العدد 4377 - الأحد 31 أغسطس 2014م الموافق 06 ذي القعدة 1435هـ

كيف وجدت الولايات المتحدة حلاًّ استثنائيّاً لمخاطر عرض النفط؟

سلّط تقرير جديد صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية الضوء على الارتفاع الاستثنائي في إنتاج الوقود السائل الأميركي خلال السنوات القليلة الماضية وكيف ساعد على تعويض اضطرابات العرض المفاجئة والتي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ حرب الخليج من 24 سنة.

قام التقرير بعمل رائع في وصفه لما سبق لنا معرفته بدقة حول أن أسواق النفط أصبحت منذ 2011 أقل حساسية للسعر بشأن اضطرابات العرض المحتملة وخاصة لتلك الأحداث الجيوسياسية العديدة التي حدثت منذ الربيع العربي والإطاحة بمعمر القذافي في العام 2011.

ومنذ 2011 وحتى يوليو/ تموز الماضي، نما الإنتاج الأميركي للوقود السائل - النفط الخام والغاز المسال والوقود الكيماوي - بما يزيد على 4 ملايين برميل يومياً تأتي ثلاثة ملايين منها من النمو في إنتاج النفط الخام بشكل رئيسي من تقنيات الإنتاح المبتكرة كاستخراج النفط الصخري.

ومن المتوقع ارتفاع إنتاج النفط الصخري في أكبر ثلاث مناطق إنتاج في تكساس وشمال داكوتا، كما يُتوقع أن يستمر ارتفاع زيادة إنتاج النفط الصخري حتى العام 2020 حيث سيستقر حينها قبل الهبوط في العقد اللاحق ومن الضرروي أن تستمر الأسعار المرتفعة أو الانخفاض في تكلفة الاستخراج من الابتكارات المستمرة في تقنيات الإنتاج من أجل أن يحدث هذا.

بالعودة إلى اضطرابات العرض، تقدر إدارة معلومات الطاقة بأن اضطرابات التوريد المفاجئة تتراوح بين 3.2 ملايين برميل يومياً خلال الأشهر السبعة الأولى من 2014 تأتي الأغلبية العظمى منها من دول منظمة الأوبك وخاصة ليبيا وإيران والعراق حيث شهدت ليبيا تدهور الإنتاج فيها في أغسطس/ آب الماضي عندما بدأ المتمردون حصارهم للميناء الذي دام سنة والذي بدأ ينفك للتو في حين انقطع الإنتاج الإيراني في العام 2012 بعد فرض العقوبات الغربية كرد على الغموض الذي يكتنف نوايا إيران النووية.

وتستمر المحادثات بين إيران ومجموعة من الدول الغربية بالإضافة إلى الصين وروسيا من السنة الماضية وعبّرت وزارة الخارجية الروسية اليوم عن بعض التفاؤل في المحادثات ما قد يؤدي إلى رفع حظر في نهاية المطاف.

أثارت نتيجة زيادة الإنتاج الأميركي والارتفاع اللاحق في صادرات المنتجات تناقص الطلب على الواردات الأجنبية وخاصة من المنتجين في إفريقيا حيث ساعد هذا على خلق تخمة في العرض في حوض الأطلسي وهو السبب الرئيسي وراء تعرض النفط الخام إلى ضغط بيع في الأسابيع الحالية والسبب وراء انخفاض أسعار العقود الفورية لخام برنت تحت المؤجل منها لأول مرة منذ 2010.

يتراوح خام برنت، وهو العلامة الحالية للسعر ويحدد غالبية التعاملات النفطية العالمية، بمعدل 110 دولارات للبرميل منذ 2011 في الوقت الذي نشهد فيه ارتفاعات في السعر وحالات بيع شرهة في هذا الوقت، استمر التقلب في الانخفاض بسبب مساعدة زيادة الإنتاج في الدول خارج منظمة الأوبك في تلطيف المخاطر في السوق.

مؤشر سعر النفط خلال الأحداث الجيوسياسية منذ 2011 يرينا أن مرات الذروة أصبحت أكثر وأكثر مع قدرة المنتجين الكبار كالمملكة العربية السعودية من تعويض أي عجز محتمل يحصل وبالتالي المساعدة على إبقاء السعر مستقراً وبعد كل ارتفاع، أجبر المتداولون المضاربون كصناديق التحوط على الخروج من المواقف الخاسرة حيث كان هذا المحرك الرئيسي خلف هبوط السعر على الأقل حتى عملية البيع الشرهة الحالية.

أولي هانسن

رئيس استراتيجية السلع الأساسية، ساكسو بنك

العدد 4377 - الأحد 31 أغسطس 2014م الموافق 06 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً