العدد 4345 - الأربعاء 30 يوليو 2014م الموافق 03 شوال 1435هـ

هل يكفي الماء لوقف ختان الإناث في إفريقيا؟

هل يساعد توفير الماء لنساء إفريقيا على انتشالهن من ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) التي يتعرضن لها؟ يشير بحث جديد لم يصدر رسمياً حتى الآن، للخبير الأوغندي «غوادا أوكوت تاو» إلى أن ختان الإناث وغيره من أشكال الختان في إفريقيا يمكن أن يكون مرتبطاً بنقص المياه.

وبتكليف من قبل «تحالف المواطنين من أجل الديمقراطية الانتخابية في أوغندا»، أجرى «غوادا» أبحاثه بين 20 مجموعة عرقية في مختلف أنحاء إفريقيا، بما يشمل كينيا وزيمبابوي وتنزانيا، وأوغندا، وغانا، وجنوب إفريقيا.

وأشار الباحث إلى أن الجماعات العرقية التي تمارس ختان الإناث في إفريقيا تتواجد في المناطق التي تعاني من مشكلة إمدادات المياه.

ووفقاً لهذا البحث - الذي اطلعت عليه وكالة إنتر بريس سيرفس - وجد «غوادا» في حالة كينيا على سبيل المثال، أن ثلاثة فقط من إجمالي 63 مجموعة عرقية في البلاد لم تمارس أي شكل من أشكال الختان. هذه الجماعات الثلاث تتواجد في منطقة الوادي حيث تتوافر المسطحات المائية مثل البحيرات والأنهار.

وأعرب الباحث عن اعتقاده بأن الختان أصبح من الممارسات الثقافية السائدة نتيجة لنقص المياه.

ويذكر أن ختان الإناث ينطوي على الإزالة الجزئية أو الكلية للأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية، أو إلحاق إصابات أخرى بتلك الأعضاء بدواعٍ لا تستهدف العلاج. هذه الممارسة، التي يجريها عادة «جراحون» تقليديون، تسبب نزيفاً حاداً وترتبط بالعديد من القضايا الصحية، بما في ذلك الخراجات والالتهابات، والعقم، وكذلك المضاعفات أثناء الولادة.

ويشار أيضاً إلى أن هذه الممارسات محظورة في العديد من البلدان وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت قراراً يدعو الدول الأعضاء والمجتمع المدني وجميع الأطراف المعنية، لاتخاذ إجراءات ملموسة من أجل القضاء عليه.

وتتوقع الأمم المتحدة أن تخضع نحو 86 مليون من صغار الفتيات في جميع أنحاء العالم لشكل ما من أشكال الختان حلول عام 2030 إذا استمرت الاتجاهات الحالية.

كذلك فقد بين البحث أن المجتمعات التي تمارس ختان الإناث ليست قادرة على لعب دور رائد عامة. فذكر «غوادا» لوكالة إنتر بريس سيرفس أنه ليس من المستغرب أن استراتيجيات التدخل لوقف هذه الممارسة لا تعمل بسبب اتباع سياسات خاطئة.

وأكد أن: «كل شيء خطأ، سياسات خاطئة، تشريعات خاطئة... لأنها لا تبني على الدوافع التي تؤدي إلى هذه الممارسة أساساً».

أما منسقة برنامج معونة الكنيسة الدانمركية كارولين سيكيوا فتتشير إلى أن «الاكتشافات التي أدى إليها البحث تعتبر مقنعة، ففي المجتمعات التي تمارس ختان الإناث، ينظر إلى الفتاة التي مرت بتجربة الختان على أنها «نظيفة».

ويذكر أن معونة الكنيسة الدانمركية هي منظمة دولية غير حكومية تدير برامج التعليم في اثنين من المجتمعات التي تمارس ختان الإناث في أوغندا: مجتمع «بوكوت» في منطقة كاراموجا شمال شرق أوغندا، ومجتمع «سابيني» على سفوح جبل إلغون.

وشرحت أن «هذا قد لا يعني بالضرورة أن توفير المياه هو الحل لختان الإناث ذلك لأن الثقافات قد «اختطفت» إلى حد كبير هذه الممارسة، لكن هذا يمكن أن يقود إلى استراتيجيات للتدخل للقضاء عليها».

وأضافت الخبيرة أن المنظمة ستستهدف أيضاً صانعي السياسات لتوفير المياه في المناطق المتضررة. ففي «بوكوت» مثلاً، وهي منطقة تتنشر فيها ممارسات ختان الإناث، تضطر النساء إلى المشي عدة كيلومترات لجلب الماء، وما يزيد الوضع تعقيداً انعدام الأمن الناجم عن تواجد رعاة الماشية المسلحين.

ومن جانبها، تفيد بياتريس اشلانغات - من مجتمع «سابيني» العرقي بمنطقة كابشوروا في أوغندا، الواقعة على مقربة من منطقة توركانا في كينيا - أنها تتحدى إملاءات ثقافة ممارسة ختان الإناث لها وتناضل ضدها. وتعمل مع منظمة المجتمع المدني REACH التي تجري حملات توعية عن مخاطر ختان الإناث.

وتشرح بياتريس اشلانغات «هناك اعتقاد شائع بين مجتمع «دودوما» في كينيا بأن المرأة تخاطر بالإصابة بـ «عدوى الخميرة» وغيرها من أشكال الأمراض إذا لم يجرِ ختانها».

وشددت على أن هذه الأبحاث الجارية يمكن أن تكون سلاحاً جديداً في المعركة ضد ختان الإناث.

العدد 4345 - الأربعاء 30 يوليو 2014م الموافق 03 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:38 ص

      الامان والرفاهيه .والتعليم المستمر

      التعليم االجامعي للامهات هو الذي يقضي على هده الظاهره

اقرأ ايضاً