أطلت علينا المعارضة قبل يومين بكذبة من العيار الثقيل، عندما اتهمت السلطة زوراً وبهتاناً، بأنها قدمت لها عرضاً سمته (6/6/6)، زاعمةً أنها –أي السلطة- قدّمته شفاهة وأنها ترفض تقديمه بشكلٍ مكتوب!

وذكرت قوى المعارضة بأحاديث مرسلة لا سند لها عن التابعين وتابعي التابعين، أنها رفضت العرض الشفهي الذي قُدِّم لها من قبل السلطة خلال الفترة القريبة الماضية، ومفاده أن يتم توزيع الدوائر بعدد 20/ 20 بين قوى المعارضة والموالاة، بالإضافة إلى محاصصة وزارية، يقدّم فيها 6 مقاعد للطائفة الشيعية، ومثلها للطائفة السنية، و6 أخرى للعائلة الحاكمة.

هذه الكذبة، أو ربما أضغاث الأحلام، تذكّرني بأحلام البرازيليين أمام الألمان في كأس العالم الأخيرة، الذين كانوا يحلمون بنتيجة مقلوبة لصالحهم، وكأن الأمور فوضى في عالم الكرة، وهي ليست كذلك في عالم السياسة أيضاً!

لماذا نقول أن ما تقوله المعارضة كذب واختلاق وبهتان وزور وإفك مفترى؟ ببساطة لأننا نعيش في البحرين، ونرى بأعيننا كيف تدار الأمور في البلد، ومن نافلة القول أن نذكر أن كل هذا العدل والخير الذي ننعم به هو بسبب الرفض الرسمي المطلق لأي توجهات طائفية مقيتة، ومحاربتها بكل عزم وحزم وبأس لا يلين!

لنتحدث بصراحة، ودون تملق، ألا يشهد الجميع أن البحرين ربما تكون الدولة الأولى في العالم من حيث غياب التمييز فيها، فالوظائف من أصغر فراش إلى أكبر وزير وهامور، كلها تخضع لمعايير الكفاءة والشفافية، وكلنا يعرف لماذا يتم تعيين هذا الوزير أو ذاك الوكيل أو حتى أصغر موظف حكومي ولا يتم تعيين آخرين، فالحكومة لا تخفي شيئاً عن مواطنيها لأنها تعاملهم جميعاً على درجة عالية من الصراحة!

الترقيات والبعثات نموذج آخر للرفض الرسمي المطلق لأي توجه طائفي مقيت، فكل الترقيات والبعثات الحكومية تخضع لمعايير واضحة لا تخفى على أحد، آخرها طبعاً أن تكون من هذه الطائفة أو تلك، لنعرف ما إذا كنت ستنال ترقية أو «تخيس» مكانك، أو تحصل على رغبتك الأولى في البعثات الجامعية أو العاشرة!

سب الطوائف في البلاد وتكفيرها قطعاً هو من الكبائر التي تستنفر لها الدولة كل طاقاتها، وتعاقب عليها بأقسى العقوبات وأغلظها، ولعلكم سمعتم عن ذلك الذي شتم طائفة بأكملها وكفّرها في البحرين، كيف أطلق أحد المسئولين رداً عليه، واحدة من أكبر الحملات في تويتر تحت عنوان «لا يمثلني»!

مشكلة هؤلاء في المعارضة أنهم لا يقرأون كثيراً، ألا تتذكرون كيف وقف وزير في مقابلة منذ وقت قصير يعيب على إحدى الدول المجاورة بأنها تسعى لتجنيس بحرينيين من طائفة معينة، وترفض تجنيس أبناء الطائفة الأخرى، ومؤكداً أنه لا أحد يقبل بهذا التمييز وهذه التفرقة!

والحمد لله، أننا في البحرين نرى كيف تُدار الأمور بمنتهى الشفافية في عمليات التجنيس التي تتم في البلاد، وكيف أن معيار الانتماء إلى هذه الطائفة أو تلك، مشطوبٌ منها تماما!

نعم نقولها بأعلى صوتنا للمعارضة، أنت كاذبة، فالحكومة لا تريد أن تكون هناك محاصصة (6/6/6)، لأنها اليوم ومنذ عقود تقدّم النموذج الوطني الأبرز عالمياً في العدالة ورفض التمييز ومحاربته، والله يجازيهم على قدر نياتهم!