العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ

قضية فلسطين «المركزية» أصبحت وكأنها إحدى القضايا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الغارات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة منذ عدة أيام تُذكرنا جميعاً بأن الصراع في المنطقة أكثر تعقيداً، وأن المخاضات على مستوى الفكر والواقع مازالت بعيدة جداً عن الحسم... ففي حين حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من هجوم برّي تعتزم إسرائيل شنّه ضد قطاع غزة، دعا خطيب الجامع الأزهر الشيخ محمد مدكور «العرب والمسلمين إلى التكاتف من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وتقديم العون له لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على أبناء الشعب الفلسطيني»، مؤكداً «أن قضية فلسطين هي قضية الإسلام والمسلمين جميعاً».

غير أن العدوان الإسرائيلي يحدث في فترة تشهد فيها عدة بلدان في المنطقة حرباً طائفية، يتم تصويرها على أنها بين السنة والشيعة، حتى أن إحدى تغريدات مواقع التواصل الاجتماعي كانت تعليقاً ساخراً على صورة أحد دعاة الاقتتال الطائفي، وكأنّ لسان حاله يقول: «يا إخوان بلا إحراج، غزة لهم الدعاء»، ومثل هذا التعليق يقصد منه المفارقة بين دعوات متناقضة لتغذية الصراع الطائفي (باسم الدين) بالمال والرجال والفتاوى، بينما الصمت عمّا يجري في غزة.

بعيداً عن الجانب الساخر، فإن منطقتنا تتصارعها الأفكار والهويات، إذ أن لدينا صراعاً بين إسرائيل والعرب والمسلمين، بين السنة والشيعة، بين الإسلاميين والعلمانيين، بين الإصلاحيين والمحافظين، بين العسكر والمدنيين، بين القبلية والحضرية، بين المدينة والريف، بين الأكراد والعرب، بين الفرس والعرب والأتراك، بين الأقلية والأكثرية، بين الارتباط بالعولمة أو غلق الفضاءات، بين احتضان دورة كرة القدم في 2022 وتحريمها، بين عمران «دبي» وخرائب «داعش»، بين النظر إلى المستقبل أو الانتقام للماضي.

لعلّ المنطقة التي يُطلق عليها مسمى «الشرق الأوسط» حُرمت من تقرير مصيرها بنفسها منذ تشكيلها على نمط الدول القومية بعد الحرب العالمية الأولى، وحتى أن اسمها أُطلق عليها ولم تُسَمِّ نفسها، ولعلّ فشل النخب في تحقيق أية تنمية أو حرية أدى إلى انعدام الأمل بالمستقبل.

إن فقدان الأمل لدى قطاعات واسعة من شعوب المنطقة حوّل شبابهم إلى وقود جاهز تشتعل به محاور متناقضة وضمن أحداث متلاطمة. وفي هذا الوقت الصعب فإن قضية فلسطين، التي كان من المفترض أنها «مركزية»، أصبحت وكأنها مجرد مأساة دموية تضاف إلى المآسي الدموية الأخرى.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 5:29 ص

      قبل ان تسأل: أين الفلسطين بالضفّة الغربية وأين مجاهديك وحكامك؟

      ببغاء تكررون ما لا تفقهون: اين فلسطيني الضفّة؟ وأين مجاهديكم الذين يريدون نشر الديمقراطية بسوريا وغيرها وهم اعجز من ان يسترجعوا قطعة ارض من فلسطين واين حكامك العرب وجامعتهم؟ اعتقد هذه الاسئلة ما مرّت على بالك.
      بس خلني اقول لك شيء ترى الصواريخ والعتاد الحربي الذي تقاتل به حماس هو من ايران وسوريا وبتهريب بالتعاون مع حزب الله هذا ما استطاعوا فعله فعلوه ولكن اينك واين جماعتك يا فطحل

    • زائر 12 | 2:05 م

      اين حزب اللات من غزه

      الفلسطينيين ينون بناء اضرحه ومراقد مقدسه في غزه حتى يتوفر سبب لمشاركة حزب الله وإيران بحرب ضد إسرائيل.

    • زائر 11 | 9:01 ص

      فلسطين تجمعنا!

      فلسطين أكبر من أن يزايد عليها أحد! لا يمكن أن تختزل فلسطين قي مجموعة أو عرب أو عجم! إنها رمز لقضية عادلة تأبى أن تخضع إلى طائفة أو يحتكرها فصيل مسلح! وغزة هاشم ملحمة مستمرة لكشف زيف المتآمرين وإبراز جهد المخلصين! لغزة رمز العزة كل التحايا والدعوات لها بالنصر ولكافة بقاع فلسطين - القدس والخليل والضفة وعرب 48 لصمودهم البطولي رغم الحصار والصيام ! إنهم يستحقون منا كل الدعم وليس نقل تداعابات تخلفنا في مواجهة عدونا الحقيقي! عاشت فلسطين حرة ومالنصر الإ من عند الله! مسلم وكفى!

    • زائر 8 | 7:15 ص

      الحل

      امة عربية واحدة دات رسالة خالدة
      وحدة حرية اشتراكية البعث طريقنا الانسانية رسالتنا

    • زائر 6 | 6:27 ص

      !!!!

      هكذا تريدها اسرائيل ان تصبح مهمشه والعرب انصاعت لها

    • زائر 5 | 5:42 ص

      قبل بروز الخميني

      قبل بروز الخميني على الساحة لم نعرف هذا التشرذم ايران هي سبب اغلب مشاكلنا لو لا وجودها لكان كل التركيز على اسرائيل وحدها

    • زائر 9 زائر 5 | 8:04 ص

      بالله عليك

      اترك قصة إيران ...صارت مملة وانا اللي اكلمك الان سني ...نحن وصلنا حالة تشرذم وتفتت .. يا اخي نرجع لقرآنا واحاديثنا للوحدة ونبذ التفرقة والبغض ... عشان اولادنا يعيشوا في مستقبل عزة وكرامة ... الله المستعان

    • زائر 4 | 5:35 ص

      أصبحت كراسي الحكم هي القضية الرئيسية

      نعم اصبحت كراسي الحكم في الوطن العربي هي القضية الرئيسية والمركزية واصبح منطق الحكام العرب بلاش فلسطين وبلاش دوشة دعوا الخلق للخالق ودعوا اسرائيل تحرق الشعب الفلسطيني بأكملها فلا غيرة ولا انفة ولا حميّة
      حتى وان كانت فلسطين سنيّة ، ويش لهم بعوار الراس

    • زائر 3 | 5:33 ص

      هكذا ارادها الزعماء العرب بلاش عوار راس في قضية كل يوم طالعين فيها

      خططت اسرائيل ونجحت عن طريق جعل الزعماء العرب همّهم كراسيهم واحتكارها وعدم الاقتراب منها من قبل شعوبهم

    • زائر 2 | 4:22 ص

      شوف وين الفلسطينين يقاتلون؟ لتعرف لماذا قضية فلسطين «المركزية» أصبحت وكأنها إحدى القضايا؟

      قُتل مايسمى بـ "والي داعش" في مناطق شرق الموصل المدعو فرج الايوبي في عملية امنية صباح أمس الجمعة قرب جامع النبي يونس وسط المدينة..
      فرج الايوبي كان من اشرس قيادات عصابات داعش الارهابية وهو المسؤول عن تدريب الدواعش الاجانب في المساجد والمقرات الدينية في مدينة الموصل..
      فرج الايوبي فلسطيني الجنسية يبلغ من العمر 27 عاماً ومتزوج من أمراة سورية وشارك في المواجهات المسلحة في سوريا ولديه ارتباطات مباشرة مع مايسمى ابو بكر البغدادي المسؤول عن عصابات داعش الارهابية..

    • زائر 1 | 10:23 م

      الشرق الاوسط الجريح بالفعل مآسي دموية بشعة حدثت سريعا .. ام محمود

      عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله و سلم تسليما تخرج من خراسان رايات سود, لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء وعن محمد بن الحنفية قال تخرج راية سوداء لبني العباس ثم تخرج من خراسان أخرى سوادء قلانسهم سود وثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من تميم يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل ببيت المقدس يوطأ للمهدي سلطانه ويمد إليه ثلثمائة من الشام يكون بين خروجه وبين ان يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهرا..
      اسرائيل و حلفاؤها طغوا في البلاد و لابد من محاربتهم

اقرأ ايضاً