العدد 4373 - الأربعاء 27 أغسطس 2014م الموافق 02 ذي القعدة 1435هـ

قلعة البحرين... مركز رئيسي لحضارة دلمون وشاهد على تاريخ المملكة العريق

قلعة البحرين، أو قلعة البرتغال هي قلعة تقع في ضاحية السيف في مملكة البحرين. وهي تقع على شاطئ البحر في الجهة الشمالية من جزيرة البحرين بين قريتي كرباباد شرقاً وقرية حلة العبد الصالح من الجنوب والغرب.

ويعد موقع القلعة كبيراً جداً، إذ إنه يشكل في الواقع المركز الرئيسي لحضارة دلمون ويتمثل ذلك في هضبة القلعة، حيث يحيط بها سور المدينة الضخم ويضم هذا الموقع قلعة البحرين القصر الإسلامي، المدن الدلمونية وميناء دلمون.

وشكلت القلعة المبنية على تل واسع الموقع الرئيسي لبحوث وحفريات البعثة الأثرية الفرنسية، حيث حلت البعثة الفرنسية في القلعة محل البعثة الدنماركية التي اكتشفت الموقع في الخمسينات وكان يرأس البعثة الدنماركية بيدر فيليم جلوب وجيفري بيبي، وتؤكد هذه البحوث والحفريات أن هذه المنطقة السكنية الممتدة على مساحة 17.5 هكتاراً كانت مأهولة من دون انقطاع خلال الفترة الواقعة بين 2300 قبل الميلاد إلى القرن الثامن عشر، هذا بالإضافة إلى أنها كانت بدون شك العاصمة القديمة للبحرين.

البناء الأول

لقد بنيت هذه القلعة من قبل حكام عرب محليين في القرن الرابع عشر الميلادي على مبان تعود لفترات مختلفة وتتكون من أربعة أبراج دائرية في كل زاوية برج وبعض الغرف الخاصة بالذخيرة والغرف الخاصة بالجند.

البناء الثاني

لقد جدد البناء الأول من قبل حكام عرب محليين وتم توسعة القلعة من الخارج، وذلك ببناء سور خارجي خلف السور الأصلي مع إضافة أبراج جديدة دائرية الشكل، برجين في وسط الجدار الغربي وبرجين في وسط الجدارين الشمالي والجنوبي.

البناء الثالث

بعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح قام البرتغاليون باحتلال الساحل الممتد من رأس الرجاء الصالح إلى الهند بقيادة الأدميرال (الفونسو البوكيرك) ولقد استولوا على البحرين في الفترة من 1521 - 1602 م.

وفي تلك الفترة لفت انتباههم موقع قلعة البحرين الاستراتيجي واستخدموها قاعدة عسكرية لهم.

وفي أثناء الاحتلال قرروا بناء إضافات جديدة في وسطها مثل بناء مقر خاص للقائد كما قاموا بتوسيع سور القلعة وأضافوا أربعة أبراج مربعة الشكل.

الحصن الإسلامي

يقع في الجهة الشمالية شمالي سور المدينة ويعود تاريخه إلى الفترة من 100م - 1400م مبني على جدران تعود لفترة تايلوس، وهو على شكل مربع طول كل ضلع من أضلاعه 52 متراً وفي كل زاوية يوجد برج دائري وفي منتصف كل جدار برج على شكل نصف دائرة، ماعدا الجدار الغربي فإنه يتوسطه برجان على شكل ربع دائرة. حيث يشكلان معاً المدخل الرئيسي وفي كل برج فتحات للرماية وتيوسطه فناء مربع وفيه أربعة ممرات تتعامد وتنفتح على الفناء وتوجد به مجموعة كثيرة من الغرف ومدبسة لتخزين واستخراج عصير التمور (الدبس).

الميناء الدلموني

يقع هذا الميناء في الجهة الشمالية من سور المدينة والذي يعتبر في الواقع البوابة الرئيسية لدلمون، إذ إن السفن التجارية القادمة من الشرق والشمال والغرب لابد أن تمر بهذا الميناء المتصل بقناة عميقة تمتد إلى وسط البحر. ولقد وصلت إلى هذا الميناء السفن الشراعية القادمة من بلاد وادي السند وفارس وبلاد ما بين النهرين وعمان والكويت والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.

في هذا الميناء تم اكتشاف مجموعة من الأوزان والأختام المستخدمة في ختم البضائع وفي الجهة الجنوبية من البوابة توجد مكاتب الجمارك وغرف التخزين ومواقف خاصة للنقل وبئر المياه.

ونظراً لأهمية هذا الميناء فإنه جدد وأضيفت عليه بعض التعديلات وهو يعاصر المدن الدلمونية.

المدن الدلمونية

تشكل هضبة قلعة البحرين مجموعة من المدن مبنية فوق بعضها البعض ويحيط بها سور ضخم طول الجدار من الشرق إلى الغرب 750 متراً وطوله من الشمال إلى الجنوب 360 متراً ويبلغ أقصى نقطة ارتفاع عن مستوى سطح البحر حوالي 12 متراً. وتعتبر في الواقع إحدى عجائب الدنيا لما تحتويه من مبانٍ ضخمة مبنية فوق بعضها البعض. ولقد تمكن علماء الآثار من خلال دراسة الطبقات ومقارنة الفخار المكتشف بفخار وادي الرافدين من تمييز خمس مدن تعود لست فترات تاريخية.

العدد 4373 - الأربعاء 27 أغسطس 2014م الموافق 02 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً