العدد 4337 - الثلثاء 22 يوليو 2014م الموافق 24 رمضان 1435هـ

خطاب الكراهية والتحريض الطائفي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في يوم من الأيام كانت البحرين أبعد ما تكون عن خطابات التحريض ضد أي طائفة أو دين أو فئة، ولكن مع الأسف فإنه ومنذ فترة غير قصيرة فقد أصبحت لغة الاستخفاف بمعتقدات الآخرين رائجة في سوق التحريض الرخيص على الآخرين، وتجد ذلك مُدوَّناً في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية والكتيبات والمنشورات والمقالات التي تستهدف إثارة النعرات وتسخيف المعتقدات وتكفير طائفة مستهدفة بصورة واضحة، وكل ذلك بهدف استدراج الوضع نحو مزيد من التأزيم وإشغال الناس ببعضهم بعضاً.

إن استهداف الآخرين تحت غطاء طائفي تحوَّل إلى واقع مؤلم، ومع الأسف فإن «معاداة» فئة من المجتمع أصبحت وسيلة لكل من يسعى إلى الوصول إلى مبتغاه الدنيوي عبر الشتم. من حق أي شخص أن يعبِّر عن رأيه وأفكاره وانتقاداته، ولكن المحذور هو ما ورد في المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (وهو عهد ملزم بحرينياً بحكم القانون رقم 56 لسنة 2006)، وهذه المادة تنص على أنه «تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف».

القانون الدولي لحقوق الإنسان واضح إذاً في مبتغاه، ففي الوقت الذي يؤكد حرية الرأي والتعبير، فإنه أيضاً يضع حدّاً لخطاب الشتائم والكراهية «على أساس قومي أو عنصري أو ديني» وفي حال شكّل الخطاب «تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف»، إذ إنه ليس لأحد الحق في إهانة عقائد الآخرين عبر سيل من الدعاية العدائية.

إن العالم رأى كيف أدّت هذه الأساليب إلى مآسٍ دموية، وكان أبشعها ما حدث في راوندا العام 1994 عندما قام المتطرفون من قبيلة «الهوتو» باستخدام وسائل الإعلام للتحريض ضد قبيلة «التوتسي»، وراح ضحية ذلك عدد كبير جداً من الناس في فترة قصيرة. كما شهد العالم نتيجة خطاب الكراهية الذي تبنّاه الصرب ضد البوسنيين المسلمين في تسعينات القرن الماضي، وكيف كانت نتيجة ذلك الخطاب على دول يوغوسلافيا السابقة. إن خطاب الكراهية يعتمد على السياق الاجتماعي وأسلوب الطرح، إذ إن النقد والاختلاف لهما طابع مختلف جداً عن التسخيف والشتم والاستهزاء الذي يسمِّم الأجواء ويحرض على فئة محددة يتم استهدافها سياسياً من خلال أشخاص وجهات ليست لها علاقة بمطارحة فكرية أو دينية من الأساس.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4337 - الثلثاء 22 يوليو 2014م الموافق 24 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 10:34 ص

      الاسلام السياسي

      الدي اوجد الطائفية هو الاسلام السياسي من الطرفين السني والشيعي انا اتدكر الستينانات والسبعينات عندما تكون مظاهرات واعتصامات ضد السلطة يقود العمل السياسي اليسار الوطني الدي يجمع كل الطوائف وخاصة الاحزاب ومنها الشيوعي وحزب البعث والشعبية وبعد الضربات التي نالت من هدا التيار سؤاء من السلطة او الاستعمار سقط هدا التيار في مصر وليبيا والعراق وجاءت حكومات طائفية وهدة النتيجة الرحمة علي عبدالناصر والقدافي والاسد وشهيد العصر صدام حسين

    • زائر 23 | 6:52 ص

      اذا كانت القوانين المحلّية تداس فما بالك بالقوانين الدولية؟

      اذا اصبحت فئات معينة فوق القوانين المحلّية فلا عبرة بكل القوانين الدوليّة طالما ان هناك دولا تشتري الضمائر والمسؤولية في الدول الاجنبية التي همها مصالحها المادية

    • زائر 17 | 2:26 ص

      للاسف اذا ما تسمي بالحكومة هي اللاعب الاول على وتر الطائفية

      والمشجع للسنة للنيل من الشيعة

    • زائر 15 | 2:16 ص

      اسلوب بذيء

      ان الاسلوب الذي استخدمه هذا المتسلق كان رخيصا وبذيئا يدل على انحطاطه وانحطاط من يمثله ويرينا كم ابتليت الأمة بهؤلاء النكرات

    • زائر 14 | 2:06 ص

      احدروهم ترى هي اكبر


      احدروهم احدروهم يكتبون ما يملى عليهم ويستلمون الثمن
      الدي من اجله جاءوا لزرع الفتنة ويعتاشوا منها
      هدا احد نتاج الزيارات المتبادلة افهموها ترى هي اكبر من صوت نشاز

    • زائر 12 | 1:47 ص

      ما الذي تريده الدولة لهذا الوطن والشعب

      كل يوم نسمع موضوع يثير الشعب !
      أين دولة القانون العادل لكي يحاسب المخالفين ؟!!
      اين وزارة العدل ان كانت هناك عدالة عن ما يجري في البلد ؟
      وزير العدل بدل ان يحل المشاكل هو ايضا دخل على الخط لاثارة الناس بدل ان يكون محايد ؟!!
      خلط الاوراق لن ينفع شي مهما فعلتم من اثارات للفتن والنعرات الطائفية
      لن يستطيع احد ان يجر الشعب لحروب طائفية مهما سخر من اموال واشخاص ليس لهم ضمير ولا انسانية من عبدة الدينار
      الم يخرج الملِك ويقول سوف يحاسب كل شخص يهين او يشتم طائفة من الطوائف ؟!

    • زائر 18 زائر 12 | 2:42 ص

      يقول المثل

      السكوت علامه الرضا !

    • زائر 10 | 11:48 م

      ><~# واكتملت والسيد دندون

      كان السيد دندون على علم بأن مقاله بالأمس وسخريته برمز من رموز الشيعه ستثير حنق الناس عليه لكنه ابى الا ان يساير طائفيته البغيضه وليرضى عنه مسؤليه اللذين يشجعون من على شاكلة دندون وعقربة الرمل ولينالوا حصتهم من الكعكة التي لا يستطيعون ان يأكلوا منها الا بعد سب الطائفة والتهجم عليهاليصبحوا من الشرفاء وهم ارذل الأرذال في الخلق قُبحت وجوههم ال.......

    • زائر 11 زائر 10 | 1:25 ص

      عندما يكون أحدهم كالطفيليات

      جاء من بلده ليبحث عن لقمة العيش وتسمى بلقب لا ندري من أين فالكل يعرف أصله وفصله جاء كالطفيليات التي تبحث عن الغذاء على حساب أجسام الناس وحاول النيل من رمزنا الديني الكبير أمامنا المهدي عليه السلام الذي نردد اسمه في كل يوم وهو لا يملك هذا الشرف فليخسأ هو وأمثاله ومن يقف وراءه وأذا أراد أن يبحث عن لقمة العيش فليلبحث عنها في حواري القاهرة وأزقتها

    • زائر 9 | 11:29 م

      شر البلية

      دكتور انا مو خايف على نفسي ولكن خايف على الديرة من الدواعش

    • زائر 8 | 11:19 م

      إذا كنت تملك ذهباً وأححاراً ثمينة

      وقابلت معتوهاً او حاقداً تملأ الغيرة قلبه وقال للناس أن ما تملكه ليس بذهب ولا أحجارا ثمينة ليقلل من شأنك فهل سيتحول الذهب إلى نحاس والأحجار الثمينة ألى فحم أبدا ً لن يغير في الأمر شيئ وهذا هو حال المتطفلين أرادوا النيل من الطائفة الشيعية لأنهم يعلمون تمام العلم منزلتها عند الله تعالى ورسوله وهم لا يملكون هذه المنزلة ألم يقل كفار قريش عن الرسول أنه ساحر ومجنون حاشا لله وهم يعلمون أنه نبي الله وهاهي سيرة نبينا تملأ الأسماع ونوره يملأ الكون وهم ذهبوا إلى مزبلة التاريخ

    • زائر 7 | 11:06 م

      5

      وين قاعدين في ابربطانية حتى اتحدثهم بالقانون الدولي .. !؟ اليوم احنا في غابة القوي ياكل الضعيف ..

    • زائر 6 | 10:27 م

      الكتتيب السفيه رخيص بخس ما يساوى عندنا عفطة عنز

      يراد من قلمه السفيه بشكله ان يجر احدا منا لمنازلته فهاي خلي يبلعها بالمنيح يروح يبلط البحر ويشك بغير هالمسلة ترا احنا اصغر طفل عندنا اوعي من اجداد اجداده فليرحل لهم ليعلموه شبك لسلال

    • زائر 5 | 10:17 م

      واقع مؤلم

      تعارفنا من زمن أجدادنا بأننا شعب متسامح ومترابط لم نكن نميز بين سني وشيعي ودرزي ومسيحي ظهرت جماعات مريضة ورخيصة أخذت تبث نار الفتنة وتبث السموم بشتى الطرق إلى جانب ذلك التهاون في معاقبة كل من يتعرض للآخرين بالإساءة

    • زائر 2 | 9:52 م

      من هم دعاتها


      هم مت ليس لهم تصيب ولا تاريخ في هدا الوطن يبحثون لهم
      عن هوية فلا يجدوها الا بنفي هوية الاخرين ومعاداتهم

    • زائر 1 | 9:49 م

      عندما يكون الدين والعقيدة آخر الهموم

      ليس غريبا ان نرى البعض يتقئ دماً مما يضمره من حقد دفين على معتقدات الآخرين من اجل حفنة من الدنانير، جعلوا من انفسهم آله يحاسبون الناس على ما يعتقدون، وكأن مفتاح الجنة بأيديهم، سحقا لهكذا عقول، نفتخر بأننا من موالي آل محمد وهنياً لكم بمن توالون

    • زائر 20 زائر 1 | 3:18 ص

      يادكتور للأسف هناك البعض يكتبون مالايفهمون

      وكما تفضلت إن النقد والاختلاف لهما طابع مختلف جداً عن التسخيف والشتم والاستهزاء الذي يسمِّم الأجواء ويحرض على فئة محددة يتم استهدافها سياسياً من خلال أشخاص وجهات ليست لها علاقة بمطارحة فكرية أو دينية من الأساس فذكرتني بأحد الأشخاص حينما كتب أن حزب الله ويدعيه حزب (الشيطان اللبناني) يعقد الصفقات السرية مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية لتهويد فلسطين.
      ضحكت كثيرا على هذا الشخص الذي يدعي انه ضليعا في السياسة!

اقرأ ايضاً