العدد 4328 - الأحد 13 يوليو 2014م الموافق 15 رمضان 1435هـ

وزير العدل... لماذا تراجعت عن كلامك؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

صدر قرار وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف في (3 سبتمبر/ أيلول 2013)، بشأن ضوابط اتصال الجمعيات السياسية بالبعثات الدبلوماسية أو المؤسسات الحكومية الأجنبية أو ممثلي الحكومات الأجنبية وغيرها، ومَيَّع القرار، وزير العدل نفسه في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء (11 سبتمبر 2013)، أي بعد ثمانية أيام فقط من صدوره، بحيث أصبح وجوده كعدمه.

على إثر ذلك القرار وفي التاسع والعاشر من الشهر الجاري، أستدعي كل من الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان ومساعده خليل المرزوق للتحقيق على مدى يومين في «التحقيقات الجنائية» وفي النيابة العامة بتهمة «الاتصال بممثل دولة أجنبية دون اتخاذ الإجراءات المقرّرة قانوناً في هذا الشأن والتي تستوجب إخطار وزير العدل مسبقاً والتنسيق مع وزارة الخارجية».

الحكومة رأت أن ذلك الاتصال سبب كاف للقيام بـ«طرد» مساعد وزير الخارجية الأميركية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل توماس مالينوفسكي، من البحرين، في سابقةٍ هي الأولى من نوعها، رغم علمنا بأنه ليس السبب الحقيقي.

بالعودة إلى القرار لب المشكلة ظاهرياً، على أقل تقدير، فإن التهمة الموجهة إلى قياديي «الوفاق» هو عدم إخطار وزارة العدل باللقاء، ومن المفترض أن من رفع الدعوى ضدهما هي وزارة العدل أو الوزير أو النيابة العامة في إطار ما يعرف بـ«الحق العام».

«الفضيحة الكبرى»، هي تصريحات وزير العدل في مؤتمر صحافي في 11 سبتمبر 2013 بخصوص القرار، عندما أجاب على سؤال طرحه هو بنفسه على نفسه وهو: هل يجب أن يكون الاتصال بإذن؟ أي أنه لا يكون هناك اتصال إلا بإذن مسبق؟

وجواب الوزير على السؤال: «لا، (...) لا يوجد شيء اسمه إذن، ما لم يكن هناك قرار بحظر منظمة معينة أو حظر حزب معين، إذ ذلك موضوع آخر، ولكن الموضوع في أصله مباح، ويمكن لهم أن يتصلوا بأي تنظيم، ومع أي من السفراء أو الحكومات الأجنبية مادام هذا الاتصال في حدود القانون»، وهذا الحديث نشرناه من قبل في مقال سابق (14 سبتمبر 2014)، ولم نحظى برد من الوزير عليه أيضاً.

تناقض كبير جداً، بين الوزير الذي أصدر القرار، وأكد أنه لا يستوجب أن يكون هناك إذن مسبق للاتصال بالسفراء أو الحكومات الأجنبية، وبين الدعوى المرفوعة على جمعية «الوفاق» بالاتصال بممثل دولة أجنبية دون إخطار وزير العدل مسبقاً.

وزير العدل في جوابه على سؤاله هو في سبتمبر 2013، كان واضحاً أن بإمكان الجمعيات السياسية عدم إخطار وزارة العدل، وعدم التنسيق مع الخارجية، وكذلك الاتصال بالجهات الدبلوماسية؛ لأنه، وبحسب الوزير، «الأصل مباح». ويومها شرح وزير العدل وفصّل معنى «الإخطار»، وكذلك «التنسيق»، وفق مفهوم قراره الذي أصدره، إلا أنه خلص في نهاية جوابه على سؤاله الثاني، إلى أن معنى الإخطار «متى ما تم هذا الإخطار قبل ثلاثة أيام عمل يتم هذا التنسيق، وما لم يتم هذا التنسيق فليس هناك عائق على الجمعيات، فيكون هناك قصور في الجهة التنفيذية، ولا يعني أنني وضعت إذناً متخفيّاً».

الغريب أن وزير العدل أكّد أنه «ليس لوزارة العدل أن ترفض إخطاراً تتقدم به إحدى الجمعيات بشأن اتصال لها بسفارة أو دولة أو جهة خارجية». فإذا كان كذلك، إذاً لماذا الإخطار من الأساس، مادام لن يكون لكم فيه موقف أو قرار؟

وإذا كان الموضوع كما يقول الوزير لـ «تكريس الشفافية وعلنية العمل السياسي»، فيمكن أن يكون ذلك أيضاً بعد الاتصال وليس قبله، وهو من باب العلم بالشيء لا أكثر.

ما لم يستطع الوزير قوله في المؤتمر الصحافي، هو إن الجمعيات السياسية مخيّرة لا مجبرة، وإنه يفضّل الإخطار والتنسيق، وإذا لم يحدث ذلك فلن يكون هناك عائق.

بعد كلام وزير العدل الذي مَيَّع قراره من قبل، هل يحق لأحد الآن أن يحرك شكاوى قضائية ضد جمعيات سياسية التقت ببعثات دبلوماسية دون علمه؟ ومنذ صدور القرار في 3 سبتمبر 2013، وحتى قبل القضية الحالية، كم لقاء عقد بين الجمعيات السياسية سواء الموالية أو المعارضة، مع بعثات دبلوماسية أجنبية؟ ولماذا لم تحرّك عصا القضاء ضدهم منذ أكثر من تسعة أشهر مدة الإعلان عن القرار، ولم يكن حديث إلا الآن وضد «الوفاق» فقط؟

المجالس الرمضانية كانت تثير ضجةً من قبل في ظل تعود السفراء الأجانب على زيارتها «جرياً على العادة»، حتى خرج وزير العدل الذي كان واضحاً في هذا الجانب بالتحديد (11 سبتمبر 2013)، وأكد أن المجالس الرمضانية تحقق شرط «الشفافية والعلنية»، وأنها مفتوحة للجميع، وما يدور خلالها علني ولا يشملها القرار. فلماذا أثيرت الضجة إذاً على مساعد وزير الخارجية الأميركي مالينوفسكي لمجلس «الوفاق» الرمضاني قبل أيام؟ واعتبرها وزير الخارجية البحريني «استفزازاً»؟

نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشئون شبه الجزيرة العربية باربارا ليف، زارت البحرين بعد صدور القرار مباشرة (سبتمبر 2013)، والتقت وتواصلت واتصلت مع جمعيات سياسية دون أن يكون هناك إخطار أو تنسيق أو «مَحرَم سياسي»، ولم تتخذ السلطة أي إجراء، بل عقد وزير العدل مؤتمراً صحافياً شرح وبرَّر و»ميَّع» قرارها في سبتمبر 2013، فلماذا تراجع عن كل ما قاله في ذلك الوقت الآن؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4328 - الأحد 13 يوليو 2014م الموافق 15 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 43 | 1:05 م

      -

      بالتوفيق لوزير العدل

    • زائر 42 | 1:04 م

      متى التحقيق مع تجمع الفاتح

      متى التحقيق مع قيادات الفاتح على لقاءتهم

    • زائر 46 زائر 42 | 3:41 ص

      قاهرينك الفاتح ها؟

      لما تهدأ البلاد من كل التفجيرات والمولوتوف والعبوات الناسفة والتجمهر والتهريج والتهريب والترعيب والتخطيط ضد البلاد و... و... وبعدين تعال، شباب الفاتح صار منهم شي يعرض حياة المواطنين للخطر علشان يحققون معاهم؟ شكلك فاهم السياسة غلط، افتح مخك شوي... بس شوي.

