العدد 4373 - الأربعاء 27 أغسطس 2014م الموافق 02 ذي القعدة 1435هـ

أنشيلوتي يواجه تحـدي إعادة تأهيل الريال من جديد

بعد عام واحد من تقلده منصب المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني، يواجه الإيطالي كارلو أنشيلوتي تحديا اعتاد عليه خلال سنوات عمله الاحترافي وهو إعادة تأهيل فريق يطالبه الجميع بالفوز بكل شيء.

ورفع رحيل الأرجنتيني أنخيل دي ماريا مؤخرا عن الفريق على غير رغبة قطاع عريض من المتابعين سقف مطالب التطوير والتغيير التي كانت في حقيقتها أمنيات قديمة لجماهير النادي العريق. وأبدى أنشيلوتي في الموسم الماضي قدرة كبيرة على حل المشاكل، وهو ما يتعلل به دائما للمحافظة على هدؤوه عن مواجهة المواقف الغير اعتيادية. وقال أنشيلوتي: «دي ماريا أخبرنا أنه يريد الرحيل ولهذا تعاقدنا مع جيمس رودريغيز» في محاولة منه لتبرير تعاقد النادي مع اللاعب الكولومبي الموهوب. ولكن في واقع الأمر، يختلف جيمس رودريغيز كثيرا في مقوماته الشخصية والفنية عن زميله الأرجنتيني الراحل، الأمر الذي يسعى أنشيلوتي من خلاله إلى تغيير القوام الأساسي للفريق الملكي. وحصد ريال مدريد لقبي دوري أبطال أوروبا وكأس الملك في الموسم الماضي بواسطة فريق وتشكيل يختلف عن التشكيل الذي بدأ به الموسم فعليا، عندما أزاح تعاقد النادي مع الويلزي غاريث بيل دي ماريا من القائمة الأساسية للفريق.

ومع قدوم بيل واجه أنشيلوتي مشكلة تتعلق بعدم التوازن، إذ كان المهاجمون في عزلة في الخطوط الأمامية جراء ضغط المنافس على منطقة المناورات، وهو ما كان يؤدي إلى حدوث تخبط وارتباك بين صفوف الفريق فما كان من المدرب الإيطالي إلا أن يدفع بدي ماريا في منتصف الملعب لاستعادة التوازن والتحكم في اللعب. ومنذ ذلك الحين، تعرض اللاعب الأرجنتيني إلى الكثير من الانتقادات من قبل الجماهير التي كانت تقذفه بصافرات الاستهجان بشكل متكرر. ومع مرور الوقت، أصبح دي ماريا يشغل مركز لاعب الوسط المهاجم الذي لم يعتاد على اللعب فيه إلا أن الأمر كلل بالنجاح على نحو مبهر في نهاية الموسم.وتمكن ريال مدريد من اختتام الموسم بشكل رائع وأصبح دي ماريا واحدا من أهم عناصره التي لا غنى عنها، الأمر الذي ظهر بشكل جلي في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا. ورحل دي ماريا وجاء جيمس رودريغيز الذي لم يتمكن حتى الآن من الاضطلاع بالدور الذي حدده له أنشيلوتي، وهو ما ظهر بشكل واضح يوم الاثنين الماضي خلال المباراة التي فاز فيها ريال مدريد بشق الأنفس على المتواضع قرطبة بهدفين نظيفين. وتعرض رودريغيز لبعض صافرات الاستياء والامتعاض من بعض جماهير الفريق الأبيض خلال بعض فترات المباراة. وجاء تألق رودريغيز في مونديال البرازيل عندما شغل مركز المهاجم المتأخر خلف رأسي الحربة، وهو الموقع الذي ليس له وجود فعلي في طريقة اللعب التي يعتمدها أنشيلوتي مع ريال مدريد حتى الآن.

وتطرق أنشيلوتي إلى شرح المركز الجديد الذي يشغله رودريغيز حاليا قائلا: «لقد قام بتغيير مركزه المعتاد خلف المهاجمين إذ يلعب الآن أقرب لمنتصف الملعب. عليه أن يعتاد على هذا»، وأضاف «يمكنه أن يلعب في أي مركز هجومي. لا أعتقد أنه سيواجه أي مشاكل عندما يعتاد على اللعب في الخلف». وبينما يتمتع دي ماريا ببنية جسمانية تسمح له بالانتشار في كل أجزاء الملعب من منتصفه وحتى الخط الهجومي، يعجز اللاعب الكولومبي عن مجاراته في ذلك على رغم ما يتمتع به من مهارات وقدرات فنية كبيرة. واعترف رودريغيز أنه لايزال غير قادر على استيعاب بعض الأمور، وقال: «أتمنى أن أكون أفضل شيئا فشيئا».

وبعد 3 أشهر فقط من حصوله على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا يجد أنشيلوتي نفسه مجبرا على إعادة هيكلة الفريق الذي سقط في بطولة السوبر الإسبانية أمام جاره أتلتيكو مدريد، الأمر الذي يستلزم تحليه بصبر وهدوء الجراحين.

العدد 4373 - الأربعاء 27 أغسطس 2014م الموافق 02 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً