولة» للمواد الغذائية، مدعية أن ذلك يجعل الغذاء متاحاً للأسر الفقيرة، وبالتالي يحول دون الجوع وسوء التغذية.
أندرو ماكميلان
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 4318 - الخميس 03 يوليو 2014م الموافق 05 رمضان 1435هـ