    • زائر 41 | 1:03 م

      مقال رائع

      يستحق القراءة والتأمل لفهم الحقيقة

    • زائر 40 | 1:02 م

      هذا واقعنا عزيز

      هذه جزيرة العجائب

    • زائر 39 | 9:58 ص

      الأمر كله متعلق ب..

      الأمر كله متعلق بالشخص أو الجهة التي يتم الإجتماع معها ورأيها ومواقفها من التجاوزات التي تمارس ضد شعبنا , إذا سيبيع ضميره فهو مرحب به وإذا كان منصفا يقول الحق فغير مرحب به وعليه مغادرة البلاد فورا ......

    • زائر 35 | 8:34 ص

      يابن الفردان

      نبيه كأنك تقزل للجكومة بلسانك وبفعلك أدينك هذه حكومة تنسى كثيرا الظاهر اصيبت بامراض الشيخوخة الزهايمر

    • زائر 34 | 8:21 ص

      لا تتعب نفسك

      لا تعور قلبك انت في البحرين

    • زائر 33 | 8:21 ص

      أخطار أو تنسيق

      كلمات يمكن التلاعب بها وفق للأهواء، منذ تسعة أشهر لم يحاسبوا أحد على الاتصال مع السفارات، بس الحين، متى ما يبون يطبقون القانون يطبقونه ومتى ما بغوا يجمدونه يجمدونه

    • زائر 32 | 8:19 ص

      ماذا ستفعلون

      السفير الفرنسي أمس في المجلس الرمضاني للوفاق أيضاً

    • زائر 31 | 8:09 ص

      هههه كل واحد طالع فيها مسؤؤؤؤل

      والقرار الاخير هو شخص غير مرغوب فيه ويلمع صورتة بالمجالس الرمضانية ويحثهم ع دخول الانتخابات
      لاوزير عدل ولا اي وزير بالحرين يقدر يرفع صوتة وهذا ما يتلخيط به الوزراء بتصريحاتهم ويوم ثاني ينفي ماقالة ومن الوزير الي يصرح وينفي الاكثر هو وزير الخارجية

    • زائر 30 | 7:52 ص

      حبيبى استاد هانى

      هم يوضعون القوانين ولاكن لايطبقونها الدستور يصر على المسيرات السلميه وادا الشعب خرج مسيرات سلميه اتهم باللتجمهر وسجن 5سنوات المشتكى لله من امة ابتليت بالجهل القبلى

    • زائر 29 | 7:39 ص

      أحلى شيء

      أحلى ما في الموضوع تصريح وزير العدل عن المجالس الرمصانية

    • زائر 28 | 7:38 ص

      ديرتنا دائماً غير

      هذا واقع ديرتنا اليوم وبكره غير تصريحات تنسف في لحظتها محد يحاسب أحد

    • زائر 26 | 5:55 ص

      المتمردة نعم

      شعب ظالم يستحق حكومة ظالمة

    • زائر 24 | 4:26 ص

      لا يمكنهم الهروب

      من الصعب عليهم الهروب منك، تسلم يا ولد الفردان

    • زائر 23 | 4:25 ص

      السياسة البحرينية

      عزيزي السياسة البحرينية مثل جوها تتغير في اليوم أربع مرات، يعني مو مشكلة إذا وزراءها يتقلبون بعد في اليوم 10 مرات شنو صار

    • زائر 22 | 4:24 ص

      صلوا على النبي

      هذا إلا وزير العدل... يوم يطلع وسنه مختفي

    • زائر 21 | 4:24 ص

      لكثرة التخبط يكثر التناقض مع القوانين ولا عارفين شنو يسوون

      يسنون القانون اليوم وبكرة يغيرونه ويميعونه وبعد يومين يخالفونه وبعد كم يوم اذا تورطوا قالوا القوانين لا تطبق عليهم وما عارفين الحين البلد فيه قانون لو ما فيه وشنو هذا القانون اللي يطبق على ناس وناس ويش السالفة؟ ترى العالم قاعد يحسب عليكم عثراتكم

    • زائر 19 | 4:02 ص

      حتى قوانينهم التي وضعوها مو قادرين يلتزمون بها!

      من قال لك البلد تمشي حسب قوانين معقولة او منطقيّة ما هو اليوم قانون غدا سيخرقونه بحجة او بأخرى وتحت ذريعة او حتى بلا ذريعة

    • زائر 27 زائر 19 | 7:34 ص

      لو كان في البلد قانون

      لو كان في البلد قانون لما تجرا ولد فليفل على شتم مرجعياتنا ووصفها بالجرذان وانه سيصطادها ممثلا لداعش في البحرين والبحرين موقعة على اتفاقية دحر الارهاب والجماعات الارهابية وهاي فليفل وغيره عيني عينك يخيط ويبيط لو بس نبيل رجب وما قال شي بس قال عواجيز المحرق سجن سنتين اما مذهبنا فيشتم علنا وجميع من لهم صلة بذلك يسمعون ويرون ولكن اذن من طين واذن من عجين فكما قلنا سابقا حكومة عوراء

    • زائر 18 | 3:53 ص

      وانت حاط نفسك ووزير العدل

      كل وزير العدل ليش؟

    • زائر 17 | 3:50 ص

      يسلم قلمك

      مقال يستحق القراءة

    • زائر 16 | 3:49 ص

      ما لاحظتون

      وزير العدل ووزارة العدل ما نطقوا بكلمة واحدة في هذه القضية.... اليس الامر غريب

    • زائر 15 | 3:47 ص

      رائع

      رائع بس لا يسمعون ولا يفهمون

    • زائر 14 | 3:46 ص

      امس بعد

      امس السفير الفرنسي زار مجلس الوفاق متى بيطردونه

    • زائر 10 | 2:44 ص

      ناس تاكل التمر وناس تعدة

      يا ولد الفردان انت لو تروح وتسال الوزير وتقول له وين الاسلحة اللي ضبطوها عند الكادر الطبي بيقول لك انا ما قلت ولو تراويه المؤتمر الصحفي بيقول فبركة ,,, مشكلة الوزير انة ناسي ان معالية ياكل التمر وناس تعد تحسب الطعام

    • زائر 9 | 2:19 ص

      لا تصدق التفاهات

      مسالة الطرد منسقة بين الحكومتين لو غير ذلك لضرب العبد بالعصى الامريكية الغليضة

    • زائر 8 | 1:41 ص

      أم عمر

      الرد على تساؤلاتك في مقالك .. المبررات التي يعرضها المقال في صورة اتهامات لا تعرض رأياً موضوعياً بل هي مجرد تلاعب بالألفاظ ليس إلا

    • زائر 44 زائر 8 | 3:04 م

      ويش تقولين

      ما فهمت شي من هالهرار

    • زائر 45 زائر 8 | 3:38 ص

      للزائر 44

      إفتح مخك شوي... بس شوي.

    • زائر 6 | 12:42 ص

      الضربه اساسها لتقويض مايسمى بالحوارِ

      قالها مساعد وزير الخارجية الأمريكي الضربة ليست موجة لشخصه لا بل لتقويض الحوار ادا كان هناك حوار اساسا

    • زائر 4 | 11:00 م

      ما اقدر افوت مقالاتك جداً رائع قلمك ومتميز

      قاعد لهم عظم ولد الفردان بارك الله فيك دائماً حاشرهم بزاوية ومحد منهم يتجرأ على الرد لان كل قراراتهم تخبط وإقصاء لفئة مغضوب عليها من قبل الحاقدين .. ولد المالكية

    • زائر 3 | 10:56 م

      تخبط

      كل القرارت تحكمها المزاجية و في بعض الاحيان التخبط. وفي النهاية يحكمها مبدأ العبد و السيد

    • زائر 2 | 10:40 م

      امه امعه

      الرجل لا يفقه من الامور شىء
      للاسف بلادى تضع الرجل الغير مناسب في المكان المناسب

اقرأ ايضاً