العدد 4340 - الجمعة 25 يوليو 2014م الموافق 27 رمضان 1435هـ

يوم القدس العالمي

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

حمل يوم القدس العالمي قبل انتصافه 19 شهيداً من فلسطين، وحمل معه الكثير من الأرواح التي تحلم بالحرية فوجدتها حين ارتقت شهيدة لله عز وجل.

مرَّ يوم القدس العالمي علينا هذا العام بشكل أكثر إيلاماً عمّا كنّا نتخيله، كنّا نظن أنه سيمر وفي القلب غصّة على بلادنا المغتصبة، وقدسنا التي مازالت تقاوم وترجو الحرية وأقصانا الذي صار محرماً علينا منذ أكثر من 67 عاماً، وغزتنا التي علمتنا معنى العزة والكرامة وهي تقاوم حصارها شامخة على رغم كل آلامها، لكنه مرّ حاملاً معه رائحة دماء أطفالٍ ونساءٍ وشيوخ، مرّ حاملاً رائحة ذكرياتٍ أُرِيْدَ لها أن تُمْحَى مع كل هدمٍ وقصفٍ لمنزلٍ وبنايةٍ ومدرسةٍ ومشفىً ومسجدٍ وكنيسة، مرّ وهو يئن على حال العرب الذين اصطف جزء منهم ضد المقاومة وصار شاكراً للعدو الصهيوني بحجة أنه سيطهر البلاد العربية من «حماس الإخوانية»، مرّ وهو رافع راية النصر لكل طفلٍ فلسطيني أبى أن يستسلم للعدو حين جاء لاعتقال والدته، وما أكثر التسجيلات التي انتشرت لأطفال كانوا رجالاً في تعاملهم مع اللحظة وفي تحديهم لبندقية جندي مغتصبٍ أراد سلبهم أو أحد ذويهم حريتهم، هؤلاء الأطفال هم زاد الأرض التي لن تنعم بالسلام مادام عليها مغتصب صهيوني واحد، ولن تنعم بالهدوء مادام الصهاينة يستمرون في خططهم لتهويد القدس وتحويله لمعبد يعيد لهم أمجادهم التي أضاعوها حين قبلوا باحتلال أرض عربية وتشريد من بها من عوائل ولدوا وترعرعوا عليها.

مرّ يوم القدس هذه المرة كاشفاً أقنعة كثير من العرب الذين يتنادون بالقومية تارة وبالعروبة تارة وبالدين تارة أخرى، ممن كانوا يكتبون الخطب والمقالات والأشعار ليثبتوا تمسكهم بالقضية الفلسطينية ولكنهم اليوم باتوا أكثر تصهيناً من العدو نفسه، حين ركلوا جروح اليتامى والأرامل والأمهات الثاكلات بأرجلهم وهم يتمنون المزيد من الجراح كي يثبتوا ولاءهم للأنظمة التي ينتمون إليها ناسين أو متناسين أن غزة أرض فلسطينية تبحث عن السلام والحب والأمان كغيرها من الأراضي وتبحث قبل كل شيء عن حريتها.

ومرّ يوم القدس العالمي هذا العام، وفي جيبه كثير من التغيرات العالمية تجاه القضية الفلسطينية؛ فالتظاهرات عمّت كل أرجاء العالم نصرةً لفلسطين، وتضامناً مع غزة، ابتداءً من المشرق وصولاً لمغرب الأرض، مروراً بجنوبها وشمالها، بات العالم يعرف جيداً أن العدو الصهيوني لا يدافع عن نفسه، بقدر ما يحاول أن ينتقم لكرامته التي تهدرها غزة مع كل حرب عليها، وقد فضحته غاراته على المدارس والمساجد والكنائس والبيوت التي تضم المدنيين العزل، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تخفي سراً لأحد أمام كل العالم. عرف العالم هذا ولكن بعض العرب مازالوا يغضون طرفهم عنه ويرتدون الكمامات على أعينهم كي لا يروا الحقيقة!

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4340 - الجمعة 25 يوليو 2014م الموافق 27 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:00 ص

      جعفر كمال

      نعم هناك الكثير من الفلسطينين في العراق يشاركون بالجريمة العشوائية، والأكثر من شعوب بقية الدول العربية وخاصة السعودية وقطرائيل، لكن هذا لا يعني أننا نتخلى عن قضيتنا الأساسية فلسطين، أما الذين تطوعوا لقتل أخوانهم في العراق فهم مغرر بهم من الأنحطاط الوهابي الصهيوني، وعليه وجب على كل مثقف النصح لهؤلاء، كل من قتل أخيه العربي من كل الأديان والملل، ويجب أن لا تجرنا الصهيونية إلى هذا الاقتتال الشنيع، غير الأخلاقي. أحترامي لك سيدتي سوسن \\ كوني بخير.

    • زائر 5 | 6:53 ص

      لن ننساك فلسطين

      هي قضيتنا الأم. وللأسف كنا نتمنى ان تروج له الدول الاسلامية كما يروجون للأيام الفاضية الأخرى.

    • زائر 4 | 5:44 ص

      رداً على الزائر الأول..

      بصراحه ردك مراهق وأرعن.. يعني لو أخذنا بنظريتك.. سنجد أن غالبية كثير من العراقيين يفجرون أنفسهم بسورية.. ويكفي أمير ما يسمى بداعش هو عراقي الجنسية..!! ولو فلسطين بيعت كما تدعي يا (محترم) تعال اشتريها..؟ هل تجرؤ..؟ أعتقد جازماً بأنك لا تقرأ التاريخ، ولو قرأت لا تعي ما بين السطور.. فاسطوانة بيع فلسطين هي اسقاطة من الأعراب مقولة توازي مقولة (بني إسرائيل) لموسى عندما قالوا له.. اذهب أنت وربك قاتلا ها نحن هنا قاعدون. إن كان شرذمة قد باعت نفسها للشيطان فلا تعمم على جموع الفلسطينين. محمد فارس.. فلسطين.

    • زائر 2 | 4:49 ص

      احسنت

      فلسطين هي قضيتنا الأساسية والمركزية، خرجت المسيرات في البحرين وفي كل مناطقها رغم تعنت الدولة ومحاولاتها منع هذه المسيرات، الصغير والكبير في البحرين يؤمن بقضية فلسطين، رغم وجود المتصهينين العرب حتى من فلسطين.

    • زائر 1 | 3:17 ص

      والله انك

      فاضية و ما عندك شغلة يا سوسن , ان الذين باعوا ما يسمى بفلسطين عليهم ان يحرروها فمالي انا و فلسطين ؟ لقد فجر الكثير من الفلسطينيين انفسهم في العراق كي يقتلوا اكبر عدد منا في الوسط والجنوب فلو قام هؤلاء بتفجير انفسهم في اسرائيل لحرروها من زمان ولكن ابى الله الا ان يكونوا خنازيرا تنتحر كي تكون وقودا لجهنم لان جهنم تحتاج الى حطب . واعلمي ان الله لا يرمي بحجر .
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 3 زائر 1 | 5:25 ص

      والله انك ما تفهم

      انت احد هؤلاء الذين ذكرتهم الاستاذة
      نناك من يفجر نفسه في العراق ايضا فهل جميعكم ارهابيين؟
      لا تخلط الاوراق يا اخي

اقرأ ايضاً