العدد 4344 - الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 02 شوال 1435هـ

سخط شعبي بعد اقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية في اليمن

دخل قرار حكومة الوفاق في اليمن الخاص برفع الدعم عن المشتقات النفطية حيز التنفيذ منذ صباح اليوم الأربعاء (30 يوليو / تموز 2014) بعد أن اقرته ليلة امس الثلثاء .

وارسلت شركة النفط اليمنية تعميماً لكل فروع الشركة في المحافظات للبيع بالسعر الجديد200 ريال يمني للتر البنزين، بواقع 4000 آلاف للدبة (20 لترا)، وكذا سعر 195 ريال للتر الواحد من مادة "الديزل" بواقع 3900 ريال للدبة بالإضافة الى ارتفاع سعر اللتر من مادة "الكيروسين" ليصل 200 ريال بواقع 4000 آلاف ريال للدبة.

 وشهدت المحافظات اليمنية خلال الاشهر الاربعة الماضية أزمة وصفت بـ"بالخانقة" جراء عدم توفر المشتقات النفطية في محطات الوقود التابعة لشركة النفط والمحطات الخاصة، الأمر الذي ادى الى خروج بعض المواطنين خلال الفترة السابقة الى شوارع أمانة العاصمة وبعض المحافظات احتجاجاً على استمرار الأزمة مطالبين الحكومة بسرعة تزويد المحطات بالوقود.

المشهد اليوم لم يختلف كثيراً، فبعد أن تفاجأ بعض الموطنين صباح اليوم بالتسعيرة الجديدة، خرجوا الى عدد من شوارع أمانة العاصمة واضرموا النار في اطارات السيارات تعبيراً عن سخطهم وحنقهم عن هذا القرار الذي وصفه احد المحتجين ب"الجرعة القاتلة" ، مشيراً الى الارتفاع المصاحب في سعر المواد الاستهلاكية.

ويتوقع محللون اقتصاديون إن اسعار المواد الغذائية سترتفع ابتداءً من اليوم بسبب ارتفاع اسعار الوقود التي تعتمد عليها المركبات في النقل ومحطات الكهرباء في توليد الطاقة والإنتاج ما سيؤثر بشكل مباشر على الحياة المعيشية للمواطن اليمني ويفاقم وضعه الاقتصادي المتردي والتي تشير تقارير رسمية إلى ان نصف عدد السكان يعيشون تحت خط الفقر وان 30 بالمئة منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وفي هذا السياق يقول احمد سعيد شماخ المحلل الإقتصادي لوكالة الانباء الألمانية (د. ب. أ) إنه كان على الحكومة الأخذ بنصائح البنك الدولي الذي اقترح على الحكومة اقرار معالجات بديلة لرفع الدعم عن المشتقات النفطية حتى يتأثر المواطن اليمني من تبعاته.وأشار إلى أنه من هذه المعالجات تحصيل الضرائب المتأخرة من المتخلفين و فواتير المياه والكهرباء بالإضافة الى انعاش الاستثمار وحماية المنشآت النفطية والخدمية.

ولفت إلى أن الحكومة عمدت الى استخدام هذا النوع من الإصلاح الاقتصادي لإنعاش خزينة الدولة ، ولكنها  تدرك أن الأعباء على المواطن ازاء هذا القرار ستكون متفاقمة وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.

وأضاف " أتوقع ان تشهد اليمن خلال الفترة القادمة ازمة انسانية خانقة ".

وعلى صعيد متصل فقد انتشرت منذ مساء امس الثلاثاء الأطقم العسكرية في عدد من شوارع امانة العاصمة تحسباً لأي اعمال شغب او موجة عنف ينفذها الغاضبون من هذا القرار.واستطاعت هذه القوة العسكرية بالفعل السيطرة على الموقف وتشتيت المتظاهرين الذين بدأوا بإحراق الإطارات في شارع القاهرة وسط صنعاء، وشارع مسيك والحصبة، وعبر عدد من المتظاهرين عن استيائهم ازاء ردة الفعل الاستباقية من قبل الحكومة بنشر قوات الأمن.

وقال محمد النهاري احد المواطنين الغاضبين لـ (د. ب. أ) إن موجة الغضب ستستمر بعد العيد " ولن تسطيع الدولة تمرير هذه الجرعة" حسب قوله.

وشهدت المشتقات النفطية استقراراً منذ اندلاع ما تسمى بثورات الربيع العربي بداية العام 2011 عند 2500 ريال يمني لسعر "الدبة" من مادة البنزين، و 2000 ريال يمني لسعر الدبة من مادة الديزل.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً