ناقش المشاركون في جلسات ورشة عمل "بناء المجتمع والمبادرات الشبابية" التي انطلقت فعالياتها في المنامة اليوم الخميس (28 أغسطس/ آب 2014)، وذلك بتنظيم من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبالتعاون مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة في مملكة البحرين، العديد من القضايا والتحديات المرتبطة بتطوير مشاركة الشباب في التنمية المجتمعية وسبل التعاون مع الجهات الرسمية والخاصة لتحقيق هذا الهدف.
وتطرقت إحدى جلسات ورشة العمل إلى تحديد القضايا والتحديات التي يواجهها المجتمع الخليجي، حيث قام المتحدثون في الجلسة بوضع بعض المقترحات والحلول لتلك القضايا الخاصة بما يواجهه الشباب للمشاركة في التنمية المجتمعية، ثم تحديد مجموعة من المهارات والمعارف التي يحتاجها الشباب وتزويدهم بتلك المهارات عن طريق منظمات وجهات من أبرزها الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، بالإضافة إلى ما يقترحه الشباب من جهات أخرى، وأخيرا وضع التصور حول كيفية الاستمرار في دعم وتشجيع المبادرات الشبابية، ومجموعة المقترحات الخاصة بتسهيل مشاركة الشباب في التنمية المجتمعية.
وفي الورشة الثانية التي أقيمت تحت عنوان "بناء مجتمع شبابي مبادر" تم عرض مجموعة من المبادرات الشبابية وبجث سبل تطبيقها على مستوى الخليج، كما تم التركيز على إعلاء مفهوم الذات وكيفية تقدير الذات والأهداف، ووضع خطط استراتيجية على مستوى دول الخليج بشكل عام، وتحديد أهم المشاكل التي تواجه الشباب أثناء تقديم مشاريع أو مبادرات، وذلك من خلال تحديد تلك المشكلات ومن ثم وضع خطط العمل والمبادرات الفاعلة التي يمكن تطبيقها على مستوى الخليج لتظهر بشكل مشترك.
واستهدفت الجلسة الثالثة التي أقيمت على هامش فعاليات ورشة العمل الحصول على أكبر عدد من المبادرات النوعية المجتمعية الشبابية القابلة للتطبيق على مستوى الخليج، لتحقيق أكبر حصيلة من الأفكار، حيث تم اتباع منهجية بالسؤال عن المبادرات التي تناسب عامي 2014 – 2015، والمبادرات المناسبة لعام 2020 على مستوى دول الخليج، وطرح الشباب المشاركين أبرز المبادرات المجتمعية في دول المجلس، حيث تم تقسيم المبادرات بحسب نوعيتها والمجالات التي تناقشها مثل الصحة والتربية والتعليم والثقافة والمجالات الخيرية والأسرية والاجتماعية والشبابية والمجال الرياضي، وقد أظهر الشبأولاب كفاءة وقدرة على الإبداع وانفتاح الفكر الثقافي ولديهم القدرة على تقديم مبادرات نوعية.
وبعد انتهاء جلسات ورشة العمل اجتمع الخبراء لصياغة التوصياتالأولية التي سيتم عرضها على الشباب المشاركين في ورش العمل واستشارتهم في هذه التوصيات ليتم في ما بعد إعادة صياغتها قبل رفعها إلى المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته المقبلة.
وعلى هامش ورشة العمل قام وفد الشباب المشارك في الورشة الثالثة، بزيارة إلى مدينة الشباب 2030، والتي تقع في مركز البحرين الدولي للمعارض وتنظمها المؤسسة العامة للشباب والرياضة ضمن برامجها التدريبية للشباب، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة. وخلال الزيارة اطلع الوفد على الخطط والبرامج الرامية إلى تزويد الشباب بالخبرات والمهارات القيادة واكتشاف مواهبهم في العديد من المجالات مثل الإعلام والفنون والقيادة والتكنولوجيا، وقد لاقت الزيارة استحسان الشباب لما شاهدوه في المدينة الشبابية.
وفي ختام الجلسات، أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عن التوصيات التي توصل الشباب المشاركين في ورشة العمل الشبابية، وتمثلت التوصيات الأولية في الآتي:
أولا المشاركة في التنمية المجتمعية:
1.إنشاء مركز موحد يعني بإصدار التراخيص للمبادرات الشبابية على مستوى دول المجلس، وإيجاد آلية لتسويق المبادرات والبرامج المتميزة في دول المجلس، ويكون معنيا كذلك بشئون المبادرين من الشباب والداعمين لهم، وتقديم الدعم والرعاية للمبادرين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
2. إنشاء قاعدة معلومات خليجية للمبادرات الشبابية
3. غرس مفاهيم العمل التطوعي لدى الشباب وتشجيعهم على الأعمال التطوعية التي تسهم في تنمية المجتمع، وإيجاد تشريع قانون للعمل التطوعي.
4.التوسع في النطاق الجغرافي في توزيع مراكز رعاية المبادرات الشبابية وأعمالهم التطوعية
5.توسعة نطاق الدعم الإعلامي للمبادرات الشبابية والأعمال التطوعية لخدمة المجتمع
6.استغلال المباني والمؤسسات الحكومية بعد فترة الدوام المدرسي للاستفادة منها في خدمة المجتمع
7.تبسيط الإجراءات الحكومية في التعامل مع المبادرات الشبابية
8.تبني أصحاب القرار للمبادرات الشبابية المتميزة وتشجيعها
أما على صعيد تطوير مهارات الشباب، فقد أوصى المشاركون في جلسات ورشة العمل بما يلي:
1.إنشاء مراكز بحثية متخصصة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول المجلس في مجال تنمية المجتمع وتطوير المبادرات الشبابية
2.تنظيم دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في بناء المهارات الشخصية والبرامج القيادية وإدارة المشاريع والبرامج التي تساهم في العمل التطوعي
3.تأهيل وتدريب الشباب في مجال تنمية المبادرات والأعمال التطوعية التي تساهم في خدمة المجتمع والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة
4.تنظيم لقاءات ومعارض ومسابقات تنافسية للشباب من أصحاب المبادرات على مستوى دول الخليج
وفيما يتعلق بتشجيع المبادرات البناءة للشباب، فقد اقترح المشاركون العديد من التوصيات، بما فيها:
1.إنشاء صندوق لدعم مشاريع ومبادرات الشباب وأعمالهم التطوعية
2.تعميم وتشجيع التجارب الخليجية الناجحة في مجال المبادرات الشبابية والأعمال التطوعية
3.الاطلاع على التجارب الدولية المتميزة في مجال تبني ودعم المبادرات الشبابية
4.تشجيع الأنشطة الطلابية التي تساهم في خدمة المجتمع
5.تخصيص جائزة تشجيعية للأسر التي تهيئ البيئة المناسبة لأبنائها للمشاركة في الأعمال التطوعية.
6.اعتبار الخدمة المجتمعية التطوعية ضمن عناصر تقييم كفاءة الموظف.
وأقيمت جلسة نقاشية للشباب المشاركين والخبراء المحاضرين عقب إعلان التوصيات تناولت عدة موضوعات من قبل الخبراء والشباب المشاركين في الجلسة، حيث اقترح مدير إدارة الصحة محسن الدوسري بالأمانة العامة لمجلس التعاون عمل تقييم للطلبة بالجامعات من خلال المبادرات المطروحة منهم، فيما أثارت الدكتورة مريم المتروك قضية المركز الموحد للمبادرات الشبابية وعدم وجود قاعدة بيانات، مشددة على ضرورة إنشائها، هذا إلى جانب الدعم الإعلامي، وتبسيط الإجراءات الحكومية، وأشار الخبير محمد الغافري إلى ضرورة إنشاء المركز الموحد للمبادرات الشبابية على مستوى دول الخليج، وإيجاد تشريع للعمل التطوعي للتأسيس للعمل الاحترافي وفتح مجالات الإبداع.
وتحدث الشباب المشارك في مداخلاته عن أهمية التواصل فيما بينهم بصفة مستمرة وألا يقتصر الأمر على التواجد في الورش التي تقيمها الأمانة العامة لمجلس التعاون، واقترح أحد المشاركين مبادرة سفينة لشباب الخليج تزور دول المجلس بشكل أسبوعي، فيما اقترح أحد الشباب إقامة مسابقة للمبادرات تنقح أفضل المبادرات المطروحة وتقديمها بشكل احترافي بهدف الوصول إلى المستوى العالمي في المبادرات.