العدد 4379 - الثلثاء 02 سبتمبر 2014م الموافق 08 ذي القعدة 1435هـ

المعاودة كشف الحقائق... فهل استوعب الدرس؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عندما تحدثنا عن «المستقلين» و«المتسلقين» داخل «جمعيات الفاتح»، قامت الدنيا ولم تقعد رغم ذكرنا حقائق وثّقها التاريخ القريب وليس البعيد، يكشف حقيقة تلك المكونات وطريقة وتركيبتها التي تسيطر عليها السلطة بشكل شبه مطلق.

أشرنا إلى حجم التباينات والخلافات بين مكونات «أهل الفاتح»، وذلك رغم عدم الإعلان بعد عن «القائمة» الموحدة لـ «جمعيات الفاتح» المزعومة من أجل خوض الانتخابات النيابية المقبلة.

توقعنا أن مسرح الدوائر «الموالية»، ستكون ساحة حرب علنية بين قيادات «الجمعيات الإسلامية» (الأصالة والمنبر) فيما بينهما، مع منافسيهم من مرشحي «جمعيات الفاتح»، إضافةً إلى المرشحين المستقلين، وهو ما سيرجح كفة السلطة للفوز في هذه المعركة من خلال «تشطير» هذه المكونات، وتفعيل «آلياتها» المعتادة لاختيار نواب المرحلة المقبلة، وبطرق غير مباشرة.

حقائق كثيرة سردناها كثيراً من قبل، اعتبرها البعض «تخرصات»، وذهب آخرون لاتهامنا بمحاولة «تفكيك» المارد المرعب، الذي قلب الموازنات منذ 21 مارس/ آذار 2011.

الحمد لله فقد شهد شاهدٌ من أهلها، وكما يقال على رغم وضوح الصورة للجميع، إن أهل مكة أدرى بشعابها، وإن النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الشيخ عادل المعاودة المحسوب على جمعية الأصالة، سرد، وذكر، وعدّد، بل زاد وفضح الكثير من الحقائق التي كنا نقولها من قبل.

المعاودة، وجّه سهامه الناقذة و «اللاذعة» إلى «جمعيات الفاتح» معتبراً أنه يقوم على أساس «متمصلحين»، وهو الوصف ذاته الذي ذكرناه من قبل على أن هذه الجمعيات عبارة عن شخصيات نصفهم بـ «المتسلقين»، للوصول لأهداف وأغراض قال عنها المعاودة أيضاً إنها «مصالح شخصية».

المعاودة أحد قيادات «الفاتح»، وهو الذي أكد من قبل أنه من اقترح شخصية عبداللطيف المحمود ليكون رئيساً لتجمع الوحدة (20 فبراير/ شباط 2014)، وأن «الأصالة بالتعاون مع المنبر الإسلامي، هي أول من دعا لتشكيل تجمع الفاتح خلال أحداث 2011»، أي أنه من المطلعين على خفايا وأسرار ذلك «التجمع».

المعاودة يؤكد أن «جمعيات الفاتح» لم تعد تمثل شارع الفاتح - بأي شكل - معتبراً أن شارع الفاتح أكبر من أن يختزل في جمعية مكونة من 300 شخص، وهو أمر ينسف حديث عبداللطيف المحمود الذي تحدث عن 450 ألفاً، ومن ثم 300 ألف عضو في جمعيته، وأنه الممثل عن شعب البحرين بكل تصانيفه وألوانه وانتماءاته.

المعاودة يؤكد أن «الأصالة» نأت بنفسها عن «جمعيات الفاتح» بعد أن وجدته يعيش «جواً مشبعاً بالإقصاء والتربص والمصالح الشخصية»، وأنها حاولت «إصلاحها لكنها لم تستطع التأثير فيها بما يفيد الشارع»، بل ذهب إلى أكثر من ذلك والحديث عن وجود «تسابق وصراع على أشده من أجل تقاسم «الكعكة»، وذلك بالتأكيد بين قيادات تلك الجمعيات.

هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها المعاودة عن أمور «خطيرة» ومهمة، فقد كشف النائب السلفي المخضرم من قبل (فبراير 2014) عن «حملة إعلامية منظمة (رسمية) اجتهدت قبل انتخابات 2010 وبعدها، في «التسقيط والتلفيق والتشويه والذي كان هدفه التوجه الإسلامي عموماً والوفاق خصوصاً».

بعد ثلاث سنوات من الأزمة التي عاشتها البحرين، وبعد أربع سنوات من انتخابات 2010، لم يستوعب المعاودة ورفاقه حركة التاريخ القريب إلا مؤخراً، ومع اقتراب موعد «انتخابات 2014»، ضمن ما يمكن أن نسميه «الدعاية الانتخابية».

في 2010 عملت السلطة على «تقليم أظافر» كتلتي «الأصالة» و «المنبر الإسلامي»، لتجعلهما من بعد قوةٍ في برلمان 2006، مستضعفتين في برلمان 2010، وتخلق مكانهما مكوِّناً آخر داخل المجلس النيابي باسم (المستقلين)، وبذلك إخراجهما من كل الحسابات النيابية.

الحقيقة التي لايزال المعاودة ورفاقه يرفضون إدراكها واستيعابها وفهمها، هي أن السلطة تمتلك مفاتيح وأدوات اللعب في مكوّنهم، وبالتالي هي اللاعب الوحيد القادر على تغيير المعطيات والتلاعب بالشخصيات، وتشكيل الإفرازات سياسياً أو حتى اجتماعياً، لتوغلها الشديد داخل ذلك المكوّن، وقدرتها على استمالة قواعده، وتغيير أنماطهم الفكرية والسياسية بكل سهولة ويسر.

السلطة قبل انتخابات 2010 نجحت في تغيير الخارطة السياسية السنية، وفشلت على المستوى الشيعي للأسباب التي ذكرها المعاودة وهي أن التيار المعارض لا يتأثر أبداً بالماكنة الإعلامية الرسمية، التي تؤثر بشكل كبير جداً على التيار «الموالي»، وهو أيضاً ما يوثقه تقرير «تجمع الوحدة» من أن «النظام الحاكم عمل جاهداً على ألا يكون هناك تماسك في موقف المكوّن الذي يستخدمه (المكوّن السني) رادعاً للمكون الآخر المتماسك في الموقف السياسي والاجتماعي والمطالب».

السلطة استخدمت قيادات جمعيات «الأصالة» السلفية و«المنبر» الإخواني، وكل جمعيات الفاتح في حملته الإعلامية المضادة للمعارضة والوفاق، وهذه حقيقة موثقة أيضاً في سلسلة برامج تلفزيونية لا يمكن عدّها ولا حصرها، وهي الآن ستستخدم قواها «المختلقة» من «مستقلين» و«متسلقين» للضرب داخل المكون السياسي السني وبالخصوص جمعيتي «الأصالة» و«المنبر».

أخيراً فهم الشيخ المعاودة، أن بعض الكيانات السياسية، ما هي إلا «أدوات» يجب أن تكون طيّعة ومطيعةً للسلطة، وإلا فإنها ستُضرب بحملات إعلامية منظمة عبر «التسقيط والتلفيق والتشويه».

أخيراً فهم الشيخ المعاودة، أن السلطة لم تكتفِ بخلق «المستقلين» في 2010 فقط، بل جاءت لهم حالياً بـ «مُتسلقين» بعد أحداث 2011 عبر كيانات سنية جديدة ستعمل هي الأخرى، على منافسة في الاستحقاقات البرلمانية المقبلة. فهل استوعب الدرس؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4379 - الثلثاء 02 سبتمبر 2014م الموافق 08 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 3:16 م

      انت تستشهد بالمعاودة ولسان حالك يقول:

      "لا قول بعد قول المعاودة" وكذلك المثل المعروف قطعت "كلمة " المعاودة قول كل خطيب" . ويذكرني كذلك بالنكتة المحلية التي تقول "من معرفته بالصحابة ........
      المعاودة ليس محسوبا علي جمعية الاصالة لانه يشتغل سياسة تتعارض وأهداف الجمعية السلفية ولذلك تم اقالته من زمن بعيد
      اذا اردت ان تعرف المعاودة علي حقيقته انصحك بقرآة مقالات الاخت مريم الشروقي فهي من استطاعت ان تكشف الداء وتصف الدواء

    • زائر 31 | 9:14 ص

      وماذا عن المعارضة

      و ماذا عن حجم التباينات والخلافات بين مكونات حمعية الوفاق و الجمعيات الاخرى المعارضة

    • زائر 29 | 6:30 ص

      زائر

      انا سمعت المعاوده في ندوه في نادي المحرق يقول ان البرلمان مفسدة ثم اصبح مصلحة وانتهازيه وريموت كنترول.

    • زائر 28 | 6:18 ص

      الكنترول خلصت البتاري ماله

      سلمت يداك ياولد الفردان
      هم مرتاحين بالتفريخ خلهم فاشين على بيضهم احسن

    • زائر 27 | 5:55 ص

      التسلق العام

      قال تعالى في كتابه المجيد.ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لايفقهون .





      و

    • زائر 26 | 4:19 ص

      أم الساده

      حماك الله يا هاني وحفظك من كل شر
      قلم حر وشريف
      الله يحرسك من الكائدين ومن أعين الظالمين

    • زائر 25 | 4:05 ص

      الاستاذ هاني

      هذه الاشياء هم يعرفونها قبل لاتكتبها انت ولاكن المصالح وراء
      الكراسي هم يركضون حتى وان عميت عيونهم وقلبهم

    • زائر 24 | 2:40 ص

      اللعب على المكشوف !

      المعاودة واعي جيدا ويريد ان يرد الصاع صاعين لتحالف جمعيات الفاتح الذي استبعد المنبر الاسلامي والأصالة من المناصب القيادية ولتناقض مواقف التجمع مع توجهاته الموالية مثل تقرير تجمع الوحدة الذي كان وراء إصداره اللبراليون والذي قالها صراحة المعاودة في مقابلته في الجريدة المحليه وأبدى ضيقه منهم ولعبة انتخابية لصالحه وصالح جمعيته بعد ضيق الشارع من مواقفهم الانتهازية والنظام يرفض ورقة الابتزاز سواء من قبلهم او من قبل جمعيات الفاتح ويحرص على ان يضعهم في حجمهم الحقيقي بعد ان انتهت صلاحياتهم

    • زائر 23 | 2:35 ص

      أتفق معك في كثير مما قلته ولكن

      أتفق معك في كثير مما قلته ولكن هناك عدة أمور يجب أن تمر بين السطور.
      منها على سبيل المثال لا الحصر قولك: "والذي كان هدفه التوجه الإسلامي عموماً والوفاق خصوصاً"... الوفاق توجهها علماني وليس إسلاميا؛ فإما أنك تقول أنها تكذب في مطالبها أو أن تعترف بتوجهاتها العلمانية التي تختلف تماما عن توجهات المنهج الإسلامي.

    • زائر 22 | 2:10 ص

      مو بس الماكنة الاعلامية - لا تنسى المراكز العامة أشد و أخطر

      المراكز العامة أخطر و أشد. خصوصا في الدوائر السنية و المختلطة. المرشح يفوز بفارق كبير في الدائرة و يخسر بعد اعلان ارقام المراكز العامة. اللعب بورقة المجنسين و العساكر.

    • زائر 21 | 2:10 ص

      تسلم ايدك يا ولد الفردان

      وين بيروحون منك... كاشف خباياهم، وفاضحهم

    • زائر 20 | 2:09 ص

      يعلمون بوجود المتسلقين

      المعاودة ورفاقه يعلمون بوجود المتسلقين ويرونهم كيف يتحركون لضمان المناصب، وحتى للاصالة والمنبر متسلقين ايضاً

    • زائر 19 | 2:08 ص

      الاصالة والمنبر

      دائماً في الاصف الاخير من الدرس... ولذلك استيعابهم بطيئ جداً

    • زائر 18 | 2:07 ص

      مقال جميل

      لن يسوعبوا الدروس ابداً

    • زائر 17 | 2:02 ص

      فهل استوعب الدرس؟

      اذا المتسلقين من كتار الموالاة وكتاب الزار فهموا الدرس سيعطينا ذلك مؤشرا ان تلك الجمعيات سريعة المنشأ ( الفاست فود ) ستستوعب الدرس ، اذا المحسوبين عليهم من كتاب ويا زعم نخبهم هذا مستواهم الفكري وهم المنظرين لهم فكيف بالمنفذين لأستشارات أولئك المنظرين ، ؟ والذي ما فتئو يحرضون على الشرفاء وعلى المعارضة والتي تغيضهم كل يوم بثباتها على المواقف المشرفة والتي يحلمون انهم لو يملكون جزء مما تملك من شارع ومن مواقف شجاعة يفتقرون اليها ، وليس لديهم غير التحريض والتسلق وحلب الضرع .

    • زائر 16 | 2:00 ص

      لا اعتقد

      لا اعتقد فهم شئ لانه من ...

    • زائر 15 | 1:41 ص

      هل من متعط

      صح لسانك يا أخي هاني على هذا القال الرائع

    • زائر 14 | 1:39 ص

      المستقلين اكلو الطعم بنجاح ..

      هذا ماكانت تكيده لهم السلطة بعد ابرام الولاء لهم من قبل المستقلين ..
      بكل اختصار .. تم اكل الطعم بجدارة فهم مجرد ري.... كنترول لا اكثر ولا اقل

    • زائر 13 | 1:35 ص

      فضة

      هناك
      متسلقون
      وهناك
      مستلقون على بطونهم يعني منبطحون أو انبطاحيون ينبطحون كل ما أُمِروا.

    • زائر 11 | 12:59 ص

      المعاودة محاسب انت امام الله ...

      ما أظن استوعب لكنما الصرلخ الا بقدر الألم
      جحدوا الاصلاح واستيقنتها انفسهم

    • زائر 10 | 12:57 ص

      اذا قصر من لحيتة

      بيستدرك وقتها مثل ماستدرك تقصير الثوب

    • زائر 8 | 12:42 ص

      المعاودة عاااد؟؟!!!

      المعاودة نفسه أكبر متسلق لم ولن ننسى مواقفه ومن ضمنها انه في أحداث التسعينات كان يقول البرلمان حرام هههههههههه وتالي تسلق وصار نائب برلماني وطبعا ما قصر أيام أزمة 2011 في التخوين والتسقيط للمعارضة ،، ترى كل شي مسجل وموثق يالمعاودة لا تظن ان الناس تنسى وما ربك بغافل عما تعملون

    • زائر 7 | 12:35 ص

      6

      بكل ..
      بساطة كلامك مفبرك وبيه مغالطاات .. وبيطلع لك زعيم الاصالة .. ينفي .. ويمكن يتهم ايران في السالفة .. خوب الاسطوانه جاهزة .. ومسباح علاء الدين جاهز ..

    • زائر 5 | 11:41 م

      ?

      لا

    • زائر 4 | 10:57 م

      الدرس واضح

      الدرس واضح لاكنهم لا يريدون الاستيعاب هم الجماعة مرتاحين بهبالتهم

    • زائر 2 | 10:25 م

      جمهور مطيع

      حالة المستقلين كالحالة التى تمارس في حركة المسرح في مصر ، حيث يقوم أحد الممثلين الضعيفين بشراء تذاكر إلى جمهور يساندونه ويصففقون إليه طوال عرض المسرحية بهدف خلق هالة إعلامية للمثل و كسب رأي إعلامي إليه لرفع أجره وكذلك إقناع المخرج بأنه ممثل بارع ويعطى أدوار بطولة بدلا من ادوار الكمبارس .
      ركب الأدوار على مشهد الانتخابات في البحربن واكشف الحقيقة .

    • زائر 1 | 10:20 م

      كل متسلق فلا يعيب المعيب معيبا

      ههه متسلقين ! كلمة تضحك من ثكلت ولدها للتو . وهل من صدع بسمعا و طاعا سيدي في اوج آوان التسلق يجرؤ احد ابعاده عن زعامة عصبة المتسلقين. الفرق بين المتسلق و الوطني ان الكتسلق الوطن عنده مجرد بقرة تذبح و يؤكل لحمها و يدبغ جلدها اذا جف ضرعها و لم تعد تعطي حليبا و الوطني يرضع من ثدي الوطن ليتغذى قيما فهو له ام .

اقرأ ايضاً