في الهند يسمونها «القوة العاملة الكبيرة غير المرئية»، في إشارة إلى المجموعة السكانية الضخمة التي تتولى في المقام الأول تربية الأسر داخل جدران المنزل.

فوفقاً لبيانات التعداد الصادرة هذا الشهر، تقتصر 160 مليون امرأة في الهند - أي 88 في المئة من أولئك اللائي هن في سن العمل (15 - 59 سنة) - على العيش في المنزل لأداء «الواجبات المنزلية» بدلاً من العمل بأجر.

هذا الخلل في القوى العاملة، كما يقول الخبراء، يعكس السياسات الاقتصادية غير الليبرالية، فضلاً عن الديناميات الاجتماعية المعقدة، والتي تقضي على فرص المرأة لتحقيق قدراتها المدرة للدخل في هذا البلد العملاق المسمى «أكبر ديمقراطية» في العالم.

الواقع هو أن الصعاب تتكدس بشدة ضد المرأة في هذا البلد الشاسع الذي يأوي من 1.2 مليار نسمة. فعلى رغم تزايد عدد النساء العاملات خارج المنزل، لاتزال الهند دولة «ابقي في بيتك» حيث تكاد تنعدم منافع الضمان الاجتماعي الحكومي لهن.

لا عجب، إذاً، أن تحتل الهند المرتبة 101 على قائمة 136 دولة في دراسة «فجوة الجنس العالمية» التي صدرت عن المنتدى الاقتصادي العالمي في العام 2013، والتي تقيس مدى التقدم في سد الفجوة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم.

تقيس هذه الدراسة «الثغرات النسبية بين المرأة والرجل» في مختلف البلدان، في أربعة مجالات رئيسية: الصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة. ونظراً للعدد الكبير للنساء خارج سوق العمالة، يعكس ترتيب الهند هذا، سياسات الحكومة غير المتوازنة التي تفشل في تسخير الإمكانات الكاملة لهذه الفئة السكانية الرئيسية.

عن ذلك، يقول الديموغرافي وعالم الاجتماع أديتي باريك: «إن متلازمة (المرأة في البيت) تعتبر خسارة صادمة للبلاد، فضلاً عنها للنساء أنفسهن... ينبغي على صناع السياسات تشجيع مشاركة المرأة في محرك النمو في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، وهو ما يمكن أن يكون لها تأثير مضاعف في القضاء على الفقر والأمية».

فعلى رغم أن إنجازات النساء تحوز الإعجاب والاحترام في المجتمع الهندي، إلا أن نتائج القوالب النمطية للجنسين تتبلور في مواجهة معظم النساء معضلة التوفيق بين العمل والحياة الأسرية.

كذلك فعلى رغم الطفرة التي حققتها المرأة في قطاع التعليم، لاتزال نساء الهند أقل تعليماً من الرجال على رغم أنهن يشكلن ما يقرب من نصف السكان.

فيبلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بين نساء الهند نحو 65 في المئة وفقاً لتعداد العام 2011، بالمقارنة بأكثر من 82 في المئة بين الرجال.

نيتا لال

وكالة إنتر بريس سيرفس