العدد 4330 - الثلثاء 15 يوليو 2014م الموافق 17 رمضان 1435هـ

«التانغو الأرجنتيني» خسر لقب كأس العالم ولكنه استعاد الكبرياء واستعد للمستقبل

على رغم هزيمته في المباراة النهائية للبطولة، لم تستطع خيبة الأمل التي شعر بها المنتخب الأرجنتيني وأنصاره التغطية على الإنجاز الذي حققه الفريق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل إذ حقق الفريق في هذه البطولة أكثر مما كان متوقعا.

وفشل المنتخب الأرجنتيني (راقصو التانغو) في الفوز بلقبه العالمي الثالث ولكن الهدف الذي سجله الألماني ماريو غوتزه في مرمى المنتخب الأرجنتيني بالوقت الإضافي لم يكن كافيا ليخفي حقيقة مهمة وهي أن المونديال البرازيلي شهد تأهل التانغو الأرجنتيني إلى المربع الذهبي للمرة الأولى في بطولات كأس العالم منذ 24 عاما.

وكان المنتخب الأرجنتيني في طريقه إلى تسديد ركلات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة على استاد «ماراكانا» الأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، ولكن غوتزه سجل هدف الفوز 1/صفر لألمانيا في الدقيقة 113 وقبل سبع دقائق فقط على انتهاء الوقت الإضافي للمباراة.

وعلى رغم خيبة الأمل الكبيرة التي وضحت على راقصي التانغو وأنصارهم، أعاد المونديال البرازيلي جزءا كبيرا من كبرياء الكرة الأرجنتينية.

وبدأ المنتخب الأرجنتيني المونديال كفريق يعتمد على لاعب واحد هو المهاجم الشهير ليونيل ميسي ولكنه أنهى مسيرته في البطولة كفريق متماسك صلد وكان الأمل هو أن ينجح ميسي أو زميلاه المهاجمان غونزالو هيغوين وسيرخيو أغويرو في هز الشباك لاستكمال العمل الرائع لخط الدفاع المتميز بالفريق.

وأحرز منتخب الأرجنتين ثاني لقبيه في بطولات كأس العالم خلال مونديال 1986 بالفوز 3/2 على نظيره الألماني في المباراة النهائية ولكن آخر مشاركة للتانغو في نهائي المونديال كانت في النسخة التالية العام 1990 بإيطاليا وانتهت بفوز المنتخب الألماني على نظيره الأرجنتيني 1/صفر.

وفي النسختين الماضيتين عامي 2006 بألمانيا و2010 بجنوب إفريقيا، خسر المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره الألماني في دور الثمانية للبطولة.

وخسر التانغو مجددا أمام «المانشافت» في نهائي المونديال البرازيلي الأحد بعدما أهدر ميسي وزملاؤه العديد من الفرص الجيدة التي سنحت للفريق الأرجنتيني.

ولكن التقييم الإجمالي للمشاركة الأرجنتينية في المونديال البرازيلي تبدو إيجابية بشكل كبير.

وقال حارس مرمى الفريق سيرخيو روميرو (27 عاما) الذي يستطيع مثل زميله ليونيل ميسي (27 عاما) المشاركة في بطولة كأس العالم القادمة العام 2018 في روسيا: «كان هدفنا إعادة بلدنا إلى الصفحات الأولى لكرة القدم العالمية. أعتقد أننا حققنا هذا، ويمكننا الاستمرار في تحقيق هدفنا».

وتعرض روميرو لانتقادات عنيفة بعدما ظل على مقاعد البدلاء في فريقه موناكو الفرنسي على مدار الموسم الماضي ولكنه رد الجميل إلى مدربه أليخاندرو سابيلا على الثقة به إذ قدم روميرو عروضا رائعة في المونديال البرازيلي.

وعانى الدفاع الأرجنتيني من اهتزاز المستوى وعدم الاستقرار على مدار سنوات قبل مشاركة الفريق في المونديال البرازيلي، واستمر هذا أيضا خلال مباريات الفريق بمجموعته في الدور الأول للمونديال ولكن سابيلا وجد الحل أخيرا من خلال الدفع بالثنائي إيزكويل جاراي ومارتين ديميكيليس في مركزي قلب الدفاع علما بأن ديميكيليس كان مستبعدا من صفوف الفريق لسنوات وحتى قبل بدء المونديال البرازيلي بفترة قصيرة للغاية.

وتخلى سابيلا عن تمسكه باللاعب فيرناندو غاغو في وسط الملعب وأشرك مكانه لوكاس بيجليا إلى جوار خافيير ماسكيرانو.

كما أدى إنزو بيريز بشكل جيد منذ أن بدأ مشاركاته مع الفريق في دور الثمانية بعد إصابة آنخل دي ماريا. وبهذا أثبت سابيلا ودفاع الفريق أنهما على قدر المستوى والتحدي. ولكن رباعي الهجوم القوي ميسي ودي ماريا وأغويرو وهيغوين لم يكونوا بنفس المستوى المتوقع منهم باستثناء دي ماريا الذي غاب عن صفوف الفريق في قبل النهائي والنهائي.

وكان تراجع أداء ميسي وأغويرو وهيغوين عن المتوقع منهم سببا في فشل التانجو في الفوز بلقبه العالمي الثالث.

وعلى رغم هذا، أصبح المونديال البرازيلي بمثابة قاعدة صلبة يستطيع التانغو الأرجنتيني البناء فوقها إذ اكتسب الفريق ثقة كبيرة من مشاركته في هذه البطولة واجتاز العديد من العقبات كما تطور مستوى الفريق على المستوى الجماعي كما عاد الفريق إلى ارتباطه الوثيق بالجماهير التي حرصت على تشجيع الفريق بحرارة في المدرجات أو خارج الملاعب.

ولكن المشكلة التي تلوح في الأفق أن مستقبل سابيلا مع الفريق يبدو مهددا إذ قال وكيل المدرب أن سابيلا سيترك تدريب الفريق بعد المونديال لأنها «نهاية دورة» ولكن سابيلا لم يؤكد هذا بعد انتهاء المباراة النهائية للمونديال. وقال سابيلا «الآن، سأحصل على الراحة. لن أقول أي شيء لأنه ليس لدي ما أقوله».

وبزغ اسم خيراردو مارتينو المدير الفني السابق لبرشلونة الأسباني كمرشح بارز لخلافة سابيلا في تدريب التانغو ولكن العمل تحت قيادة مدرب جديد قد يدفع الفريق اضطراريا إلى بعض التغييرات والتعديلات.

واعترف أغويرو: «إذا رحل سابيلا عن تدريب الفريق، ستكون صدمة مزدوجة».

وبعد شهور من الأداء المتواضع في صفوف برشلونة، ودع ميسي المونديال البرازيلي أيضا دون الفوز باللقب الكبير الوحيد الغائب عن مسيرته الكروية الرائعة والحافلة بالإنجازات وهو ما أكده اللاعب نفسه على رغم فوزه بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في المونديال البرازيلي.

واعترف ميسي: «حتى الآن، لا أبالي كثيرا بالجائزة. أردت فقط رفع كأس البطولة». وقد يحصل ميسي على فرصة أخرى بعد أربع سنوات من خلال المونديال القادم العام 2018 في روسيا.

ولكنه حتى الآن، ما زال متأخرا بخطوة في قائمة عظماء اللعبة خلف مواطنه دييغو مارادونا الذي قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب مونديال 1986 بالمكسيك وبلقب الوصيف في المونديال التالي العام 1990 بإيطاليا.

العدد 4330 - الثلثاء 15 يوليو 2014م الموافق 17 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً