العدد 4358 - الثلثاء 12 أغسطس 2014م الموافق 16 شوال 1435هـ

الصحة العقلية للشباب أمرٌ مهم

باباتوندي أوشيتمين

وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان

(رسالة بمناسبة اليوم الدولي للشباب)

يعد الانتقال الآمن من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد حقاً لكل طفل. ولا تعني الصحة مجرد غياب المرض، لكنها تعني حالة كاملة من الصحة البدنية والعقلية والرفاه الاجتماعي.

ويشكل أحد العناصر الأساسية لهذه الحالة قدرة المرء على تحقيق إمكاناته، ومواجهة ضغوط الحياة، وإقامة علاقات صحية، وتحقيق الإنتاجية في العمل، والمشاركة المجتمعية الكاملة. ومع ذلك، فإن الصحة العقلية للشباب كثيراً ما تلقى التجاهل، وبالتالي أصبح الاكتئاب من الأسباب الرئيسية للعجز، وغدا الانتحار أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الشباب على مستوى العالم. وفي هذا اليوم، الذي نحتفل فيه بيوم الشباب الدولي، فإننا نعلن أن «الصحة العقلية أمر مهم».

إن المراهقين، عبر رحلتهم إلى مرحلة الرشد، يكتشفون حقيقة أنفسهم، ويدركون ما هي الآمال التي تراودهم، وما هي المخاطر التي تواجههم. وعبر هذه الرحلة، يتفهمون أبعاد شخصيتهم وعلاقتها بما حولهم، ويتعلمون كيفية التعامل مع توقعاتهم الاجتماعية. ومما له أهميته الحاسمة بالنسبة للمراهقين أن يحظوا بعلاقات داعمة مع معلميهم، ومع من يمثلون بالنسبة إليهم النماذج القيادية والمرشدين، حتى يتسنى لهم أن يعبروا إلى مرحلة الرشد معززين بروح إيجابية من الثقة بالنفس وتقدير الذات.

وعلى مستوى العالم، فإنه من بين كل 3 نساء، تتزوج واحدة وهي دون سن 18 سنة. بل إن الحالة أسوأ بكثير بالنسبة إلى ملايين المراهقين الذين يعيشون في مناطق النزاعات أو الأزمات الإنسانية. وتؤدي حالات الاضطراب والاكتئاب التي تعقب حالات الإجهاد النفسي إلى مضاعفة ما يتعرضون له من إجحاف. ويعتبر التعرض للأزمات النفسية والخطوب في سن مبكرة من عوامل الخطر التي ثبت أنه يمكن تفاديها تجنباً لحدوث الاضطرابات النفسية.

ولئن كان من الضروري بالنسبة لجميع الشباب توافر إمكانية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، هناك من الشباب ممن يعانون من أوجه عجز تتعلق بصحتهم العقلية يحرمون من الحصول على ما يلزمهم من الرعاية والعلاج. وهؤلاء الذين يتم إلحاقهم بمؤسسات للعلاج النفسي كثيراً ما يلقون معاملة مزرية وظروفاً معيشية لا إنسانية. إن جميع الشباب، وخصوصاً هؤلاء الذين يعانون من أوجه عجز عقلية، يستبعدون من الحياة المجتمعية ويحرمون من فرصة المشاركة في عمليات صنع القرار بالنسبة لأمور لها تأثيرها على حياتهم.

إن الصحة العقلية أمر مهم، وأمام المجتمع الدولي الكثير مما ينبغي القيام به لكي يفي بالتزاماته تجاه الشباب. ولزام علينا أن نكفل توافر الخدمات للوقاية من حالات العجز العقلي وتشخيصها وعلاجها. وعلينا أن نقضي على حالات الوصم والتمييز ضد المصابين بحالات عجز عقلية. وعلينا أن نكفل للجميع انتقالاً سالماً وصحياً عبر مرحلة المراهقة.

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في أكثر من 150 من البلدان والمناطق حول العالم لضمان أن تتوفر للمراهقين والشباب المعارف والمهارات والخدمات التي تمكنهم من ممارسة حقوقهم، وفهم طبيعة أجسامهم، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم ورفاههم. ومن خلال مبادرة العمل من أجل المراهقات، فإننا نركّز على صحتهن وسلامتهن وتعليمهن ومشاركتهن وتمكينهن. فالمراهقات حينما يحصلن على المعرفة والتقدير الذاتي والثقة بالنفس، وحينما يتوافر لهن الأصدقاء والمرشدون والخدمات الصحية، يصبحن أكثر قدرة على ممارسة حقوقهن. والأهم من ذلك، أننا نعمل من أجل ضمان إدماج أصوات الشباب وأولوياتهم في الخطط والسياسات الإنمائية.

إقرأ أيضا لـ "باباتوندي أوشيتمين"

العدد 4358 - الثلثاء 12 أغسطس 2014م الموافق 16 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:34 ص

      أمراض نفسية جديدة

      المراهقين يعيشون حالة من عدم الاستقرار، وتتمحور حول معرفة الذات وإشراكها في ذوات الآخرين .. ولهذا برز مرض الاكتئاب بأشكاله المتعددة، وتبعه مرض الإيزبرغر، وهو العزلة المقصودة، وله أعراض كثيرة؛ ومنها أن صاحبه لا يحسن اختيار ملابسه، ويرفض بشدة مقابلة أفراد من الأهل كالخال والعم وأبنائهما.. وأمراض كثيرة.. وحقيقة لها علاقة بالذنوب.. والدكتور باباتوندي أوشيتمين خير من يتابع هذه الحالات عالميا.. ويجعل الأمين العام بان كي مون في الواقع من الأمور الشبابية..

    • زائر 1 | 11:18 م

      البحرين

      الحرمان والطاءفيه هو السبب لنهيار الشباب والمسوليه علي الصامتين والراضين بظلم

اقرأ ايضاً