العدد 4369 - السبت 23 أغسطس 2014م الموافق 27 شوال 1435هـ

الولوغ في الدماء من دون ضمير

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

العديد من المشاهد المرعبة على «اليوتيوب» عن ذبح الناس وإتباعِهِ بالتكبير، أو ترديد عبارات تُشير إِلى أَنَّ الفاعل إِنَّما قام بذلك من أجل الحصول على رضا الله، تطرح تساؤلات كثيرة، من بينها: هل من يقوم بهذا العمل ليس له ضمير يؤنِّبه بشكل من الأَشكال في وقت لاحق؟. وفي أَحد مشاهد «الفيديو» يتحدَّث أَحد المتشدِّدين مع صاحبه،عن وجوب ممارسة الدعوة، وفي حال لم يستجب المستهدف، فإِنَّه يجب استخدام القوَّة؛ لأن هذا شرع الله، ويجب تنفيذه.

منذ نحو ألف عام، وهناك الكثير من علماء وفقهاء المسلمين يطرحون آراءهم عن موضوع السُّلطة، وعلاقة المسلم بها، ودوره في الحياة العامة. فإِحدى الطروحات كانت ترى أَنَّه يجب طاعة الحاكم، بصفته «خليفة» يمثِّل إرادة الله، ودليل ذلك إقامته الحدود، وصلاة الجمعة، وحفظ بيضة الإسلام وقيادة الجهاد ضدَّ الكفار.

كان هناك طرح آخر يقول إِنَّ طاعة الحاكم واجبة، حتى لو كان الحاكم الذي يبسط سلطانه بالقوة لا يلتزم بالأحكام الإسلامية نفسها، وذلك من باب الضرورة؛ لأَنَّ عدم الطاعة يعني الفوضى والفتنة والاضطرابات. ثم كان هناك طرح آخر يقول بوجوب بذل الجهد لإحياء شرع الله، وأَن يسعى المسلم لحثِّ وإلزام الحاكم والمحكوم بالالتزام بما أنزل الله. هذا الفهم أفسح المجال لتفعيل مبدأ «الجهاد» بحسب الفهم الذي يستوعبه المرء، وبحسب الراية المرفوعة لتفعيل الجهاد في زمان مَّا ومكان مَّا. وفي هذه الحال، فإِنَّ دور المسلم ليس سوى «تنفيذ شرع الله»، وهذا التنفيذ هو جهد واجتهاد في التنفيذ، وقد يخطئ المرء أو يصيب، وإِنَّ الله سيثيبه أَكثر على الصواب، وسيغفر له الأخطاء.

هذا الطرح يعني أَنَّ الإِنسان المسلم ليس له رأي،وإِنَّما هو منفذٌ لإرادة الله بحسب ما يفهم، أو تفهم الجماعة التي ينتمي إِليها، وأَنَّ القيمة الأُخروية المتصورة هي الأَساس، وأَنَّ الدنيا الزائلة ليس لها اعتبار. لكنَّ هذا الكلام وغيره لا يمكن أَن يجيب على السؤال عمَّا إِذا كان من يقوم بالأعمال البشعة يصيبه تأنيب الضمير؛ لأَنَّ الولوغ في الدماء يقتل الضمير، ويحوِّل الإِنسان إِلى وحش ليس له حدود، والمصيبة أَنَّ من يقوم بذلك يعتقد أَنَّه سيحصل على رضا الله.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4369 - السبت 23 أغسطس 2014م الموافق 27 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:49 م

      خوف امريكا من ارتداد الدواعش

      صراحة داعش صناعة أمريكية والخوف من الأمريكان الان وردت فعلهم نتيجة عدم استجابة الدواعش وخضوعهم لإرادة الأمريكان حيث الكلب عند تدريبه على شم المخدرات ترى بعد فترة بسيطة عدم قدرة هذا الحيوان لاستجابة الشم بعدها يتوجب على المدربين قتله  

