العدد 2490 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ

إيران وسيناريو «الثورة المخملية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في البحرين حسين أمير عبداللهيان قال في المقابلة التي نشرتها «الوسط» أمس إن إيران تجاوزت مخططا لـ «ثورة مخملية» كانت مبرمجة سلفا من قبل بريطانيا بصورة رئيسية. وهذا الحديث تكرر ذكره في إيران كثيرا، ومنذ فترة غير قصيرة. ففي العام 2007 اعتقلت السلطات الإيرانية الأكاديمية الأميركية من أصل إيراني هالة أسفندياري (كان عمرها آنذاك 67 سنة)، واحتجزتها 110 أيام. وفي تعليق رسمي عن السبب في اعتقالها ورد تصريح على لسان مسئول كبير حينها بالقول إن الأكاديمية اعترفت بأنها «كانت جزءا من مخطط أميركي لتنفيذ ثورة مخملية». فما هي قصة الثورة المخملية؟ «الثورة المخملية» تعبير استخدم لوصف الثورة السلمية التي قادها المثقفون في تشيكوسلوفاكيا العام 1989، والتي أطاحت بالنظام الشيوعي آنذاك، وهذه الثورة تعتبر من أهم الثورات لأنها كانت سلمية وكانت يقودها أساتذة الجامعات والمثقفون والأدباء والكتاب، واعتمدت على حركة الشارع الذي كان بحد ذاته يعتمد على التظاهرات الطلابية السلمية. وعندما قامت قوات مكافحة الشغب بقمع الطلاب في نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 بدأت حينها سلسلة من التظاهرات الشعبية. ومع تزايد الاحتجاجات في الشوارع، أعلن الحزب الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا في 28 نوفمبر 1989 تخليه عن السلطة وأعلن حينها عن تفكيك دولة الحزب الواحد.

ثورة المثقفين (الثورة المخملية) تعتبر أسوأ سيناريو مطروح لدى القيادة الإيرانية، والخشية منه بدأت منذ العام 1997، عندما تسلم الرئيس السابق محمد خاتمي منصب الرئاسة، وحينها أطلق حريات واسعة للمثقفين، واستنتجت جهات نافذة داخل مؤسسة الحكم في إيران (المحافظون) أن شخصيات مثل خاتمي «ربما» يمهدون الطريق - حتى ولو عن غير قصد - لمن يود تنفيذ «ثورة مخملية» للإطاحة بالنظام الإسلامي.

خاتمي استمر ثماني سنوات في الرئاسة، حتى العام 2005، وشهدت فترته عمليات اغتيال لمثقفين واعتقالات طالت حتى المقربين منه، وبالرغم من أنه لا يمكن توجيه التهمة لجهة محددة بشأن اغتيال المثقفين، ولكن كان واضحا بأن الحذر لدى أوساط نافذة في إيران - كان ولايزال - ينصب على الخشية من تنفيذ «ثورة مخملية».

الأوضاع تغيرت مع انتخاب أحمدي نجاد للمرة الأولى في 2005، وأعيد انتخابه للمرة الثانية في 2009... وحدث ما حدث بعد إعلان النتائج في 12 يونيو/ حزيران 2009، وكان واضحا من حديث القادة والمسئولين الإيرانيين أنهم مازالوا يخشون من وجود مخطط لـ «ثورة مخملية»... وهذه المرة فإن إيران تتهم بريطانيا أساسا بالتدخل المباشر لتوجيه الأحداث من أجل تنفيذ «ثورة مخملية».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2490 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً