قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلثاء (26 أغسطس/ آب 2014) إنه لا يمكن حل أزمة أوكرانيا بمزيد من التصعيد العسكري أو دون حوار مع ممثلي المناطق الشرقية التي تتحدث الروسية.

وقال بوتين «نحن مقتنعون بأن (الأزمة الأوكرانية) اليوم لا يمكن حلها بمزيد من التصعيد للسيناريو العسكري ودون أن نضع في الحسبان المصالح الحيوية للمناطق الجنوبية الشرقية من البلاد ودون حوار سلمي مع ممثليها».

وأضاف خلال اجتماع رفيع المستوى في مينسك بحضور الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو إن الاقتصاد الروسي قد يخسر نحو مئة مليار روبل (2.77 مليار دولار) إذا وصلت بضائع من الاتحاد الاوروبي إلى روسيا عبر أوكرانيا متفادية التعريفات الجمركية التي تفرضها روسيا على بضائع الاتحاد. وتابع بوتين «لا يمكن أن تقف روسيا مكتوفة الأيدي في موقف كهذا وسوف نضطر ببساطة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية سوقنا» مضيفاً أن هذا سيشمل إلغاء المزايا التجارية الممنوحة للواردات القادمة من أوكرانيا.

وقال بوتين إن روسيا البيضاء (بيلاروسيا) وكازاخستان وهما شريكتا موسكو في اتحاد جمركي سوف تتأثران أيضاً.

واجتمع بوتين وبوروشينكو وزعماء آخرون في مينسك لبحث الصراع في أوكرانيا.

و اعتبر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو «إن مصير العالم وأوروبا» سيتقرر في لقاء القمة الذي ينعقد في مينسك وأن تحقيق السلام هو الهدف الرئيس للقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال بوروشنكو بعد أن تصافح مع بوتين قبيل بدء هذه المحادثات «إن مصير العالم وأوروبا سيتقرر أثناء هذا اللقاء في مينسك. هذا ما أراه».

من جهتها قالت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن مهمتها في المحادثات بشأن الأزمة الأوكرانية في عاصمة روسيا البيضاء هي ضمان قدرة أوكرانيا على حماية سلامة أراضيها.

وقالت أشتون في بداية محادثات رفيعة المستوى إنها أرادت «محاولة دعم الشعب الأوكراني ليحقق السلام والأمن والتأكد من قدرته على الحفاظ على سلامة أراضيه وضمان مستقبل ينطوي على مقومات اقتصادية قوية... وعلى علاقات جيدة ومتزايدة مع الدول المجاورة».

من جانبه، قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو إنه من غير المرجح أن تحقق محادثات رفيعة المستوى بشأن الأزمة الأوكرانية في مينسك أي انفراجة كبيرة ولكن يجب أن تساعد في إطلاق عملية السلام. وقد وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة البيلاروسية. وقالت وسائل إعلام في بيلاروس إن بوتين توجه بعد وصوله إلى قصر الاستقلال ليجتمع مع عدد من الزعماء المشاركين في قمة الاتحاد الجمركي الأوروآسيوي وبينهم الرئيس الأوكراني.

في غضون ذلك، أعلن الجيش الأوكراني أسر عشرة جنود مظلات روس على أطراف منطقة دونيتسك المضطربة شرقي أوكرانيا.

وذكر مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني أنه تم العثور على بطاقات هوية روسية بحوزة الجنود. وأكد مسئول في وزارة الدفاع الروسية أسر الجنود الروس العشرة، موضحاً أنهم كانوا ضمن دورية حدودية وصلت «بالصدفة» إلى منطقة أوكرانية تخلو من العلامات.

من جانبه أكد مسئول بوزارة الدفاع الروسية أمس لوكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية واقعة القبض على جنود روس، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بدورية حدودية وصلت «بالمصادفة» إلى نقطة لم يتم ترسيمها في الأراضي الأوكرانية.

وأكد الجنود في شرائط فيديو بثت على الإنترنت ما قاله المسئول الروسي الذي أضاف أن ما يصل إلى 500 جندي أوكراني كانوا قد وصلوا بطريقة مشابهة للأراضي الروسية وتم إعادتهم مرة أخرى.

وقد تحدثت القيادة السياسية في كييف والانفصاليون الموالون لروسيا عن وقوع اشتباكات عنيفة في شرق أوكرانيا حيث أشار مجلس الأمن القومي الأوكراني إلى مقتل نحو 250 مسلحاً في غضون 24 ساعة.