انسحب عدد كبير من مقاتلي الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة السورية وبينها جبهة النصرة من مدينة دير الزور في شرق سوريا، بينما عمد مقاتلون آخرون من هذه الكتائب الى مبايعة "داعش"، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وبذلك، باتت الاحياء التي كانت تتواجد فيها هذه الكتائب تحت سيطرة "داعش"، باستثناء بعض الجيوب، بينما الاحياء الاخرى تحت سيطرة القوات النظامية السورية. وباتت "داعش" تسيطر على اكثر من 95 في المئة من مجمل محافظة دير الزور.
وجاء ذلك بعد مقتل "امير جبهة النصرة في مدينة دير الزور" صفوان الحنت المعروف بابي حازم على ايدي عناصر من "الدولة الاسلامية".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "اصبحت نسبة 95 الى 98 في المئة من محافظة دير الزور تحت سيطرة "داعش" التي تسيطر ايضا على مساحات شاسعة من العراق المحاذي لشرق سوريا.
واضاف "لا يزال النصف الآخر من مدينة دير الزور والمطار العسكري الواقع عند احد اطرافها وبعض القرى في المحافظة خارج سيطرة الدولة".
وتسيطر القوات النظامية على نصف دير الزور ومطارها العسكري، بينما لا يزال هناك تواجد لبعض الكتائب المقاتلة في بعض قرى المحافظة.
وقال المرصد ان "مقاتلي داعش اطلقوا الرصاص على أمير جبهة النصرة في دير الزور الذي يشغل منصب قاضي الهيئة الشرعية في المدينة اثناء مروره على جسر السياسية (احد مداخل دير الزور) ما ادى الى مصرعه".
على الاثر، اقدمت ألوية مقاتلة على رفع رايات "داعش" داخل المدينة، كما رفعت الرايات على عدد من مقار "جبهة النصرة" و"حركة احرار الشام"، بينما انسحب المقاتلون الذين رفضوا المبايعة.
ووقعت اشتباكات ألوية مناصرة لداعش ومقاتلي جبهة النصرة وحركة احرار الشام في محيط بعض المقار ثم توقفت.
واكد ناشط في مدينة دير الزور عاصي الحسين لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان "نصف المدينة تقريبا اصبحت تحت سيطرة داعش"، مشيرا الى استمرار تواجد الجيش الحر في بعض القطاعات، ومرجحا ان يقدم عناصره على مبايعة "الدولة" ايضا.
ورأى ان "الامور لا يمكن ان تكون غير ذلك لأن القوة لداعش ولن يتمكن احد من مقاومتها".
وقال ان مقاتلي "داعش" عمدوا بعد المبايعة الى "اطلاق الرصاص في الهواء احتفالا".
واوضح المتحدث باسم "هيئة اركان القوى الثورية-الجبهة الشرقية" عمر ابو ليلى لفرانس برس عبر الانترنت ان سبب انسحاب الكتائب المقاتلة الرئيسي "عدم حصول الجيش الحر منذ اربعة اشهر على اي تمويل رسمي لا من المعارضة ولا من المجتمع الدولي".
وقال ان "طاقة الجيش الحر على القتال باتت محدودة، لا سيما في مواجهة تنظيم داعش الذي لا يعاني اي نقص في السلاح او الذخيرة او بالمقاتلين".
وتابع "هناك عدم تكافؤ في القوى"، مشيرا الى "حصول الدولة الاسلامية على معدات واسلحة مرعبة وكثيرة ومن كل الانواع من العراق بعد احداث الموصل وهذا كان كافيا لقلب المعادلة".
واعلنت "داعش" في نهاية حزيران/يونيو اقامة "الخلافة الاسلامية" بعد التقدم الذي احرزته على الارض في شمال العراق وغربه وفي جزء كبير من شمال سوريا وشرقها.