    • زائر 11 | 11:59 ص

      نحن في الفتنة الرابعة المظلمة السوداء.. 1.. ام محمود

      الفتنة الرابعة هي العمياء المظلمة الصيلم المستأصلة : التي تقع في زمن الملك الجبار ، والملوك الجبابرة الديكتاتوريين ، فإنها فتنة يحدث فيها شدة الظلم وشبه الفَناء من كثرة القتل والهرج ، لا تكاد تنطفئ في مكان إلا واشتعلت في مكان آخر، تمتد من المشرق إلى المغرب، وتنتشر بالشام، وتتفتت فيها مصر وتخرب، ثم العراق حتى يحسر الفرات بها عن جبل من ذهب يُقتل لأجله تسعة أعشار المتقاتلين، ثم يخرج السفياني وتقوم ملحمة كبيرة بمنى يخرج على إثرها المهدي ع و قد حذرنا رسول الله ص من شدة و طأتها و شدة القتل و الفوضى

    • زائر 10 | 6:28 ص

      اللهم

      اللهم خلص امة محمد من شر الدواعش ...الذين استخدمو الدين غطاء على فعايلهم المنبوذه ليكم يوم ياقتله يادواعش اللهم انتقم منهم وانتقم ممن يمولهم يارب العباد

    • زائر 9 | 6:09 ص

      اتفق معك

      اتفق معك ياستاذ تماما، ولذلك تخاف الدول الغربية رجوع هذه الحثالة الى اوطانهم لانه لا يمكن اصلاحهم وسيشكلون خطرا كبيرا ودائما على مجتمعاتهم. لذلك ربما ترى الدول الغربية انه من الافضل ابادتهم جميعا في مواقعهم

    • زائر 8 | 3:56 ص

      هل هذا هو دين الرحمة الذي جاء به نبي الرحمة؟

      كلام للدواعش ومن بناهم ومن دعمهم :نبي الرحمة نبي الاسلام نبي السلام نبي الانسانية نبي الاخلاق والحقوق : هل هذا هو دينه الذي جاء به هل هذا معنى الآية لا اكراه في الدين؟ هل هذا معنى الآية قل كل يعمل على شاكلته وربك اعلم؟ هل هذا معنى الآية لكم دينكم ولي دين؟ هل هذا معنى انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق واي اخلاق التي يدفن فيها الاطفال احياء ماذا ابقيتم من الرذائل يا من تدعون الاسلام واي تشويه الحقتموه بهذا الدين القويم؟

    • زائر 7 | 2:47 ص

      كنت من المغررين

      كنت من يدافع عن تطبيق الدين والتدين ولكن بعد اكتشاف الحقيقة اصبح الدين هو حماية للطواغيت والفكر المنحرف وصراحة الدين يساوي ........ والله الحكيم الرحيم أجل ان يشرع دينا ليستأسد به اناس على اناس.

    • زائر 6 | 2:41 ص

      أي مسلم ؟

      لا يموت الاعمى إلا إذا تخاصم مع عصاه او ضيعها و لا تحرق النار الا رجل واطيها

    • زائر 5 | 1:52 ص

      ماذا لو توقف القتلة دقيقة واحدة وتذكّروا موقفهم امام الله

      حين يقف العبد امام الله في ذلك اليوم العسير وفي رقبته دماء الأبرياء، وقد قال الله ان من قتل نفس فكأنما قتل الناس جميعا، وأن من قتل نفسا بغير حق فجزاؤه جهنم. ضعوا احتمال 1% ان يكون القتل بغير وجه حق وقد وقفتم بين يدي القدرة في ذلك اليوم العسير الذي فيه اما خلود في النار او خلود في جهنم. هذه الأمّة غريب امرها: عشرات الآيات والأحاديث تحذر ولكننا اكثر الأمم ازهاقا للارواح من غير وجه حق

    • زائر 3 | 1:34 ص

      المصيبة في هذه الارء

      مصيبتنا نحن المسلمون أكبر لأنه دا ءما هناك قولان ورايان والاحوط والواجب والمستحب وعندما وتشتت لا توجد مرجعيه الاكثريه أو الديمقراطيه بمختلف ونتعصب لراينا جهلا مع اني ارى كلها والمشكلة في التنفيذ واختيار الوقت المناسب لكل رأي والتوفيق في التنفيذ والنجاح أمر لا يحسنه كل قا ء م في الأمر

اقرأ ايضاً