العدد 4383 - السبت 06 سبتمبر 2014م الموافق 12 ذي القعدة 1435هـ

الشرطة التركية تقمع تظاهرة اثر حادث عمل دام جديد

قمعت الشرطة التركية الاحد ( 7 سبتمبر / أيلول 2014) في اسطنبول تظاهرة ضمت نحو الف شخص كانوا ينددون بشروط السلامة السيئة التي يواجهها العمال الاتراك في قطاع البناء وذلك غداة مقتل عشرة منهم في احدى ورش المدينة.

وكما حصل بعد كارثة المنجم في سوما (غرب) التي اودت بحياة 301 شخص في ايار/مايو الماضي، تحول الغضب الذي اثاره حادث العمل الجديد الى محاكمة للحكومة الاسلامية المحافظة بعد عشرة ايام على تولي الرئيس الاسلامي المحافظ الجديد رجب طيب اردوغان مهامه الرئاسية وهو الذي يقود البلاد دون منازع منذ 2003.

ووقع الحادث مساء السبت في ورشة بناء برج من 42 طابقا في منطقة سيسلي على الضفة الاوروبية من اكبر مدن تركيا.

وبحسب العناصر الاولى التي قدمتها السلطات، فان العمال العشرة قضوا عندما هوى المصعد الذي كانوا داخله من علو 32 طابقا لسبب لا يزال مجهولا.

وتلبية لدعوة ابرز النقابات اليسارية، تجمع نحو الف شخص بعد ظهر الاحد على مقربة من الورشة للتنديد بغياب اجراءات السلامة التي سببت الحادث.

وهتف الحشد طيلة دقائق "هذا ليس حادثا، ليس قضاء وقدرا، انه جريمة قتل"، ورفعوا لافتات كتبت عليها اسماء الضحايا.

وقال مدحت كارا مفجوعا، وهو اب لعائلة، في محيط الورشة "لقد فقدت ولداي الاثنين".

وبعد الظهر، اطلقت شرطة مكافحة الشغب التركية الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه ضد المتظاهرين. ورد بعضهم برمي الزجاجات والرشق بالحجارة، كما افاد مصور لوكالة فرانس برس.

واعلنت السلطات فتح تحقيق. وبعيد الحادث، اودعت الشرطة ثمانية اشخاص التوقيف الاحترازي وبينهم المسؤول عن السلامة في الورشة. ثم اطلق سراحهم جميعا الاحد.

ولم تتضح بعد اسباب الحادث. ونقلت الصحافة التركية عن البعض قولهم ان المصعد تعطل قبل 15 يوما وتم اصلاحه بما تيسر في انتظار الحصول على المال اللازم.

وقال وزير العمل والضمان الاجتماعي فاروق جيليك الاحد "سنقوم بملاحقات (ضد المسؤولين) اذا كان هناك اهمال او تقصير".

من جهته وعد رئيس الوزراء احمد داود اوغلو باجراء تحقيق "دقيق"، واصفا امام الصحافيين مقتل العمال بانه حدث "مؤلم للغاية".

لكن المعارضة سارعت الى توجيه الانتقاد الى السلطات.

واعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي)، ابرز احزاب المعارضة، ان "حوادث العمل اصبحت جرائم". واضاف ان "حزب الشعب الجمهوري سيعمل على ان لا تكون عمليات التدقيق (في الورش) مجرد عمل شكلي".

من جهته نفى مالك المبنى عزيز تورون اي مسئولية، مشيرا الى احتمال وجود عيب فني في المصعد.

وقال في مؤتمر صحافي "استخدمت هذا المصعد نفسه قبل عشرة ايام".

وياتي حادث العمل هذا بعد مقتل 301 عامل منجم في ايار/مايو الماضي جراء انفجار اعقب انهيارا في منجم للفحم في سوما (غرب)، وهو الكارثة الصناعية الاكثر دموية في تركيا.

وتحولت الماساة فورا الى حملة اعتراض ضد الحكومة المتهمة بالتضحية بالعمال امام عملية تنمية قسرية في البلد. وارغمت الحكومة على ان تتبنى بصورة عاجلة قانونا يعزز اجراءات السلامة في المناجم.

ويلقي هذا الحادث من جديد الضوء على سوء ظروف العمل والسلامة في تركيا التي تحتل، استنادا الى منظمة العمل الدولية، المرتبة الثالثة عالميا في معدل الوفيات في اماكن العمل.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً