العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ

قاسم: لا يمكن الوثوق بحل فردي للأزمة بعيداً عن قرار الشعب

لمَّح إلى «اقتراحات أولية» تُخرج الشعب «من الباب الشرقي»

الشيخ عيسى قاسم
الشيخ عيسى قاسم

شدد إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، على أنه لا يمكن الوثوق بما وصفه «الحل الفردي» للأزمة التي تمر بها البحرين، من دون أخذ القرار النهائي من الشعب، مشيراً إلى أنه «لا يلوح في الأفق ما يبرز رغبة سياسية عند السلطة في الحل المشترك... وما يجري استبعاد لأي حل مشترك».

ولمَّح قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (18 يوليو/ تموز 2014) إلى وجود «اقتراحات أولية» جميعها تصب في مصلحة السلطة، وتُخرج الشعب «من الباب الشرقي»، بحسب تعبيره.

وقال قاسم: «في البحرين أزمة سياسية قائمة بين الشعب والسلطة، لا يملك أحدٌ في الداخل أو الخارج أمام وضوحها وحدّتها أن يتنّكر لها، فالقضية ليست قضية وجود هذه الأزمة أو عدمها، إذ إن وجودها وضرر استمرارها مفروغٌ منه، وإنما القضية قضية الحل لهذه الأزمة والتخلص من ذيولها وآثارها وما تسببه من مظالم كثيرة وتدهور عام وإضرار».

وأضاف أن «السؤال هنا: هل يمكن أن يوجد حلٌ انفرادي للأزمة تتولاه السلطة من غير توافق بينها وبين الشعب، والطريق للشعب هو التفاوض والطريق إلى التفاوض مع الشعب طريقه التفاوض أو الحوار مع قوى المعارضة، التي لابد أن ترجع إليه - أي إلى الشعب - في نهاية الأمر ليحصل الحل على موافقته».

وذكر أن «الخيار الأمني يدخل في صورة الحل الانفرادي من قبل السلطة، وخيار الحل السياسي الذي تتبناه بمفردها، أو مع الموافقة من جمعياتٍ غير معارضة أو شخصيات اجتماعية من أي وزنٍ، مع الاستبعاد لرأي الشعب والجمعيات المعارضة التي تمثله، وتصر على كون المرجعية النهائية في أي حلٍّ للأزمة، وفي المسألة السياسية دائماً إنما هي مرجعيته، لا أنّ المرجعية فيما ينبغي من واقعٍ سياسيٍ هي مرجعية السلطة أو الجمعيات الموالية، أو حتى المعارضة في نفسها بصورة تستقل بها عن إرادة الشعب وموافقته، كل هذه المرجعيات لا مرجعيات إنما المرجعية النهائية في المسألة السياسية هي الشعب، كما هو متفقٌ عليه في الرأي الشعبي وفي دساتير العالم اليوم وفي العرف العالمي».

وأوضح أن «الدين الكريم وهو يُرجع الحكم لله وحده تبارك وتعالى، ولا يكون حكم إلا بإذنه، لا يعطي لواحد من الناس أن يبايع عن شعب، وإن كان يلزم كل شعب وكل أمة وكل الإنسانية ألا تختار إلا ما يختاره الله ومن يختاره».

وأردف أن «الجواب أنّ كل هذه الصور من الحل الانفرادي لا يمكن أن تمثل حلاًّ وقادراً على إنهاء الأزمة وإحداث واقع تسوده أجواء من الثقة والرضا الشعبي العام الذي لا سبيل لإنهاء الأزمة بدونه، لماذا؟ ذلك لأن أي حل تستقل الحكومة به لن يكون إلا بما يحافظ على امتيازاتها التي تسلب الشعب حقّه وتحرمه».

ونوّه إلى أن «كل حل آخر يُحضّر له ويصاغ بعيداً عن نظر الشعب لا يمكن أن يثق به، ولا يمكن أن يطمأن أنه يستجيب لحقّه وإرادته، ولا يرى نفسه ملزماً به، وهو لا يرضى أن يستبدل عن مرجعيته السياسية بأية مرجعية أخرى تفرض نفسها عليه وتدّعي تمثيله رغماً على أنفه».

وأكد أنه «لو جاءت كل جمعيات المعارضة، فضلاً عن الجمعيات الموالية، وأجمعت على أن تغتصب الشعب حقّه في تمثيل نفسه، وتفرض نفسها ممثلة عنه، لما كان لها ذلك، إلا بأن يفوضها الشعب في ذلك».

وقال: «بلحاظ ما تقدّم لا جدوى لأي حل انفرادي، ثم لا أفق للحل في ظل التهرب من الحل المشترك بين طرفي النزاع الأصليين الشعب والسلطة».

وبيّن أن «الحوار الجاد النابع من إرادة سياسية صادقة بين من يمثل السلطة ممن هو قادر على اتخاذ القرار ومن يمثل الشعب من الجمعيات والحركات والرموز المعارضة التي لابد أن ترجع إليه في حلٍّ يكون ناجزاً بيدها».

ولفت إلى أنه «لا يلوح في الأفق لحدّ الآن ما يُبرز رغبة سياسية عند السلطة في الحل المشترك، بل على العكس، فإن كل ما يجري على يدها على الأرض وفي اللقاءات الشكلية بينها وبين قسمٍ من المعارضة، فيه استبعاد شديدٌ لأي نوعٍ من هذا الحل المشترك، ويدل بقوة على تمسكها بالحل الانفرادي بأي صورة وأخرى، وبما يحقق رؤيتها ومصالحها، ومكاسبها، ويلغي وزن الشعب وحقوقه ومصالحه».

وأردف «لحدّ الآن نحن أمام اقتراحاتٍ أوليّة كلّها تصبّ في صالح هذه النتيجة، أن يكون كل شيء بيد الحكومة، وأن يخرج الشعب كما يعبّرون من الباب الشرقي. وهذا يستلزم رغبة في غير محلّها، وفي غير صالح الوطن، وعلى خلاف الدين والعقل والاستقرار المطلوب في استمرار الأزمة وتفاقمها وتعمّقها».

وتحت عنوان «أمران خطيران»، قال قاسم: «ما عزّ على مؤمنٍ أن يُتهم بشيءٍ كما يعزّ عليه أن يُتهم بالكفر، وهو أعزّ ما يعتزّ بالدين وانتمائه إليه، ولا يهوّل من واقع هذا الاتهام، بل يجعله بلا واقع، ومفرّغاً من كل معناه، إلا أن يأتي ممن لا عبرة ولا وزن لكلمته في مثل هذا المجال. ثمّ لا تهديد على مستوى أمر الدنيا أخطر ولا أجرأ على هتك حرمة الإسلام والمسلم، من التهديد بقتل النفس البريئة المسلمة، أي نفسٍ بريئة مسلمة».

وذكر أن «الموت قتلاً أو غير قتل، فأمره بيد الواحد الأحد وحده لا شريك له، والذي جعل لكل شيءٍ قدراً، ولكل نفسٍ أجلاً، لا يملك أي مخلوقٍ من أمر تقديمه أو تأخيره شيئاً، وحتى ما قدّر الله من أجلٍ مشروطاً لا يخرج شرطه من أمر الله، ولا يحدث خارج إرادته، فمن جهل المخلوق حقاً أن يتوّهم أنّ أجل قوي أو ضعيف ولو من مثل نملة بيده، ذلك وهم».

وأوضح أن «المؤمن لا يوقف دعوته للإصلاح، ولا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، ولا مطالبته بالحق والعدل، ولا سعيه في وحدة المسلمين وتقوية بناء الأمة ودرء الفتن عنها كلمة من هنا أو كلمة من هناك، تهديدٌ من هناك أو تهديد من هناك. ولا ما يُرضي فلاناً من الناس أو يغضب فلان من الآخر، ولا مرجع له في كلّ أمره إلا دينه ولا ميزان عنده في فعلٍ أو تركٍ إلا رضا الله وغضبه».

واعتبر أن «الاتهام بالكفر لأي تابعٍ لمدرسة أهل البيت (ع) وهو يتبع في عقيدته عقيدة النبي الخاتم (ص) والأئمة الميامين من أهل بيته (ع)، بما يتأتى له أن يدرك من عمق تلك العقيدة، وما لا يدرك منه، لا أحد منّا يدرك عمق عقيدة التوحيد عند رسول الله (ص) ولا يبلغ حدّها، ولكن كيف العمل؟».

واستطرد قاسم: «أقول، بما يتأتى له، يتأتى للمعتقد بعقيدة النبي وآل النبي العقيدة التوحيدية، بما يتأتى له أن يدرك من عمقها وما لا يدرك منها مسلماً تمام التسليم، متّبعاً تمام الإتّباع إنما يعود إلى اتهام قمة أهل الإيمان والعقيدة الإلهية الصادقة المتمثلين في رسول الله (ص)، أنت عندما تتهم تابعاً من أتباع النبي وأهل بيته في عقيدته وهم لا يتعدّون في عقيدتهم ما عليه عقيدة رسول الله (ص) أدركوا منها ما أدركوا وحتى ما لا يدركونه، هم تابعون فيه إلى عقيدته (ص)».

وتساءل: «هل يعلم هذا المتهِم بالكفر أننا لا نكتفي بعقيدتنا بالتوحيد بما يصل إليه علمنا المحدود؟، بل نعتقد بعقيدة التوحيد الحقّ التي يعلمها الله من توحيده، والتي تعجز العقول عن إدراكها موقنين أن لا مخلوق أن يدرك ما عليه حقيقة وكمال الخالق، والنبي (ص) يرجع في اعتقاده بكمال الله المطلق إلى ما عليه علمه بكماله، لأن أي تقديرٍ لكمال الله ووحدانيته من أي مخلوقٍ دون وحدانيته وكماله».

ونبه إلى أنه «إذا كان للكلمات التكفيرية من غرض سياسي، وكان صدورها بدفعٍ سياسي لإثارة فتنة مُحرقة للمسلمين، فإننا لنؤكد دائماً أننا غير مستعدين نهائياً بالتضحية بالأخوة الإسلامية العامة وحقوقها، وبوحدة الأمة استجابةً لمن يكيد بها، وليس لأحد أن يتوقع منّا التفريط بوحدة هذا الشعب. وليعُلم بأن هذا الشعب ليس غبياً لا يعلم من هم الأبواق، وما هو دورهم ومن ينفخ في الأبواق وما هدفه».

العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 10:00 ص

      المتمردة نعم

      الشيخ قاسم مع جليل الاحترام مجرد الرد على .. فليفل وعملقة هذا التافه في جميع المنابر هو اما احتراق سياسي او افلاس او ضعف فلا عهدنا من سماحة الشيخ الرد على هؤلاء الاقزام وتنزيل مستواك وهيبتك انا لي رأي ان هذه الخطبة المراد منها الرد على هذا الباغض اما الديباجة الاولية فهي مدخل للموضوع وتقبل كل الاحترام وجمهور الشيخ قاسم تحلوا بكثير من رحابة الصدر واتركوا عنكم التقديس والعبودية ..تحياتي

    • زائر 15 | 6:40 ص

      وين الشعب

      الشعب عليه السلام ؟ الحين الشعب ما يؤخد برئيه ؟ لسبب اختزل باحكم الحلال والحرام ؟ يعني اختزل بقرار المرجعية ؟ وعلى العراق السلام لما عارضوا الشيعة الملك فيصل واعتبروا عميل للانتداب البريطاني ؟ وحصل انقلاب عبداكريم وعبدالسلام عارف ومن ذاك اليوم للحين ما نجح العراق ؟
      واذا الشيعة اليوم ما باسوا ايد امريكا وشكروه عمرهم ما بينجحون في شي ولو يتركون السياسة افضل من كل شي حتى ما اصيدهم مشاكل

    • زائر 14 | 5:37 ص

      مع التقدير والاحترام

      من المعروف ان من يختاره مجموعه من الناس ليمثلهم ويتكلم باسمهم يعتبر قائد هذه الممجوعه اى كانت اصوله او جنسيته الاصليه، وهذا الكلام الجميل المنطقى لاهلاف عليه من قبل سماحة الشيخ قاسم، ولكن ما يؤخذ عليه انه يتكلم بأسم الشعب ، وهذا يرد عليه لان الشعب البحرينى بمكوناته لم يختار سماحة الشيخ ليمثله، بل ان اختاره مكون واحد وله كل الاحترام والتقدير. لذلك فانه من الافضل ان يتم التركيز على مطالب هذا المكون فقط لان المكون الآخر تختلف طموحاته واهدافه ومطالبه وان كانت هناك مشتركات متشابه فى المطالب

    • زائر 12 | 4:32 ص

      للحين

      في امل يعني على اصلاحهم؟
      هكمه زايدين
      و لين طبعا ما دشوا المعارضة الانتخابات
      راح ايزيدون اكثر و اكثر
      ما لنا الا الصبر و بالله المستعان

    • زائر 10 | 4:14 ص

      مفهوم ولكن

      مفهوم الحجي عن الشعب العظيم والشعب التمام ؟؟ ولكن من هو الناطق باسم هذا الشعب ؟؟

    • زائر 9 | 3:48 ص

      بارك الله فيك شيخنا ابا سامي

      بارك الله فيك شيخنا ابا سامي
      كلمات ذهب
      اطال الله في اعماركم

    • زائر 8 | 3:32 ص

      القصاص من بني أمية هو بيد الله

      القصاص من بني أمية هو بيد الله و اللافتات ربما تقصد القصاص من الريساراكتد فيروس مال بني أمية

    • زائر 7 | 2:23 ص

      ابا سامي

      أنت صمام الأمان لهذا الشعب ووحدته . حفظك الله من كل سوء ايها الشيخ الجليل الرباني وامد في عمرك الشريف وحفظ البحرين وشعبها من شر الفتن ما ظهرا منها وما بطن انه هو السميع البصير

    • زائر 5 | 12:41 ص

      ردا على الفقرة الاخيرة( الكلمات التكفيرية)

      لماذا لم تستنكر اللافتات التي ترفع( القصاص قادم يابني أمية)

    • زائر 4 | 12:05 ص

      6

      نعم تقرير المصير هو الحل .. بوركت يا شيخ فمن حق الشعوب تقرير مصيرها .. لانه الجامع المانع من اي طرح ... اللهم احفظ البحرين من كل سوء ويحفظك ياشيخ من كيد الحاقدين .

    • زائر 3 | 10:38 م

      استفتاء الشعب من غير ضخه أعلامي يأثر على الشعب

      يجب ان يكون الاستفتاء الشعبي من غير تأثير بنعم او لا للحل او القبول بلمطالب.. ويجب ان يكون الاستفتاء اولا خروج المعتقلين .. ويجب عدم ضغط راي العلماء و الجمعيات على الشعب .. الاستفتاء يجب ان يقرره الشعب من غير ضغوط اعلاميه او احزاب فكريه .. من الممكن الراي الاحزاب او العلماء ان يغير بعض من الناس الافكار و الاستفتاء

    • زائر 11 زائر 3 | 4:16 ص

      متأكد انك تريد استفتاء؟؟؟

      مفهوم الحجي عن الشعب العظيم والشعب التمام ؟؟ ولكن من هو الناطق باسم هذا الشعب ؟؟ وبعدين سمعنا على سلمان يقول اليوم لا يجوز ان يكون هناك استفتاء لانه اكتشف انه اقلية؟؟ هذا ما سمعناه

    • زائر 2 | 10:08 م

      احسنتم

      تستحق التصفيق هذه الكلمات التي خرجت من قلب محب لدينه ووطنه لترمي من أراد أن يكفر أتباع النبي وأهل بيته عليهم السلام ومن ينفخ فيه بحجر كسرت جميع مراميه وأهدافه

اقرأ ايضاً