العدد 4344 - الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 02 شوال 1435هـ

الافتقار إلى المراحيض يقصي النساء عن السياسة

الهند: 60 في المئة من المواطنين بدون مرافق صحية

مالامبيتا (الهند) - آي بي إس

بعد مجرد تسعة أشهر على انتخابها كرئيسة لمجلس قريتها، حققت «كروبا شانتي» البالغة من العمر 36 عاماً، بعض التغييرات المهمة في مخفر «مالامبيتا» الريفي الواقع على مسيرة 570 كم من حيدر أباد، عاصمة الولاية الهندية الجنوبية الشرقية اندرا براديش.

تقول كروبا شانتي «منذ توليت هذه المهمة نجحت في مساعدة 300 شخص في الخروج من حالة تحت خط الفقر... إنهم يتلقون الآن بطاقات تموينية وأغذية مدعومة، كما حصل 200 شخص آخر على بطاقات الناخبين».

لكن «السيدة الأولى» لهذه القرية عجزت عن تغيير الشيء الأقرب إلى قلبها - الوضع الصحي للنساء في مجتمعها. فتشرح: «لم أحصل على الأموال اللازمة لبناء مرحاض واحد»، وتضيف أنها كانت محبطة للغاية هي وزميلاتها لاضطرارهن للذهاب إلى الشجيرات والحقول لقضاء حاجتهن.

على بعد ستمئة كم، في قرية تشاوتابالي، تشكو رئيسة مجلس القرية، سانديا راني، من فقدان وقت العمل الثمين بسبب سوء الصرف الصحي، علماً بأن مكتبها الذي تشغله منذ شهر أغسطس/ آب 2013، يقع في مبنى قديم متهالك، لا يوجد فيه لا مياه جارية ولا مرافق صرف صحي.

توضح سانديا راني غاضبة في لقاء مع وكالة إنتر بريس سيرفس: «كل مرة أريد استخدام المرحاض، أضطر إلى الاندفاع إلى منزلي... كيف يمكن العمل في مثل هذه الظروف؟».

ومع ذلك، تعتبر سانديا راني أكثر حظاً من زميلاتها، وهن تسع نساء في المجلس القروي المكون من 10 أعضاء... فهي الوحيدة التي لديها مرحاض في المنزل، وهذا يوفر عليها خجل الحاجة للتبرز في العراء.

كانت الكثير من نساء القرية يأملن في أن انتخابهن للمجلس القروي سيؤدي إلى حياة كريمة، لكن هذا الحلم سحق.

ويعتبر عدم وجود المراحيض مشكلة شائعة في مختلف أنحاء الهند، وهي دولة تأوي 1.2 مليار نسمة تسجل ميزة مشكوك فيها بإنكار المرافق الصحية الملائمة لما يقرب من 60 في المئة من مواطنيها.

ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية، تتصدر الهند أيضاً قائمة البلدان التي لديها أكبر عدد من الأهالي (58 في المئة من السكان بما في ذلك النساء والفتيات) الذين يضطرون للتبرز في العراء.

كما بيّن إحصاء التعداد السكاني لعام 2011 أن ما يقرب من 70 في المئة من الأسر الريفية - فضلاً عن أكثر من 18 في المئة من المنازل في البلدات والمدن - تفتقر للمراحيض.

وكشفت بيانات التعداد للعام نفسه، أن عدد مواطني الهند الذين لديهم هواتف محمولة (59 في المئة من الأسر) يزيد عن عدد أولئك الذين لديهم مراحيض (47 في المئة).

هذا الوضع يبعث على القلق بشكل خاص للنساء اللائي تعملن في السياسة في المناطق الريفية، وهن اللائي تكررن أن قضاء احتياجاتهن في الأماكن العامة يعتبر عملية مرهقة بل ويحول دون أداء مهتمهن بالصورة الواجبة.

كما تشعر الكثير منهن بالذعر حيال موجة الهجمات العنيفة على النساء في جميع أنحاء المناطق الريفية في الهند، حيث يقعن ضحية الاعتداء الجنسي والاغتصاب والتحرش عندما يخرجن إلى الحقل ليلاً.

وكدليل على هذا الشعور بالذعر، هو ما حدث - على سبيل المثال - يوم 28 مايو/ أيار عندما نشرت وسائل الإعلام المطبوعة والاجتماعية صور اثنتين من الفتيات في سن المراهقة من قرية كترة شاداتغاني، جنوب غرب نيودلهي، تعرضتا للاغتصاب وعلقتا من الأشجار، ما أذهل الأمة بأسرها.

منذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن أربع حالات أخرى مماثلة على الأقل في المنطقة نفسها. واتضح لاحقاً أن كل تلك النساء يعشن في منازل بدون مراحيض، وتم الاعتداء عليهن أثناء قضاء حاجاتهن في الليل.

والآن، تخاف عضوات المجالس القروية على حياتهن نتيجة للافتقار لمرافق الصرف الصحي.

عن هذا، تقول ثوتاكورا كمالاماما، التي تعمل في السياسة في قرية ثادي بارو الساحلية الشرقية في كودي ثادي، أن المجلس القروي لم يحصل أبداً على مرحاض واحد.

وتضيف لوكالة إنتر بريس سيرفس أنه على رغم أن ذلك لم يردعها عن المشاركة في الحياة السياسية المحلية من قبل، إلا أن حادث قرية كترة شاداتغاني هزها حتى النخاع، وسجل لديها ذعراً من التعرض لمصير مماثل.

وتستطرد قائلة: «لدي ابنة. وإذا حدث لي أي شيء في يوم من الأيام، من سيعتني بها؟. ثم تقول إنها قررت الاستقالة من منصبها في المجلس القروي. كذلك تنوي عضوة المجلس سوارووبا شامتلا، ترك منصبها، وهو ما طلبه منها زوجها أيضاً.

العدد 4344 - الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 02 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً