العدد 4378 - الإثنين 01 سبتمبر 2014م الموافق 07 ذي القعدة 1435هـ

الخبير في القيادة جراهام مور: القيادة يمكن فهمها وتعلمها عبر ممارسات خمس

مور: البحوث الميدانية تظهر أن هناك انعكاساً إيجابياً على واقع العمل من ناحية تحسين إنتاجية العمل - تصوير أحمد آل حيدر
مور: البحوث الميدانية تظهر أن هناك انعكاساً إيجابياً على واقع العمل من ناحية تحسين إنتاجية العمل - تصوير أحمد آل حيدر

تحدي القيادة مفهوم عصري تكاد لا تخلو أي مؤسسة حكومية أو شركة أو مكاتب من التحدي في القيادة، وذلك لإظهار المهارات ورفع الكفاءة وتنميتها للأفضل، للحصول على مردود إيجابي أو إضافة هذه المهارات القيمة للموظفين والعاملين.

ولتحقيق أهداف القيادة للوصول إلى أعلى مستوى من الخبرة في فهم ودمج وتطبيق جميع الأهداف، أجرينا حوارنا مع المدرب والخبير الأسترالي جراهام مور، الذي قدم لنا نموذجاً من تجاربه في مجال تحدي القيادة، سواء على الصعيد الميداني في مجال التدريب أو في مجال العمل بالقرب مع الموظفين بخبرة تجاوزت الثلاثين عاماً في أكثر من 20 دولة درب فيها، بما فيها دول الخليج العربي، وهذا نص الحوار:

على ماذا يتركز تدريب نموذج ممارسة تحدي القيادة؟

- يتركز التدريب على تطوير مهارات القيادة على جميع الموظفين والعاملين بمختلف مستوياتهم، وهذا لا يقتصر فقط على القياديين في العمل، إذ القيادة يمكن تعلمها وفهمها عبر ممارسات خمس وهي: تجسد القدوة، إلهام رؤية مشتركة، تحدي طرق العمل، تمكين ودعم الآخرين وتشجيع القلب.

واعتبرت هذه الممارسات الخمس في تحدي القيادة، بعد أن تم التأكد منها وتحليلها لأكثر من ثلاثة ملايين مدرب من جميع أنحاء العالم يؤكدون أن هذه الممارسات الخمس وتفاصيلها القيادية هي بالفعل معتمدة على التجربة والتطبيق، وبالتالي فإن برنامج تحدي القيادة يعتمد على التطبيق العملي بالبداية حتى النهاية.

هناك الكثير من المدربين يقومون بالتدريب على أساس نظري بينما الإدارة تحتاج للتطبيق العملي أكثر، كيف يكون ذلك؟

ـ إن برنامج تحدي القيادة الذي أقوم بتطبيقه سواء على المدربين الذين سينقلون تجاربهم للآخرين، أو مع عاملين في المؤسسات والشركات، يختلف عن البرامج التقليدية، إذ إن هذا البرنامج يقوم على أساس تطبيقي من خلال التدريب والمتابعة بالقرب في المجال العملي، لأن هذا البرنامج اعتمد تصميمه على مسوحات استبيانية بالدليل العلمي على تجارب عدد كبير من القياديين المتميزين في العالم وصل إلى ثلاثة ملايين ونصف مليون مدرب قيادي تم إجراء المسوحات الاستبيانية عليهم لمدة 5 سنوات، وتم الوصول إلى مخرجات من 5 ممارسات لتحدي القيادة المتميزة التي ذكرناها مسبقاً.

قد ذكرتم أن الممارسة الخامسة في تحدي القيادة هي تشجيع القلب، فماذا تعني؟

- بشأن الممارسة الخامسة وهي تشجيع القلب، فإن المشاركين عندما يطبقون الممارسات الخمس على واقع العمل فإن البحوث الميدانية تظهر أن هناك انعكاساً إيجابياً على واقع العمل من ناحية تحسين إنتاجية العمل، وتقليل دوران الموظفين مما يتيح للمؤسسات والشركات الاحتفاظ بموظفيها لفترة أطول.

وبالنسبة للممارسة الخامسة وهي تشجيع القلب، فإنها جاءت من حرص الموظفين والأفراد بشكل عام ومن خلال بيئتهم تحت عمل الإدارة. فإذا كانت الإدارة تقوم بتقدير عملهم المتميز، فتقوم القيادة بتقديم الشكر لهم وإعطائهم الحوافز سواء من الناحية المعنوية أو المادية، فهذا من شأنه يشجع القلب لدى الموظفين والعاملين على بذل المزيد من العمل والإبداع مما يخلق لديهم شعوراً بالرضا نحو الإدارة ويعزز لديهم الثقة نحو العمل.

وهذه جزئية مهمة جداً لأن طبيعة البشر يتوقعون الشكر والتقدير من القياديين الأعلى منهم، وفي ظل عدم التقدير سيصيبهم إحباط، وعكس ذلك في وجود التقدير يتم تشجيعهم للعمل بشكل أفضل، وتعزيز ممارساتهم الوظيفية.

هل هناك مميزات وشروط خاصة في اختيار القياديين؟

- إن إحدى الممارسات الموجودة في برنامج تحدي القيادة هي التركيز على القيادة كمسئولية الجميع وليس حكراً على موظفين دون آخرين، أي كل فرد يجب أن يكون قائداً ويستطيع التمرس على المهارة القيادية لكي يتعامل مع وظيفته ومع مرؤوسيه وموظفيه بشكل يليق بالعمل مما ينتج عنه فهم إيجابي.

إن فلسفة وتصميم برنامج تحدي القيادة أتى على بناء مسوحات ميدانية مدعمة بالدليل العلمي، وهي تتحدث بغض النظر عن منصب الموظف سواء كان عالياً أو متدنياً، والممارسات الخمس هي ضرورية لكل فرد.

وبمعنى ذلك أن من يتقلد منصباً أعلى يستطيع تطبيق هذه الممارسات الخمس لأنها عبارة عن ممارسات يقوم بها أي شخص في حياته النموذجية. وهي نفسها يطبقها في العمل سواء كان في الوظائف العليا أو الدنيا، إلا أن المسئوليات تختلف هنا بسبب مستوى المسئولية الوظيفية، وكلما كان لديه عدد أكبر من الموظفين تحت إدارته كلما أصبحت مسئوليته القيادية أكبر.

هل كانت لديكم تجارب عمل من الناحية التطبيقية في المؤسسات والشركات استطعتم من خلالها النهوض بالقياديين نحو الأفضل والتميز؟

- نعم، فعلى سبيل المثال كنت أقوم بتدريب موظفين وعاملين في شركة، وكان لديهم 15 موظفاً محبطين ولا يرغبون بالعمل الجدي، ومن خلال تجربتي معهم في برنامج تحدي القيادة ومتابعتهم عن قرب تم العمل معهم بشكل تطبيقي وعملي. استطعنا أن نغير المفهوم العملي لديهم وتغيرت نظرتهم للعمل من الناحية السلبية إلى الإيجابية، وشعروا بالفرق الكبير واستطاعوا أن يطبقوا الممارسات الخمس من تحدي القيادة بشكل متميز وإبداعي، والتي كانت سبب هذا التغيير الجدي في نظرتهم للعمل وتعاملهم مع الإدارة والآخرين، وأصبحوا ينفذون مهامهم الوظيفية بشكل إيجابي ومرضٍ.

أيضاً أقوم بالتعاون مع الشركات في هيئة تدريب الموظفين على هيئة تطبيق عملي، وتدريبهم على مفاهيم واقع العمل من خلال المتابعة معهم بين فترة وأخرى.

ما هي الأهداف المرجوة التي تحققونها عند البدء بتطبيق تنمية المهارات القيادية؟

- عند بدء تدريب أي مؤسسة أو شركة فإن السؤال الأول الذي يتبادر إلى ذهننا هو ما هي الأهداف التي تريدون تحقيقها سواء على المدى القريب أو البعيد، أو الفترة المعينة التي يريدون تحقيق الأهداف فيها. وانظلاقاً من هذه الأهداف التي تصبو إليها الشركة والإنجاز الذي يحققونه من خلال فترة معينة، يتم تحديدها، سيتم البدء بتطبيق الممارسات الخمس في تحدي القيادة على تدريب الموظفين ذوي العلاقة لتحقيق الأهداف التي تريد الشركة تحقيقها وإنجازها، وبعد التدريب يتم العمل على تطبيقه معهم على واقع العمل للتأكد من تطبيق الممارسات الخمس لتحقيق الأهداف المرجوة من قبل الشركة، وهي عبارة عن رحلة لتطبيق هذه الممارسات لتحقيق الأهداف المرجوة منهم، بعذ ذلك يلمس الموظفون والقياديون بشكل ملحوظ هذه التغييرات بشكل يرضي الإدارة والموظفين.

بماذا تقدم نصيحة لتنمية القياديين؟

- إن كل شخص طموح يريد الارتقاء للأفضل والأعلى، وبالنسبة للأفراد الذين يريدون أن يحققوا تنمية في مهاراتهم القيادية يجب أن يكون لديهم فهم بأن هذه المهارات يجب ملاحظتها وقياسها، وممكن تعلمها ويمكن تعليمها للآخرين، وتوصيل الملاحظات التي يطبقونها من خلال حياتهم المهنية والعملية ومن خلالها يتعلمون هذه المهارات.

وهذا لا يختلف من ثقافة لأخرى لأنها كلها علوم، فمن خلالها يتم معرفة هذه الممارسات الخمس فهي طبيعية، وأن يطلعوا أكثر بشان ما توصل إليه الخبراء في تطوير القيادة فيتم تغيير مفهوم الآخرين من خلال تطبيق المهارات القيادية على المستوى الشخصي والاجتماعي والمهني.

كما أننا سنقدم ورشة عن أهم ممارسة من الممارسات الخمس، وهي الممارسة الخامسة «تشجيع القلب» مساء غد الأربعاء (3 سبتمبر / أيلول 2014). وهي فرصة لكل مهتم بتحدي القيادة، سواء كانوا من يعملون في سلك التدريب أو من لهم مسئوليات إدارية أو قيادية في أعمالهم، أو كل فرد يريد أن ينمي مهاراته القيادية على الواقع المهني والعملي من خلال تطبيق الممارسة عملياً.

العدد 4378 - الإثنين 01 سبتمبر 2014م الموافق 07 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:42 ص

      من الحضور

      ممتاز قرأة اللقاء وانا متحمس لحضور الأمسية الرجاء تزويدي برقم الحجز لكي احجز

اقرأ ايضاً