العدد 4319 - الجمعة 04 يوليو 2014م الموافق 06 رمضان 1435هـ

المالكي لم يخرج نهائيا من الحكم بعد

لا يزال رئيس الوزراء نوري المالكي يحظى بتأييد الكثير من العراقيين للبقاء على رأس الحكومة
لا يزال رئيس الوزراء نوري المالكي يحظى بتأييد الكثير من العراقيين للبقاء على رأس الحكومة

رغم الانتقادات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها، وهجوم المسلحين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على مناطق واسعة من العراق، لا يزال رئيس الوزراء نوري المالكي يحظى بتأييد الكثير من العراقيين للبقاء على رأس الحكومة.

ويشكك خبراء ومراقبون بفرص احتفاظ المالكي بمنصبه لولاية ثالثة في الوقت الذي تواجه فيه الأحزاب السياسية تحديات جمة لتشكيل حكومة ما بعد انتخابات نيسان/ابريل، لكن الهجوم الواسع للمسلحين المتطرفين قد يساعده على البقاء لأربع سنوات أخرى على اعتبار انه القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وساعدت الدعوة التي أطلقها المرجع الشيعي السيد علي السيستاني التي طلب فيها من العراقيين الالتحاق بالقوات الأمنية، في وقوف معظم الشيعة خلف المالكي وتعزيز صورته باعتباره قادرا على منع سيطرة الجهاديين السنة.

وجاءت هذه الدعوة رغم أن السيستاني، الذي رفض على مدى السنوات الماضية استقبال سياسيين عراقيين وانتقد حكومة المالكي أكثر من مرة، يؤيد تشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول وطني واسع، وهو ما لا يتمتع به المالكي المتهم بالتفرد بالحكم وبتهميش الأقلية السنية.

وقال عباس صادق (21 عاما) وهو طالب جامعي "اعتقد أن الدعم له تصاعد".

وأضاف أن "الناس تفهم أن المرجعية تدعم الحكومة، لذلك فان الناس تدعمه على هذا الأساس".

ولا تزال الصور واللافتات الخاصة بالدعايات الانتخابية لهذا السياسي الشيعي النافذ الذي تقدم ائتلافه على بقية الكيانات في البرلمان، تنتشر في شوارع بغداد وعند بعض حواجزها الأمنية والعسكرية.

ويتهم خبراء مراقبون وسياسيون عراقيون المالكي بالتدخل بأدق التفاصيل في القضايا العسكرية ووضع الولاء له وللطائفة على رأس الأولويات بعيدا عن الكفاءة.

وقال رجل شرطة في بغداد رفض الكشف عن اسمه ان "داعش سمحت للمالكي بان يحشد الشيعة خلفه، وهو يعرف الآن انه لم يعد بإمكانه الاعتماد على الجيش بعد الان".

ويشن مسلحو تنظيم "داعش" وتنظيمات متطرفة أخرى منذ أكثر من ثلاثة أسابيع هجوما واسعا سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها تكريت (160 كلم شمال بغداد) والموصل (350 كلم شمال بغداد).

واكد تنظيم "داعش" الذي أعلن مؤخرا "قيام الخلافة الإسلامية" ومبايعة زعيمه ابو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.

وبينما جاءت دعوة السيستاني لحمل السلاح ومقاتلة "داعش" في ضوء هذا الهجوم الذي يهدد وحدة العراق، وليس لدعم حكومة المالكي، فانه حذر بشكل واضح على ان التطوع يجب ان يكون تحت اشراف القوات الامنية، التي انضم اليها الاف العراقيين باعتبارها واجبا شرعيا، فيما انخرط اخرون على اساس الحماسة الطائفية.

وقال سباح الكعبي (34 عاما) وهو خياط كان في محل حلاقة في العاصمة "من أنقذ المالكي هو السيستاني، لولا تلك الفتوى لكان المالكي قد فر إلى خارج بغداد".

ويبدو انه ليس هناك من إجماع على ترشيح شخصية بديلة للمالكي، ولا يوجد ضمان يؤكد ان سلفه لن يواجه نفس الضغوطات التي ساهمت في الجمود السياسي الحالي.

ورفض المالكي البالغ 64 من العمر التنازل عن الترشح لمنصب رئيس الحكومة لولاية ثالثة على التوالي، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية المتصاعدة التي يتعرض لها، متذرعا بان ائتلاف "دولة القانون" الذي يتزعمه حصل على اعلي عدد من المقاعد في البرلمان، بينما حصل هو شخصيا على اعلي عدد من الأصوات.

وحاول المالكي العام الماضي التواصل مع العرب السنة وكان ذلك من خلال تعديل في قانون اجتثاث البعث، لكن التعديل الذي يسمح لهؤلاء البعثيين العودة الى الحياة العامة واجه معارضة من النواب الشيعة.

ويتهمه خصومه من السنة والأكراد بالتهميش والإقصاء واحتكار السلطة.

بدورهم، يصر أنصار المالكي بان السنة لهم دورهم في الحكومة، ويتهمون الأكراد باستغلال المؤسسات الوطنية من اجل إعلان استقلالهم.

وقال عمار العبادي وهو طالب يبلغ من العمر 24 عاما، في إشارة إلى الخلافات بين الساسة من الشيعة والسنة والأكراد "انأ ادعمه، جميعهم عملوا ضده ولم يسمحوا له بالعمل".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً