العدد 4349 - الأحد 03 أغسطس 2014م الموافق 07 شوال 1435هـ

سلام يا صاحبي

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

«المرسي بن المعلم زيناتي اتهزم يا رجالة»، عبارته التي ردّدها محبوه لفترات طويلة، وهم يتذكرون أسلوبه وهو يفخم صوته وينطقها بكل جمال وعفوية.

هو الذي وقف على خشبة المسرح قائلاً: «أمي تجوزت ثلاث مرات، الأول أكلنا المش، والثاني علمنا الغش، والثالث لا بيهش ولا بينش»، فحُكِم بالسجن ستة أشهر لأنه قصد بها حكام مصر في تلك الفترة، وليست هذه المرة الأولى ولا الأخيرة التي يخرج فيها الفنان الراحل «سعيد صالح» عن النص؛ إذ اعتاد جمهوره والمخرجون الذين تعاملوا معه على هذا الخروج.

وبقدر ما كان فناناً خفيف ظل، كان ملكاً في الكوميديا السوداء التي تجعلنا في كثير من الأحيان نسخر من واقعنا ونضحك على أنفسنا لا عليه، فكانت له الكثير من الـ «شطحات» التي تم تداولها مراراً في الجانب السياسي، ساخراً من وضعٍ لا يمكن قبوله أو السكوت عنه، فعبّر عنه بأسلوبه العفوي الكوميدي الرافض للصمت عن كل ما لا يعجبه.

وعلى الرغم من سجنه في فترةٍ من فترات حياته بتهمة تعاطي الحشيش، وهي الفترة التي كان يقول بأنها أجمل فترات حياته التي قرّبته أكثر من الله تعالى، إلا أن الفنانين من زملائه اتفقوا جميعاً على أنه كان إنساناً بالدرجة الأولى، صديقاً ودوداً ونصوحاً لكل من يحتاج لنصيحته، وقد تنازل مراراً لهم عن أدوار كان من المفترض أن تكون له، فلم يفكّر يوماً في أن نصيبه لابد أن يكون البطولة، بل شارك في العديد من الأدوار الثانوية لأنه يرى أن بإمكانه الترفيه عن الناس وإضحاكهم حتى وهو في دور ثانوي مع أي نجم كان، وهو ما حدث بالفعل، حتى بات نصيبه من السينما المصرية التي أنتجت 1500 فيلماً ثلثها كما كان يقول دائماً.

مرسي الزيناتي، كبير المشاغبين في مدرستهم، الذي عرّف المنطق كما يعرفه في الزمن الذي لا منطق له: «لما الواحد يضرب واحد يقع ما يحطش منطَق هو دا المنطق»، فعلمنا أن نعرّف ما نشاء كما نرى لا كما يراه غيرنا حين يمكن لنا تأويله، وأن المنطق قد ينجبه غير «المتعلمين بتوع المدارس»، حين تجعلهم الحياة قادرين على فهمها كما يجب والتعامل معها بما يجب.

سعيد صالح، الفنان الذي لم تكن النجومية تعنيه بقدر ما كان يعنيه أن يكون حاضراً بفنه، ولهذا اشتغل في المسرح والسينما والتلفزيون والتلحين؛ إذ لحّن عدداً من الأغنيات، من بينها قصيدة نزار قباني الشهيرة بلقيس. رحل قبل يومين تاركاً خشبة المسرح المصري وأضواء السينما المصرية، مخلفاً العديد من الأعمال التي نجحت نجاحاً كبيراً من غير أن يكون هو نجمها الظاهر في حين كان نجماً حقيقياً في كل ما قدّم تقريباً.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4349 - الأحد 03 أغسطس 2014م الموافق 07 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:13 ص

      شكراً لكم ..

      ألف رحمة على الفنان المصري الرائع سعيد صالح ، و الشكر موصول للكاتبة الأستاذة سوسن دهنيم .....

    • زائر 2 | 2:52 ص

      مصر ام الدنيا

      الله يرحمه فعلا شعب عريق يستاهلون حكام احسن

    • جعفر بن فخر | 9:36 م

      الله يرحمه

      كان فنان رائع
      الله يرحمه

اقرأ ايضاً