العدد 4378 - الإثنين 01 سبتمبر 2014م الموافق 07 ذي القعدة 1435هـ

الحلقة المفرغة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تدور رياضتنا المحلية في حلقة مفرغة تمنعها من الخروج إلى الفضاء الواسع في ظل استمرار عملية الدوران بالطريقة نفسها دون محاولة تغيير المسار أو حتى القفز خارج هذه الدائرة.

من يتابع حالنا اليوم يدرك أنه هو نفسه قبل 10 سنوات وقبل 20 سنة أيضا وإن لم يكن وضعنا حاليا أسوأ من ذي قبل.

مشكلتنا الأساسية أننا لا نمتلك آليات العمل الصحيحة وما يحدث من إنجاز هو الاستثناء في ظل سياسة التخبط المستمرة والتي شعارها «السير على البركة».

مناسبة هذا الأمر هو ما وصلت إليه أحوال أنديتنا المحلية من ديون متراكمة لا مجال للافتكاك منها على رغم أن كل ديون الأندية قد أسقطت سابقا بقرار ملكي.

نحن تخلصنا من الديون لنبدأ من جديد في مراكمتها لأننا لم نخرج من دائرتنا وإنما استمررنا ندور داخلها فعادت ديوننا كالسابق إن لم تتضاعف.

هي الحلقة المفرغة التي أرهقتنا، بل هي الحلقة المفرغة المتحكمة بمصير رياضتنا، هي الحلقة التي تدور فيها رؤوسنا فتخرج أفكارنا بحلول فارغة!.

هذه الديون التي تثقل كاهل الأندية وتكبلها هي نتاج عوامل موضعية متمثلة في ضعف الموارد مقابل توسع المصروفات ولكن هي أيضا نتاج عوامل تقنية ممثلة في كيفية إدارة الموارد المتوافرة وتطويرها داخل الأندية وعلى مستوى جميع المؤسسات الرياضية.

فالاقتصاد كما يقال نصف المعيشة، والاستثمار في المستقبل بوابة الازدهار، والتخطيط الاستراتيجي يمنع العجز والانهيار، وأهم من كل ذلك اختيار الكوادر التي تدير الموارد، تلك هي القواعد الذهبية التي يجب أن نسير عليها خلافا للقاعدة المفرغة العاملة في أنديتنا «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب».

هذه القاعدة المطبقة عمليا أوصلت رياضتنا إلى حافة الافلاس لأنها خلاف العقل والمنطق بل انها أضاعت علينا الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تنقلنا إلى حال مختلف تماما عما نحن فيه اليوم.

قواعدنا وأسس عملنا مازالت تعتمد التمييز باعتباره خدمة للرياضة الوطنية، وتعتمد المجاملات كحل للمشكلات، كما تعتمد التجاهل بدلا من المواجهة.

حتى نتمكن بالفعل من النهوض برياضتنا يجب أن نتخلص أولا من القواعد التي تحكمها والتي جعلتنا ندور في الحلقة المفرغة اياها، واستبدالها بمفاهيم الكفاءة والعدالة ومواجهة المشكلات.

قيمنا ومفاهيمنا هي ما يجب أن يستبدل أولا لتحل محلها قيم التفكير المنطقي التي تجعل من تطوير جميع الأندية دون استثناء لبنة بل قاعدة التطوير الرياضي، تلك القيم التي تقدم الرياضة باعتبارها نشاطا ذا مردود اجتماعي واقتصادي مهم يسهم في توحيد المجتمع كما يسهم في البناء، وفوق كل ذلك يعكس الصورة الحضارية للبلاد.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4378 - الإثنين 01 سبتمبر 2014م الموافق 07 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً