العدد 4370 - الأحد 24 أغسطس 2014م الموافق 28 شوال 1435هـ

محمد البرباري يُطوِّع الصعوبات بدراجته الهوائية منذ 48 عاماً

البرباري فوق دراجته التي اعتاد العمل عليها كل يوم
البرباري فوق دراجته التي اعتاد العمل عليها كل يوم

بلغت الحرارة ذروتها بارتفاع قرص الشمس في كبد السماء، إنه شهر أغسطس/ آب وهكذا يُعرف بطقسه الجاف والرطب، بينما في الجهة المقابلة كان محمد جعفر البرباري يجوب طرقات قرية باربار بدراجته الهوائية، والتي يشدك منظرها لأول نظرة إليها، هي ليست مثل باقي الدراجات؛ ما جعلني ذلك الأمر أن أقف لبرهة لعلّي أحظى بما يرضي فضولي حول ذلك.

بينما كان البرباري يسير ببطء اقتربت منه طالباً منه إجراء لقاء قصير معه، في البداية تجهم وجهه، إذ قال مغمغماً: إلى أيٍّ من الصحف تنتمي؟ وعندما قلت له «الوسط» ابتسم وقال: «هذا ما توقعت، علاقتي بدراجتي ليست علاقة يوم أو شهر بل هذه العلاقة بدأت منذ (48 عاماً) وما زالت، إذ لم نفترق منذ التقينا لأول مرة.

البداية وليست النهاية

لكن مهما يكن من أمر، فإن البرباري ودراجته الهوائية ذات الشكل الغريب نسبياً عن باقي الدراجات؛ حيث بات جميع أهالي باربار يميزون البرباري ودراجته، فهل لها بداية وأسباب؟ تلك بعض من الأسئلة التي حملتها إلى البرباري، فأجاب قائلاً: «جاءت إعاقتي منذ صغري؛ إذ تعرضت لحادث عرضي، ما أدى إلى عجزي عن الوقوف والمشي كغيري ممن هم بمثل عمري آنذاك، كان وقع الصدمة كبيراً عليَّ، إذ كيف أرى الجميع يذهب ويأتي ويلعب ويمضي، بينما أنا عاجز أترقب لا حول لي ولا قوة».

ويضيف «أدرَكَ من هم حولي والدي وأهلي حاجتي، غير أن الحزن بدأ يتلاشى عندما وجد والدي رحمه الله فكرة لتصميم دراجة هوائية تناسبني، وأتمكن من التنقل بها، فقام بالذهاب إلى أحد الأشخاص واسمه شعيب، وهو مختص بتصليح الدراجات الهوائية، وطلب منه تصميم الدراجة حسب ما رآه والدي مناسباً لي، وهكذا كانت البداية وليست النهاية».

كيف تأقلم البرباري مع دراجته الهوائية؟

في محل بيع الفاكهة كان البرباري يقوم بشراء البعض منها، عندما بادرته بسؤال عن كيفية تأقلمه مع ذلك الوضع الجديد بالنسبة إليه، غير أن هذا الرجل - خلافاً لأي شخص ربما بالأخص من ذوي الاحتياجات الخاصة فهو ليس من الذين ييأسون بسرعة، أجابني بابتسامته العريضة: «عموماً، كانت البداية بالتعايش مع الدراجة وقيادتها ليس سهلاً، ولكنني تمكنت بتوفيق من الله التأقلم تدريجياً مع هذا الوضع حتى أتقنت قيادتها بشكل ممتاز».

ويضيف «يبدو لي أن الغرابة وقتها كانت واضحة على وجوه الأهالي، ربما يعود الأمر لكون الفكرة جديدة وغير معهودة رؤيتها، حيث كانت نظراتهم تلاحقني أينما ذهبت وهي بمثابة الأسئلة، التي وجدوا إجابتها مع إصراري وإجادتي لقيادتها من المنزل وإلى أي مكان».

بعد دقائق يطلب مني البرباري مرافقته لأخد جولة بين أزقة قرية باربار، قبل أن يبادرني هذه المرة بسؤال، قائلاً: «هل يوجد من هم بمثل إعاقتي وتحدّوا مصاعب حاجتهم للغير وابتكروا أدوات وأموراً تسهل عليهم العيش دون الحاجة إلى الغير؟ فأجبته قائلاً: نعم، هناك كثيرون تمكنوا من مواجهة إعاقتهم ونجحوا وأثبتوا وجودهم بين أوساط المجتمع، ولا تنسَ أنك واحد منهم... ابتسمَ قبل أن يقوم بتقديم الشكر لي.

العدد 4370 - الأحد 24 أغسطس 2014م الموافق 28 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 2:54 م

      الصفار

      انسان جميل جداً يبادر بسلام قبل ان تسلم عليه الله يحفظه ويطول في عمره

    • زائر 6 | 3:32 ص

      الامل

      هؤلاء بمثابة الأمل للأشخاص اليائسين

    • زائر 5 | 2:58 ص

      شكرا على الموضوع

      ونعم الرجال هالبرباري الأصيل دائما أقول انه يبادر بالسلام قبل أن نبادر نحن ورجل معروف بطيبة قلبه وبساطته و تواضعه وألابتسامه التي لا تفارق وجهه و أتمنى من الحكومه دراسة هذه الحالات وتوفير دراجات كهربائيه لذوي الاحتياجات الخاصه

    • زائر 4 | 2:30 ص

      بنت عليوي

      الله يعطية الصحة وطولة العمر

    • زائر 3 | 2:11 ص

      الله يعطيه العافية

      هناك تسليم بقضاء الله و هناك ارادة و الله ما يعطي الصابرين الا كل خير و الحمدلله على كل حال
      يا ليت الصحفي تعمق شوي نبي نعرف شلون عايش تزوج؟ عنده اولاد؟ من يساعده غير الدراجة؟
      الحمدلله على كل حال

    • زائر 2 | 1:52 ص

      الله يعطيه العافية والصحة

      شكرا للوسط التي تجمع الكثير وما هو موجود في البلد من تنوعات

    • زائر 1 | 12:13 ص

      الأمل

      هذا الإنسان كل ما اشوفه يبعث في نفسي الأمل.. الله يعطيه الصحة و العافية

اقرأ ايضاً